محمد الوشيحي

كل مشروك مبروك

لدي طريقتي الخاصة في الإقناع، واحدة بواحدة… ذهبت مع أحد المعارف للتوسط له عند زوجته وشقيقها والسعي لإقناعهما بضرورة عودة الزوجة إلى بيتها، وأن تلعن الشيطان وتتنازل عن شرطها الصعب أو على الأقل تؤجله إلى حين… وهناك، في منزل أهل الزوجة، تحدثت عن أهمية الصلح وأسهبت، وضربت أمثلة من التاريخ وذكّرتهم بأغنية نادية مصطفى «الصلح خير»، ولم أخرج إلا بعد أن أقنعت الزوجة بأن تطلب الطلاق وترفع دعوى قضائية على الزوج في صباح الغد. خير البر عاجله.
وكثيرا ما تفاخرت بتأثيري على قرارات الحكومة، إذ كلما انتقدت أداء أحد كبار مسؤولي الدولة تمت ترقيته في اليوم التالي، والعكس صحيح، من أمتدحه تحجز له الحكومة منزلا خلف الشمس بحديقة تطل على ثلاثة كواكب. متابعة قراءة كل مشروك مبروك

سامي النصف

بيزنطة واحدة تكفي!!

«عدم الحل» هي قراءة واختزال غير مكتمل للقاء القيادة السياسية برؤساء الكتل البرلمانية، فلم يطرح خيار الحل في الشارع السياسي الكويتي الا بعد ان ضجت الناس من بعض الساسة ممن يرومون بناء امجادهم الشخصية على حساب مصلحة الوطن، لو كانت الممارسة الصحيحة للديموقراطية ودفع قضايا التنمية تمر عبر الازمات السياسية المتلاحقة لكانت الدول المتقدمة في الشرق والغرب سباقة في هذا الخصوص، امامنا تحديات كبرى في الداخل والخارج ولا نود ان نصرف انظارنا عنها عبر خلافات بيزنطية متواصلة على قشور الامور فبيزنطة واحدة في التاريخ تكفي.

منع الازمات والاستجوابات يقتضي في جانب منه الاخذ بما طرحه سمو ولي العهد من الحاجة لتقييم اداء بعض المسؤولين ومحاسبتهم اولا فأولا حتى لا ينتهي السكوت عنهم باستجواب النواب لهم وابعادهم عن طريق طرح الثقة بهم، امر كهذا ان تم فسيسحب البساط من عشاق التأزيم المتواصل.

وعلى معطى الاطفاء المسبق لأي استجوابات لاحقة نتساءل بحق هل سيتم استجواب الوزراء على اي عمليات تعد جنسية او انحرافات شرعية او مساس بالدين الحنيف تتم دون علم منهم في اروقة وزاراتهم؟! ان كانت الاجابة بـ «نعم» فنقول اننا بحاجة الى عشرة وزراء يوميا كون مئات الآلاف من العاملين في الوزارات المختلفة هم بشرا خطائين، اما اذا كانت الاجابة بـ «لا» فهل يصح ان تستخدم مقاييس مزدوجة لنفس الحالات فيستجوب وزير على اخطاء لا يحاسب على مثلها وزير آخر؟!

جميع النواب الافاضل في قضية طرح الثقة بالوزيرة هم اقرب لقضاة العدل ممن يجب ان يحكموا ضمائرهم ولا شيء آخر في القضية المطروحة امامهم، من يتحدث عن قضايا خارجة كولاية المرأة نذكره بأن خلفاء الاسلام وقضاتهم حكموا لليهود والنصارى والمجوس في قضايا كان الخصوم فيها من كبار الصحابة والتابعين ولم يدخلوا الجانب الشرعي وصحة المعتقد في الاحكام العادلة التي اصدروها والتي بنوها على قرائن وأدلة القضية الماثلة امامهم، وهذا هو الخيار العادل لاستجواب ام عادل وغيرها مستقبلا، اطروحة الولاية هي للاسف كلمة حق يراد بها باطل، والا فلماذا لم تطرح خلال الاشهر الماضية وقد كانت الوزيرتان تصوتان كحال الآخرين على القضايا المختلفة؟!

«التثمين» هو احدى وسائل تقسيم الثروة التاريخية على المواطنين في الكويت منذ نصف قرن، وقد استفاد المواطنون في حينها من تلك التثمينات كما استفادت الدولة كثيرا، حيث اقامت الخدمات على تلك الاراضي، كما ارتفعت اسعارها اضعافا مضاعفة، نبارك لاهالي جليب الشيوخ والسالمية عمليات التثمين التي نرجو الا تتم عرقلتها ونقول ان الدولة رابحة في النهاية من تلك العمليات التنظيمية، خاصة متى تم تغيير استخدام تلك الاراضي من سكني الى تجاري او استثماري.

