سامي النصف

رأفت الهجان أم إيلى كوهين؟!

في البدء نتمنى ان يغلق ملف المعتقلين الكويتيين في سجن غوانتانامو مع الزيارة التاريخية للرئيس الاميركي جورج بوش للكويت الخميس المقبل خاصة انها رغبة متكررة من صاحب السمو الامير – حفظه الله – ومن الشعب الكويتي قاطبة، ولا نعتقد ان الرئيس المحبوب من الشعب الكويتي سيرفض ذلك الطلب المتفق عليه وطنيا.

هل يمكن لنا ان نبعد التسييس المدمر المعتاد عن قضية احد المتجنسين التي طفت على السطح هذه الايام وان نبعد عنها كذلك محاولة إلقاء اللوم على هذا المسؤول او ذاك خاصة إذا ما عرفنا ان قضايا الجنسية لا يبت بها شخص واحد فالقضية اكبر واخطر من ان نتعامل معها بهذه الخفية وننسى بالمقابل مصلحة البلد وامنه.

لقد صنفت احدى الجهات الاعلامية الشخص المعني بما هو اقرب للبطل رأفت الهجان الجاسوس الذي زرعته مصر في اسرائيل، بينما اظهرت جهة اعلامية اخرى قرائن وادلة تدل على انه اقرب لإيلى كوهين الجاسوس الذي زرعته اسرائيل في سورية ووصل عبر علاقاته الشخصية وعمله الدؤوب الى اعلى المستويات في الدولة.

لقد فشل النظام الصدامي في كل الامور إلا انه وكحال جميع انظمة الطغاة كان يقارب الكمال في اعمال المخابرات والخداع وبث الاعين والمخربين والجواسيس او من يسمون بالنائمين (Sleepers) في صفوف اعدائه وقد اخبرني صديق عراقي انه تعرف على احد رجال مخابرات صدام (النائمين) الذي اخبره كيف كان يتم تدريبهم وزرعهم في الدول المختلفة دون ان يطلب منهم شيء لسنوات طوال مع اغداق الاموال عليهم على ان يلتزموا بما يطلب منهم حرفيا حال وصول الاوامر بعد تلك المدد الطويلة.

واذكر في هذا السياق حقيقة معاناة المعارضة العراقية في التمييز بين المعارض الحقيقي ومن تدسه مخابرات صدام بينهم، فالاثنان يشتمان صدام بأقبح الألفاظ، والاثنان يظهران آثار التعذيب والسجن عليهما، والاثنان يهاجمهما الاعلام الصدامي، كما يشتكي الاثنان احيانا من قتل صدام لأقاربهما، وهل ينسى احد النائم صبري الحديثي الذي كان يدعي مقتل اخويه على يد صدام لنكتشف في النهاية انه احد رجاله المخلصين حتى انه اصبح الناطق باسمه في احرج مراحل حكمه الاخيرة.

ان تغليب المصلحة الوطنية يقتضي على وجه السرعة طلب تحقيق رسمي من جهة امنية محايدة في التهم المتبادلة والوثائق المعروضة حتى ينتهي التحقيق اما باعتذار واعطاء وسام البطولة والاستحقاق لذلك الشخص او ادانته بتهم الخيانة العظمى والتعاون مع العدو خاصة انه قد اصبح كويتيا ولا خيار ثالثا بينهما.

آخر محطة:
(1) يكشف فيلم «حرب شارلز ويلسون» القائم على معطى قصة حقيقية الدور الذي قام به عضو الكونغرس المذكور في تبني المخابرات الاميركية الحرب «الخفية» ضد الروس في افغانستان ومن ثم تسبب عملاء المخابرات في إلحاق اول هزيمة بالامبراطورية السوفييتية والتعجيل بإسقاطها ومن ثم كانت تلك الحرب في حقيقتها انتصارا لشارلز ورجاله لا لأسامة بن لادن ومن معه.

(2) يمكن ان تشاهد «بعض» ذلك الفيلم في دور السينما الكويتية هذه الايام على ألا تدفع اكثر من ثمن نصف تذكرة لأنك لن تشاهد إلا نصف الفيلم بعد ان تفنن الرقيب الشاطر في بتر اوصاله، لماذا لا توضع صورة الرقيب على كل مقطع يقطعه حتى يعرف الجمهور لمن يوجه «شكره» له؟!