محمد الوشيحي

كلنا دعيج

احتراما للاتفاق غير المكتوب بيننا، لا يجوز لبعض الكتّاب الأصدقاء التعليق على تصريحات النائب الفاضل دعيج الشمري، باعتباري حاصلا على الوكالة الحصرية في الكويت والشرق الأوسط للتعليق على تصريحاته ومواقفه ومبادراته، وفي المقابل لا يجوز لي التعليق على تصريحات بعض النواب، باعتبارها ملكاً لزملاء كتّاب آخرين… «واللي أوله شرط آخره نور». متابعة قراءة كلنا دعيج

د. شفيق ناظم الغبرا

هل هناك تسوية للصراع العربي – الإسرائيلي؟

يبدو مما هو قائم، ورغم الاهتمام الأميركي الجديد، أن تسوية الصراع العربي – الإسرائيلي لن تصنع بسهولة وقبل مرور مزيد من الصعوبات والمواجهات والتعثرات. ما وقع في غزة من مجزرة وما سيقع في المستقبل من ردود فعل يشير إلى بُعد التسوية، وما يقع من اعتقالات واغتيالات في الضفة الغربية يؤكد أن الصراع لن ينتهي في المدى القريب. فهناك في الساحة الفلسطينية ضعف واضح: حركة «فتح» تتراجع نسبة لما كانت عليه من حركة وطنية جامعة لا تقل في حجمها للفلسطينيين عن حجم جبهة التحرير الجزائرية في زمن الثورة. أما حركة «حماس» فهي الأخرى تتراجع في قوتها وزخمها وشعبيتها بالطريقة نفسها: انتشار الفساد، سياسات القمع بحق المعارضين تأجيج للصراع الداخلي، خطف شخصيات وطنية وتخوين شخصيات مناضلة. في أجواء كهذه لن يستطيع الرئيس الفلسطيني أبو مازن أخذ قرارات كبرى تقرر مصير السلام. ففي فلسطين لا توجد حتى الآن شخصية جامعة تستطيع أخذ قرارات تاريخية كشخصية ياسر عرفات. فبغيابه يزداد تفكك الحركة التي أسسها، بل ربما علم الإسرائيليون وعلم شارون أن التخلص منه كان سيؤدي إلى هذه النتيجة. متابعة قراءة هل هناك تسوية للصراع العربي – الإسرائيلي؟

سامي النصف

إعلام وعلوم طيران

التهنئة لدارنا «الأنباء» في عيدها الـ 32 وللزميلة «الوطن» في عيدها الـ 34 وللاخوة يوسف الجلاهمة وماجد العلي على تسلم قيادة «الراي» وللأخ شريدة المعوشرجي على قرب صدور «الرؤية».

والتهنئة موصولة للأخ حمد الفلاح على رئاسة «الكويتية» متمنين ان يسخر الجهود «لتوحيد الصفوف» للارتقاء بالمؤسسة ومواجهة التحديات الضخمة القادمة فأعين المسؤولين والنواب والإعلاميين والعاملين في المؤسسة والمواطنين مسلطة على ما يجري في «الكويتية» خلال الفترة المقبلة.

في لندن هبطت قبل يومين ما توصف بأنها أأمن طائرة في العالم ونعني البوينغ 777 التابعة للخطوط البريطانية والقادمة من بكين على الحقل الأخضر الواقع قبل ممر الهبوط بعد أن توقفت محركاتها وأجهزتها الإلكترونية والكهربائية على ارتفاع 500 قدم، وقد أتى الثناء سريعا من الصحافة والمختصين لكابتن الطائرة بيتر بريكل الذي قيل انه يستحق ميدالية كفاءة ذهبية بحجم مقلى الزيت كونه أنقذ الطائرة وركابها من موت محقق عبر الطيران الشراعي GLIDE بالطائرة للأرض متفاديا المنازل والطرق السريعة تحته.

إلا أن الكابتن أشار وبتواضع الى ان من أنزل الطائرة هو مساعده جون كوارد كما أثنى على رئيسة طاقم الضيافة شارون اثيون لكفاءتها في قيادة عمليات اخلاء الطائرة، وفي مثل هذه الحوادث يبقى الطيار هو البطل – حتى يثبت عكس ذلك – وقد كان أمامه هو ومساعده 25 ثانية للتصرف قبل الارتطام بالأرض مع ملاحظة انهم قادمون من رحلة ليلية طويلة مرهقة وهو ما يسبب عادة الأخطاء البشرية.

والحقيقة ان الطيار هو من يتحمل أخطاء الآخرين من مصنعين للطائرات وفنيين ولا يوجد خلفه من يصحح خطأه، كما انه الأول في التضحية بنفسه كونه يجلس في مقدمة الطائرة حيث تشير بعض الدراسات المختصة الى ان خلف الطائرة يزيد من فرصة نجاة الراكب بمقدار 40% عن المقدمة نظرا لكون الجزء الأمامي هو ما يرتطم بالأرض ويمتص الصدمة أولا، ولو استخدمنا لغة الألوان لقلنا ان الجزء الأمامي هو الأحمر أي الأكثر خطورة والأوسط هو الأصفر والأخير أي «السياحية» هو الأخضر.

