سامي النصف

مبدأ فصل السلطات وحدة واحدة!

السلطات في الدول هي ثلاث حقيقية ورابعة اعتبارية هي سلطة الاعلام وقد جرت العادة في دول العالم الثالث ان تقفز السلطة التنفيذية على مبدأ فصل السلطات العام فترغم اعضاء السلطة التشريعية على رفع الايدي بالموافقة على كل ما يطرح وتجعل من تصطفيه من القضاة سيفا مصلتا على اعناق الابرياء ووسيلة لملء السجون بالمعارضين كما يتحول الاعلام فيها الى اعلام مطبل يرقص للطغاة ويبرر اخطاءهم الجسيمة.

وتظهر تجربتنا المعيشة في الكويت خلال نصف القرن الماضي العكس من ذلك تماما فقد امتدت صلاحيات السلطات الاخرى على حساب السلطة الأولى «التنفيذية» فرأينا التدخل اليومي لبعض النواب في اعمال الوزراء والوزارات كما تفننت بعض الاحكام القضائية في نقض قرارات السلطة التنفيذية دون دفوع منطقية، وفرضت السلطة الرابعة في كثير من الاحيان اجندتها على رجال السلطة الأولى فأبعدت بعض الوزراء على معطى هجوم الصحافة الكاسح عليهم.

وقد اصبح رجال السلطة الأولى تبعا لذلك هم المنفردين بالمحاسبة حيث تكرر عزلهم على معطى الاستجوابات المتلاحقة القائمة على اخطاء بسيطة بينما لم تشهد الكويت خلال نصف قرن من الزمن محاسبة علنية حقيقية لأحد النواب أو أحد رجال النظام القضائي في وضع فريد من نوعه في العالم اجمع حيث تفترض حقيقة كهذه ان رجال السلطة الأولى قد اصبحوا هم فقط من يخطئون بينما أصابت العصمة رجال السلطات الأخرى.

على هذه الخلفية كان «صراع الجبابرة» الفريد الذي شهدناه قبل ايام فقد كبرت لدى بعض رجال السلطة الثالثة (القضائية) عملية انتقاد اعمالهم خاصة انها تحدث للمرة الأولى في تاريخهم من قبل رجال السلطة الثانية (التشريعية)، كما كبرت بالمقابل لدى رجال السلطة الثانية ان يطبق عليهم للمرة الأولى في تاريخهم القانون ويدخلوا النظارة عند رفضهم دفع الكفالة المالية حالهم حال بقية المواطنين.

لذا فالمفروض – استفادة مما حدث – ان نرى فصلا حقيقيا للسلطات لا ان يتم التباكي على ما اعتبر مساسا بالسلطة الثالثة من قبل من يقفز يوميا على صلاحيات السلطات الاخرى، كذلك يجب ان نرى سريعا عمليات محاسبة علنية لمن يخطئ من رجال السلطتين الثانية والثالثة ضمن عملية الاصلاح المطلوبة من قبل الشعب في كل القطاعات ومن ثم التوقف عن اعطاء العصمة لمن لم يمنحهم رب العباد ذلك.

آخر محطة:
مبروك لابن مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية الكفء براك الصبيح تسلمه مقاليد «الكويتية» للسنوات الثلاث المقبلة وفقه الله ومن معه لايصالها الى بر الامان وجعلهم خير خلف لخير سلف.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *