سامي النصف

تحية للرئيس الأميركي عبدالله

حالت الظروف دون الترحيب عبر المقال بالرئيس الاميركي الصديق جورج بوش اثناء وجوده، والحقيقة ان انجاز الرئيس الابن بحق الكويت لا يقل عن انجاز الرئيس الاب، فإن كان جورج الاول قد حرر الكويت فإنجاز كهذا يظل ناقصا بوجود صدام ونواياه العدوانية الدائمة نحونا لذا فامتنان الكويت هو للرئيسين جورج بوش الاب (بوعبدالله) وجورج بوش الابن (عبدالله) وللشعب الاميركي كافة من قبل قيادة وشعب لا ينكرون المعروف ولا يلدغون اليد التي تمتد لهم ابان المحن.

لقد امتد الامتنان الكويتي للساحة العربية الممتدة من الخليج الى المحيط فأصبح اعلاميو ومفكرو ومثقفو الكويت هم من يمثل النظرة الموضوعية والعقلانية والحكيمة تجاه الولايات المتحدة مقابل ثقافة التشنج والغوغائية الموروثة من عهود الامبراطورية السوفييتية التي يمثلها الشيوعيون المتحولون الى افكار التطرف الديني ممن لا يرون في اميركا إلا شيطانا اكبر وعدوا دائما مهما غيرت من سياساتها واقوالها وافعالها.

ان تحركات الرئيس بوش الداعمة لنشر الديموقراطية في العالم ووقوفه خلف مشروع انشاء دولة فلسطينية مستقلة وحق تقرير المصير للشعوب والاقليات يشبهه الى حد كبير ما قام به الرئيس الديموقراطي ودرو ويلسون قبل ثمانية عقود ومبادئه الـ14 ودعوته لمؤتمر السلام العالمي في باريس ورفضه لوعد بلفور ما جعل شعوبنا العربية تطالب آنذاك بوصاية او انتداب اميركي عليها حتى حصولها على الاستقلال، وقد حصل الرئيس ويلسون على جائزة نوبل للسلام ونعتقد ان محاولات الرئيس الاميركي بوش الجادة هذه الايام لحل القضية الفلسطينية تؤهله لحصد تلك الجائزة مع نهاية العام الحالي وانتهاء رئاسته.

بعد الاداء المنفرد الراقي للسيدة نورية الصبيح الذي جعلنا نفخر بحصول المرأة الكويتية على حقوقها السياسية، اتى العزف الجماعي الرائع لجمع من الفعاليات النسائية الكويتية التي التقت بالرئيس جورج بوش وعكست بشكل مشرف ومشرق وجه الكويت الحضاري فالشكر المستحق للدكتورة رشا الصباح ود.معصومة المبارك ود.موضي الحمود ود.رولا دشتي ود.ندى المطوع ود.فاطمة العبدلي ود.عنود الشارخ وم.جنان بوشهري والمحامية نجلاء النقي والناشطة لولوة الملا والشكر موصول كذلك لطاقم السفارة الاميركية التي ساهمت بتنظيم وانجاح ذلك اللقاء الهام.

آخر محطة:
العزاء الحار لدار «الانباء» على وفاة المرحومين حسام السعيد عبدالسلام ورضا عبدالعليم غالي في الحادث المروري المروع الليلة قبل الماضية وكنا قد بدأنا العام الجديد بمقال عن كيفية منع مقتل 400 بريء ستشهد شوارعنا مصرعهم خلال هذا العام ولم نتوقع ان يكون العاملان في الدار هما اول ضحايا حروب شوارعنا التي لا تنتهي، للفقداء الرحمة والمغفرة ولأهلهم وذويهم الصبر والسلوان وإنا لله وإنا اليه راجعون.