وقد أخر ذلك الحادث رحلة رئيس الوزراء البريطاني على البوينغ 747 المؤجرة والمتجهة الى بكين والمنتظرة قرب ممر الهبوط وقد كان بمعيته 25 رجل أعمال على رأسهم السير ريتشارد برونسون صاحب شركة «فيرجن» للطيران المنافس الرئيسي للبريطانية والمعروف بولعه الشديد المتكرر بالتحليق الخطر بالمنطاد الى ارتفاعات عالية في محاولة منه لكسر الأرقام القياسية للدوران حول العالم.

والسفر من برد الى برد اكثر، اتجه اليوم الى بيروت للمشاركة في برنامج على «العربية» مع الاستاذ غسان تويني واخرين للحديث عن الديموقراطية في الوطن العربي وبسبب ذلك اعتذرت عن التوجه للشقيقة قطر للمشاركة في برنامج «الاتجاه المعاكس» هذا الاسبوع حول زيارة الرئيس بوش الاخيرة للمنطقة، بعد متابعة درجة الحرارة في العاصمتين وجدت انني قد أكون اتخذت القرار الخطأ.. مناخيا!

آخر محطة:
بعد الاستجواب الراقي الذي قدمه، لو كنت من النائب الخلوق د.سعد الشريع لأعلنت «لأجل الكويت قدمت طلب الاستجواب ولأجل الكويت أطلب إلغاء مقترح سحب الثقة» ولن استغرب ان فعلها الدكتور الفاضل حفاظا على وحدة الصف ومنعا لانقسام الكتل النيابية واحراج بعض زملائه من جميع الكتل.

احمد الصراف

طيران الجزيرة مثالا

«نكثر من شكوى فقر الجيب وحري بنا الشكوى من قلة التدبير!!»

نشبت قبل أسابيع معركة «أخلاقية» بين نواب الاستحواذ من جهة، والغيورين على مستقبل الدولة ومصير الأجيال القادمة من جهة أخرى، كان ميدانها ثروات الأمة النقدية التي طالب هؤلاء النواب الحكومة بتسييلها وتوزيعها على «الشعب» في شكل زيادات كبيرة على رواتب موظفي الدولة، وإسقاط قروض البعض من المواطنين وإدخالهم الجميع كشركاء مؤسسين في بنوك وشركات جديدة عملاقة، دون تحميلهم شـــيئا من رؤوس أموالها، وأخيرا وليــــس آخـــرا، توزيع منح سنوية نقدا على كل فرد يحمل الجنسية الكويتية!
لا نود هنا التقليل من معاناة عدد كبير من المواطنين الذين تورطوا، بملء إرادتهم أو بغير ذلك، في الاقتراض لفرش بيت أو تكملة قيمته أو تمويل رحلة شهر عسل أو غير ذلك من الأمور الأكثر أهمية وحيوية، ولكن هذا لا يعني أن الأمة كلها مدينة للمصارف وشركات التمويل!
ولو نظرنا لعدد الشركات المساهمة التي قامت الحكومة بإلزام مؤسسيها بتخصيص نسب كبيرة من رؤوس أموالها للمواطنين، وذلك فقط في السنوات العشر الأخيرة على الأقل، وللزيادات شبه الخيالية التي طرأت على أسعار تلك الأسهم فور إدراجها في سوق الأوراق المالية بعد فترة، والتي بلغت ستة أضعاف سعر التأسيس في حالة «طيران الجزيرة»، وأكثر من سبعة أضعاف ذلك في بنك بوبيان كمثالين فقط، لوجدنا أن الكثيرين الذين لم يكترثوا بالمساهمة في أسهم الكثير من هذه الشركات المساهمة، سواء من مدخراتهم أو بالاقتراض، وكانت نتيجة ذلك خسارتهم للكثير، وبالتالي فحريّ بهؤلاء الشكوى من سوء التدبير أكثر من شكواهم من سوء الحال والمصير.
المسألة لا علاقة لها بالشماتة أو السخرية من أي كان، ولكن من قبل بأن يبقى فقير المال والحال في بلد معطاء، كالكويت فسيبقى كذلك بزيادة رواتب أو بغيرها، ولو أعفي من دفع أقساط قروضه، فإنه سيهرول في اليوم التالي للاقتراض من جديد!
إن من ولدوا وفي أفواههم ملاعق ذهب أو فضة، أو حتى «ستانلس ستيل»، لم يكونوا يمثلون شيئا قبل عقود ثلاثة فقط. ولكن لو نظرنا لعددهم الآن لوجدنا أن نسبتهم قد تضاعفت مرات عــــدة عما كانت عليه قبل ثلاثين عاما! وســــبب ذلك يعود للتدبير والتوفير والحرص في إدارة المال، وهذه جميعها تحتاج عادة إلى مستوى معقول من التربية والتعليم.
يقول المثل الشعبي العراقي: «عندك تاكل؟ قال: لا! قال: عندك تغرم؟ قال: بلي!».
وهكذا حال الكثيرين منا الذين هم على أتم الاستعداد لصرف آخر قرش في جيوبهم على اللذيذ والممتع، ولكن عندما تحين فرصة استثمارية جيدة كشراء سهم فإن التردد يكون عادة سيد الموقف.
إن الفرصة لم تضع أمام هؤلاء لتحقيق ثروات صغيرة تكون نواة لثروات أكبر، فالشركات المساهمة العملاقة قادمة قريبا ولكن مَنْ م.ن هؤلاء سيكترث بالمساهمة فيها، ومن منهم سيسمع بها أصلا، لولا الطلب على شراء «جنسياتهم»؟!

