سامي النصف

أحوال الديرة

تنشأ الأزمات السياسية في البلدان عادة على معطى رئيسي هو شح الموارد الاقتصادية وكيفية اقتسامها، لذا قل أن ترقب اشكالات سياسية حادة في الدول وافرة الثراء وقليلة السكان كسويسرا وسنغافورة ولوكسمبورغ والامارات وقطر والنرويج.. إلخ، بينما نلحظ بالمقابل الكثير من الاشكالات السياسية في الدول الفقيرة كثيرة السكان.

الاستثناء من تلك القاعدة العامة وكالعادة هو بلدنا العامر حيث تتزامن إشكالاتنا السياسية الحادة والطاحنة مع بلوغ أسعار نفطنا وعوائد استثماراتنا أرقاما قياسية غير مسبوقة مما يؤهل مواطنينا لأن يكونوا الأكثر سعادة في الدنيا ويؤهل بلدنا لأن يكون الأكثر استقرارا فيها.

اننا بحاجة الى وقفة حقيقية مع النفس لشرح اسباب الاشكالات القائمة المتلاحقة دون إلقاء اللائمة على معطيات غير حقيقية، أو اعطاء وعود حالمة تعلق الحلول على نتائج افضل للانتخابات المقبلة، حيث ان مخرجات الدوائر الخمس لن تختلف كثيرا – للعلم – عن المخرجات الحالية، كما ان شخوص وأداء رجال السلطة التنفيذية القادمين لن يكون بعيدا كثيرا عما هو قائم خاصة في غياب عمليات تنمية سياسية جادة وواعية لمن يريد ممارسة اللعبة السياسية تحت قبة البرلمان.

آخر محطة:
ستظل الاشكالات قائمة ما بقي سوء النوايا يلقي بظله على تلك العملية السياسية، ومما نحتاجه – عبر روشتة طويلة للعلاج – سلسلة لقاءات متتابعة تزيل الشك وتبدد الاوهام وتشعل الشموع وسط الظلام الغالب على علاقة السلطتين بدلا من الاكتفاء بمشورات ما قبل تشكيل الوزارة والتوقف عندها.

سعيد محمد سعيد

حراس «التربية»… الحلقة المفقودة!

 

من الواضح أن هناك حلقة كبيرة مفقودة بين حراس وزارة التربية والتعليم، وبين المسئولين عنهم، وبين المسئولين عن المسئولين عنهم! وإلا، لكان من المفترض أن تنتهي المشكلات التي تظهر (كل لحظة) منذ سنين… وخصوصا أن التجربة بدأت قوية، منظمة، وناجحة، ثم ما لبثت المشكلات أن تظهر.

ما يحير هو أن هناك طرفا واحدا، وهم الحراس، يريد من الطرف الثاني، وهو الوزارة، أن تستمع! أضف إلى ذلك أن ما يكتب في الصحافة عن أوضاع الحراس لا يحظى إلا بالتجاوب (الهاتفي) غير الموثق، من جانب مشرف واحد فقط يعمل لدى الوزارة في هذا القطاع… وأعتقد أن الوقت أصبح ملائما لأن يتدخل الوزير شخصيا لوضع حد لمشكلات هذا القطاع.

بعض الحراس يقولون إنهم يجهلون موقف الوزارة (منهم) ومن الهدف وراء سياسة «التطفيش والتطنيش» بحسب وصفهم! وقد وجدت رسالة طويلة استلمتها شخصيا بغرض ايصال الأمر إلى الوزارة، وعلى رأسها الوزير الذي عهدنا صدره يتسع لمثل هذه المشكلات ولا يهملها، وفي هذه الرسالة إشارة الى أن الحراس يريدون وضع حد للحال النفسية السيئة والقلق الدائم الذي يتضاعف مع إصدار التعاميم غير المدروسة، وآخرها تعميم تدوير الحراس على مدارس البحرين، كسبا للخبرة كما قيل، في الوقت الذي يتمسك مديرو المدارس بالحراس العاملين لديهم، كونهم أصبحوا أكثر إلماما بأوضاع المدرسة ومتطلبات العمل! والغريب أن من أصدر التعميم قارن بين تدوير الحراس وتدوير المديرين والمدرسين.

وهنا يشير الحراس الى أنه على رغم أن تدوير المديرين أو المدرسين هو لمصلحة العملية التعليمية وإثراء التعليم بخبرات المديرين والمدرسين، ولكننا نجهل الهدف من تدوير (الحراس) على رغم تمسك أكثر المديرين بهم في المدارس، لمعرفتهم بجميع أمور المدرسة! وأن التدوير يسبب لهم إرباكا!

وأنا لست مع الحراس حينما يقولون: «مازلنا نجهل السبب الحقيقي وراء هذا التدوير؟ وهل أصبحت مدارس المملكة تحتوي على متفجرات وصواريخ كاتيوشا وأجهزة تنصت وعمليات إرهابية يريدون من الحارس أن يكتشفها لتزداد خبرته كما جاء في التعميم؟» إذ من المهم تأكيد أن الأنظمة الإدارية لها أبعادها على مستوى الإدارة، وخططها، لكنني أتفق مع الحراس في أن القرار يجب أن يصدر بتوافق وقبول كل الأطراف ذات العلاقة إذا أريد له النجاح، وأتفق معهم أيضا في أن المضايقات لا تثمر نتائج عملية تنعكس بشكل إيجابي على مستوى الأداء والعمل والخدمة، كما أن شيوع فكرة «تطفيش الحراس» بين الكثيرين منهم، هو أمر ذو خطورة، على الوزارة أن تنتبه إليه، وعلى الإدارة المعنية بالأمن أن تبلغنا بالتطورات والمستجدات وما حقيقة هذا الخلاف المستمر بين الحراس وبينها!