اخيرا، قد يكون تكسير المكتبات الاسلامية قد تم من قبل فرد او افراد محترفين سيتم القبض عليهم لاحقا وتنتهي القضية، وهذا ما نأمله، الوجه الآخر للعملة الذي علينا ان نحذره قد يشير الى ان ذلك الفعل هو بداية لعمليات تأجيج وعمليات مضادة يقوم بها «اشباح» لا يعلم بهم احد بقصد زرع الفتنة الطائفية بعد ان حاولوا زرع الفتنة المناطقية، تصاحبها كتابات مؤججة من قبل منحرفين او محترفي اشعال اوطان فالحذر الحذر.

احمد الصراف

إسلاميات

أحمد الصراف
في واحدة من أكثر صور التعصب عنفا، قام مواطن كندي من أصل باكستاني، بقتل ابنته بالسكين طعنا لرفضها ارتداء الحجاب!!
على الرغم من شناعة الجريمة التي هزت المجتمع الكندي المجبول على التسامح والغفران، وعلى الرغم من تأثيراتها المستقبلية السلبية على أوضاع الجاليات الاسلامية في تلك الدولة التي تعتبر مقصداً لطالبي الهجرة واللجوء السياسي والعيش الأفضل، فإن أيا من وسائل اعلام منطقتنا لم تعط موضوع هذه الجريمة المخيفة أي أهمية تذكر. والغريب أن هذا الصمت المريب امتد ليشمل حتى المجتمع الكندي نفسه. فالبعض لم يعر الأمر أي اهتمام، باعتبار الموضوع جريمة تصب في خانة الحمق والتعصب الاسري، أما البعض الآخر، فقد فضل الصمت لكي لا يتهم بمعاداة الاسلام والمسلمين والتعرض لمعتقداتهم بالنقد، وهذا ما أصبح يعرف بـ«فوبيا الاسلام»! وبين هذا وذلك ضاع دم تلك الفتاة البريئة هدرا.
من جانب آخر، قامت ضجة كبيرة في ماليزيا، التي كانت، وإلى الأمس القريب، من الدول الاسلامية المعتدلة الى حد ما، على ضوء قرار وزاري منع مواطني تلك الدولة من غير المسلمين، والذين يشكلون من السكان، من استخدام اسم الله، كما يلفظ باللغة العربية، في مراسلاتهم وادعيتهم وأحاديثهم!! هذا على الرغم من أن اسم الله استعمل من قبل العرب (غير المسلمين) قبل مئات السنين من ظهور دين الاسلام، وهو بالتالي ليس اسما مرتبطا بالاسلام والمسلمين!!
وذكر محلل ماليزي معروف أن اسم الله لم يكن معروفا في ماليزيا عندما وصل الاسلام الى تلك الجزر في القرن الثالث عشر، وكان الله يعرف بـDewata Mulia Raya، ويعني الله أو الرب باللغة السنسكريتية التي كانت متداولة وقتها في ماليزيا.
نعود للقرار الوزاري الذي صدر عن وزير الشؤون الاسلامية الماليزي، عبدالله محمد زين، الذي حظر فيه على جريدة محلية ناطقة باسم الكاثوليك استخدام اسم الله بحجة أن استخدام هذه التسمية من غير المسلمين «يثير الحساسية» وقد يؤدي الى التشويش بين مسلمي البلاد!!
كما اشتمل قرار الوزير على حظر دخول أي كتب غير اسلامية تحمل اسم الله!! ونص القرار المعتمد من الحكومة الماليزية على قصر استخدام كلمة الله على المسلمين فقط وحظر استعمالها على أتباع الديانات الأخرى!!
وقد أثار القرار جدلا كبيرا في ماليزيا، ليس بسبب كبر حجم غير المسلمين فيها، سواء بوذيين أو مسيحيين أو هندوساً
أو سيخاً، وهؤلاء أيضا يستخدمون كلمة الله.
ودفع قرار الحكومة احدى الكنائس الى رفع دعوى قضائية للمطالبة بحق استخدام الكلمة بدعوى أنها تعني الاله بشكل عام في لغة الـ «مالاي» وليس فقط عند المسلمين.
ونقل عن صحيفة ستار أن رئيس الوزراء الماليزي صرح بأن أحد الأسباب وراء فرض القيود على استخدام الاسم هو أن ماليزيا تستخدم الكلمة منذ زمن طويل.. وأضاف: سيتعين أن تستخدم المنشورات المطبوعة للديانات الأخرى كلمة الرب.. وليس الله لأن هذا الاسم يخص المسلمين فقط.
وهكذا نجحنا في تأميم لفظ الجلالة لمصلحتنا!!