سامي النصف

إعلاميات

كنت قد انتهيت للتو من تسجيل حلقة للبرنامج الشائق «على مفترق الطرق» الذي تقدمه الدكتورة الفاضلة كافية رمضان بمشاركة نائب رئيس مجلس الامة د.محمد البصيري حول الذكرى الثانية لتسلم صاحب السمو الامير المفدى مقاليد الحكم والذي سيتم بثه مساء بعد الغد الاربعاء، عندما وصلتني رسالة حول توقيف برنامج الزميل الاعلامي المعروف يوسف الجاسم (6X6).

تحدثت مع الصديق يوسف الجاسم وقد بدا واضحا ألا علم لديه عن خلفيات القرار او اسبابه، كما تسلمت رسالة اخرى عن ايقاف برنامج الاخت كافية رمضان كما قرأنا في الصحف بعد ذلك ما اتى من اخبار ومقالات واسئلة برلمانية حول ذلك الموضوع.

وقد وجدت ان الانصاف يقتضي قبل الكتابة في الموضوع الاستماع للرأي الآخر فاتصلت بوكيل وزارة الاعلام الشيخ فيصل المالك الذي ابدى استغرابه من ردود الفعل المستعجلة على ذلك القرار «المؤقت» المتخذ منذ عدة اسابيع وقبل حلقة اشتباك النيباري والخنة في برنامج (6X6)، ومما قاله الصديق بوعبدالله ان الامر لا يتعدى توجيه الطاقات في الفترة القصيرة المقبلة نحو الاحتفالات الوطنية التي تعزز وحدة الصف واستغلال فترة التوقف لتقييم «كافة» الاعمال التلفزيونية من برامج حوارية وغيرها استعدادا لفترة ما بعد تلك الاحتفالات.

ان برامج (6X6) و«على مفترق الطرق» و«الديوانية» هي النافذة التي تعكس من خلالها الكويت وجهها الحضاري وخيارها الديموقراطي كما انها تدار بحرفنة تامة وبشكل متوازن ويمكن للوزارة بالطبع ان تتدخل وهذا حقها المطلق متى ما رأت ان هناك انحيازا غير مبرر او عدم موضوعية في تناول موضوع ما حيث ان تلك البرامج تبث في النهاية من تلفزيون الكويت الذي يسأل عنه مسؤولو الوزارة آملين بعودة سريعة لتلك البرامج الهادفة.

سيعتقد البعض بأن اختلاف طرفين يعني بالضرورة ان احدهما على حق والآخر على باطل، بينما قد يختلف اثنان كلاهما على حق او كلاهما على باطل، سكوت الاعلام العربي على ممارسات الطغاة الاباديين امثال البائد صدام وغيره هو ما شجعهم على التمادي في جرائمهم ضد الابرياء، لذا لم يكن مستغربا ان يتصدى قلم بارز على الساحة العربية هو قلم الزميل فؤاد الهاشم لإحدى الثوريات العربية بالانتقاد والتعرية.

كذلك لم يكن مستغربا ان تطبق وزارة الاعلام القوانين وتحيل الموضوع للنيابة، الدور الآن على القضاء الكويتي الشامخ في ان يعلن موقفا واضحا لا مواربة فيه من دعم الحريات الصحافية في الدولة وتعرية الطغاة العرب عبر ابراء ذمة الزميلة «الوطن» وكاتبها المتميز فؤاد الهاشم ودون ذلك سيحاول الطغاة رفع الدعاوى في الكويت لوأد الحرية في بلدنا بعد ان اشبعوها موتا في بلدانهم.

آخر محطة:
 (1) التهنئة القلبية للزميلين احمد وسليمان الجارالله بزفاف الابن سطام وادام الله الافراح عليهم.

(2) وامنيات قلبية بالشفاء العاجل لابن الزميل ثامر الدخيل في رحلته العلاجية للولايات المتحدة وعودة مباركة قريبة ان شاء الله مكللة بالنجاح والصحة.

احمد الصراف

الاحتجاج الليبي

من حق سفير أي دولة (صديقة) مخاطبة وزارة الخارجية والاحتجاج لديها إذا ورد في الصحافة المحلية ما يسيء الى دولته.
ولكن لا نعتقد أن من حق وزارة الإعلام إحالة الصحيفة والكاتب للنيابة إذا لم تكن الدولة التي تم التهجم عليها، أو على رئيسها، دولة صديقة للكويت ولقيادتها وتعاملها بالمثل.
منذ ما قبل الغزو بأشهر عدة، مرورا بفترة ما بعد التحرير وحتى اليوم، يمكن القول إن صحافة وتلفزيونات غالبية، إن لم يكن جميع، الدول العربية، لم تقصر أو تتخلف عن التهجم على الكويت وعلى رموزها ومصدر فخرها بمناسبة وبغير ذلك! وعلى الرغم من كثرة عدد المرات التي هوجمت فيها الكويت فإننا، وحسب تواضع علمنا، لم نسمع عن حالة واحدة قام فيها أحد سفراء الكويت في أي من هذه الدول بالاحتجاج لدى وزارات خارجيتها على ما يكتب ويقال ضد الكويت في وسائل إعلامها، أو طالب بإحالتها للقضاء للحكم فيها.
أما القول ان غالبية تلك الدول (الصديقة والشقيقة) محكومة من قبل أنظمة عسكرية ودكتاتورية وبالتالي لا قضاء نزيها أو عادلا لديها، فإنه قول غير مقبول، وليس عذرا.. فالمعاملة بالمثل قانون دولي وإنساني معروف. ولأن لدينا نظاما قضائيا جيدا فهذا لا يعني أن من السهل مقاضاة كتاب الصحافة الكويتية من أي طرف كان.. فمن غير الإنصاف أن يدفع أي طرف ثمن تمتعنا بنظام قضائي مميز، في الوقت الذي لا يحاسب فيه الآخرون على ما يرد في وسائل إعلامهم لأن قضاءهم رديء، فشرط المعاملة بالمثل هو الذي يجب أن يسود!.
إن وزارتي الخارجية والإعلام مطالبتان بالتروي في الهرولة لإحالة قضايا الصحافة المتعلقة بنقد أو التهجم على الدول الأخرى للنيابة في حال تكرار تهجم صحافة تلك الدول علينا، بسبب وبغير ذلك، ما لم تكن تلك الدولة دولة صديقة.
وبهذه المناسبة يمكن القول ان ليبيا، ونظــــامها، لا يمكن أن يصنفا ضمـــــن الدول الصديقة والشقـــــيقة، ليــــــس للكويت فقط، بل ولأي من دول مجـــلس التعاون.

أحمد الصراف