احمد الصراف

التواضع وشلل الأطفال

من الأمور الغريبة المتعلقة بالجنس البشري تلك الحقيقة، التي تتطلب بعض التفكير العميق من المتشددين دينيا، والمتعلقة بمرض «شلل الأطفال»!! فبغير إعطاء جميع الأطفال المولودين حديثا هذا المصل المضاد للشلل، فإن من المحقق إصابة نسبة كبيرة منهم بهذا المرض الذي يؤدي حتما ليس فقط الى إصابتهم بإعاقات خطيرة بل وفي زيادة نسبة الوفيات بينهم بصورة كبيرة.
كما ان انواعه الخطيرة يمكن ان تتحول الى وباء سريع الانتشار، وهذا الكلام يعني ان مصير الطفل المولود حديثا لا يجب ان يترك للصدف لتأخذ دورها!! تعتمد نسبة الاصابة بهذا المرض من مجتمع لآخر، وتتزايد النسبة مع تخلف الدولة صحيا. وعلى الرغم من جهود مختلف حكومات دول العالم، فإن غالبيتها لا تستطيع العمل منفردة للقضاء على هذا المرض، فمرض شلل الأطفال لا يزال يعامل، رسميا، كوباء في نيجيريا والهند وباكستان، وافغانستان بالتحديد، وجميعها، عدا الهند، دول إسلامية ذات كثافة سكانية عالية!.
وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية اخيرا ان اكثر انواع هذا المرض الخبيث خطورة على حياة الأطفال، والذي يمكن ان يتحول بسهولة الى وباء، والذي كان سببا في القضاء على حياة الملايين من أطفال العالم، سيتم القضاء عليه خلال عام 2008، وذلك توافقا مع أهداف الأمم المتحدة، وهي الأهداف نفسها التي نجحت من قبل في القضاء على النوعين الآخرين، الأقل تعقيدا وخطورة، من هذا المرض. وهذا يعني ان مرض شلل الأطفال سيختفي من العالم مع نهاية هذا العام، وهذا انجاز انساني عظيم يضاف لانجازات منظمة الصحة العالمية الأخرى التي نجحت في القضاء على أوبئة وأمراض كثيرة اخرى أصبحنا نسمع بها ولا نعرفها كالجذام والجدري والسل الرئوي وغيرها الكثير.
لا نود الحديث هنا عن دورنا، كدول عربية وإسلامية، في محاربة الأوبئة الخطيرة والأمراض الفتاكة والقضاء عليها وتجنيب البشرية ويلاتها ومصائبها، فهذا، كما يبدو أمر لم نوجد له أصلا ولسنا مهيئين، أو معنيين، بالتالي للقيام به. ولكن ألا يفترض ان نكون اكثر احتراما لكل اولئك العلماء والأطباء والمتطوعين الذين سخروا أرواحهم وانفسهم وأموالهم لخدمة البشرية؟ الا يستحق كل هؤلاء منا بعض التقدير، ولا نقول الامتنان، فهذا كما يبدو ليس من تراثنا «الأصيل» ولا من عاداتنا ولا تقاليدنا؟
إن هذه الإنجازات، وغيرها الآلاف التي تخرج من مختبرات ومصانع وجامعات دول العالم المتقدم، وحتى نصف المتقدم، تثبت يوما بعد يوم اننا نشترك معهم في العيش على كوكب واحد ومصيرنا مشترك وآمالنا وأحلامنا مشتركة، وبالتالي من الغريب حقا، بل من المستنكر، ان نلمس من الكثيرين بيننا كل هذه الكراهية للغير والعداء له وتمني الفناء لنسله، لا لشيء إلا لأن نصوص معتقداتنا تقول كذلك، أو هذا ما يحاول الكثير من رجال الدين الايحاء به! فمن الواضح ان اي تقدم علمي او حضاري يعني بصورة تلقائية تراجع دور الفقيه الديني ومكانته، والذي كان إلى وقت قريب، ولا يزال في الكثير من مجتمعاتنا، المهيمن على كل فهم لأمور الحياة الدنيا، والآخرة أيضا! وبالتالي فإن العلم، الذي يخالف ما يؤمن به ويعرفه، هو ألد أعدائه، وبالتالي أصبح الأمر يتطلب من هؤلاء تكفير وتحريم كل اتصال بالآخر أو ملاقاته، أو حتى تهنئته بعيده، دع عنك العيش المشترك معه! ولا نود هنا التطرق الى كل تلك المحاولات البائسة من البعض للتوفيق بين منجزات العلم الحديث والنصوص الدينية وكأن الأديان جاءت لفتح المختبرات وليس لهداية الناس الى سوء السبيل.
ما نحتاج اليه حقا هو الكثير من التواضع والبعض من الاحترام والتقدير للآخر.. صاحب الفضل الكبير على أمننا ورفاهيتنا وصحتنا وحتى بقائنا!

أحمد الصراف