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

الحسين الذي لا يهزم!

 

الحسين (ع)، ليس مصدر إلهام نضال تاريخي للباحثين عن الحرية في هذا الزمان كما اعتقد ويعتقد البعض من المفكرين والخطباء والمشايخ – ومن بينهم مشايخ الفتنة – فقد تجاوزت نهضته هذه الأطر ليصبح وتصبح مبادئه منهجا عصريا متجددا مع كل أمة، تعيش في وجدان أية جماعة من البشر أينما كانوا.

الحسين (ع)… لم يهزم ولن يهزم… وليس الحديث هنا حديث تاريخ! فلست من أولئك الذين يميلون إلى التوغل في غياهب الكتب والكهوف المظلمة فيها ليعيشوا في زمان مضى، لا يثمر إلا عن مزيد من البعد عن العصر ومتطلباته، ولأنه ليس حديث تاريخ، فإن ثمة محاولات عصرية حديثة، على ألسنة أناس أطلقواعلى أنفسهم مشايخ أو باحثين إسلاميين، هم اليوم في الكثير من الدول الإسلامية، لا هم لهم إلا أن يقولوا للأمة : «الحسين خرج على دين جده فقتل بسيف جده»! لكن الأمة لم ولن تصغي لهم.

جاهدوا لنشر الفكرة سنين طويلة، حتى ألف بعضهم «كويتبا وكتيبا» صغير الوزن رخيص المضمون يدافع فيه عمن ظلموا الحسين (ع)، فلم يجد من أبناء الأمة الشرفاء إلا كل الاستنكار والرفض في زمن العلوم والتقنيات التي أصبحت فيه البشرية في حاجة إلى المد المعنوي والمضامين النفسية والأخلاقية والاجتماعية التي يحتضنها في حضن العدالة الاجتماعية المنبثقة عن الدين المحمدي وامتداده الحسيني الرسالي.

الحسين لم يهزم ولن يهزم… في ذلك الزمان، في يوم العاشر من العام 61 للهجرة، حتى قال من قال: «الحسين انهزم عسكريا لكنه انتصر دينيا وأخلاقيا»، لهذا، ذهب العتاد وذهب العسكر وذهبت ريحهم، وبقي عطاء الحسين يتجدد… يضرب كلام وترهات المتخلفين عرض الجدار. تعالوا نقرأ ما قالته الكاتبة الإنجليزية فريا ستارك التي كتبت فصلا صغيرا عن عاشوراء في كتابها المعروف باسم «صور بغدادية» في صفحة (145 – 150) المطبوعة في كيلد يوكس العام 1947:

«على مسافة غير بعيدة من كربلاء جعجع الحسين إلى جهة البادية، وظل يتجول حتى نزل في كربلاء وهناك نصب مخيمه… بينما أحاط به أعداؤه ومنعوا موارد الماء عنه. ولاتزال تفاصيل تلك الوقائع واضحة جلية في أفكار الناس في يومنا هذا كما كانت قبلا، وليس من الممكن لمن يزور هذه المدن المقدسة أن يستفيد كثيرا من زيارته ما لم يقف على شيء من هذه القصة، لأن مأساة الحسين تتغلغل في كل شيء حتى تصل إلى الأسس، وهي من القصص القليلة التي لا أستطيع قراءتها قط من دون أن ينتابني البكاء».

انتهى الاقتباس… لكن تلك الكاتبة لم تبك في العام 1947 أو ما قبله أو ما بعده لأنها «جزعة» تلطم الخدود… بل لأن مأساة الحسين «تتغلغل في كل شيء حتى تصل إلى الأسس»… والأسس هذه كلها مجموعة في مبادئ عاشوراء الحسين (ع)، لذلك، لم ولن ينهزم.