سامي النصف

الحرب قادمة فهل نحن نائمون؟!

هناك 3 سيناريوهات لما هو مقبل من أحداث ومواجهات محتملة بين الولايات المتحدة وإيران، وأعتقد شخصيا ان جميعها يدل على ان الخاسر الاكبر فيما قد يحدث هو أميركا، ومن ثم علينا كحلفاء وأصدقاء لها ان نطالبها بحل اشكالها مع ايران عبر الطرق السلمية والوسائل الديبلوماسية ومنهاجية الغرف المغلقة بعيدا عن التهديد والوعيد المتبادل.

السيناريو الأول هو بقاء الأمور ساخنة دون نزاع مسلح رغم التهديدات والتصريحات الغربية اليومية، وخسارة أميركا واضحة في هذا السيناريو كونه سيضعف من هيبتها في العالم ويظهرها كنمر من ورق خاصة أمام أعداء تقليديين مثل كوريا الشمالية وكوبا وحتى روسيا ممن يعتقدون ان المستنقع العراقي جعل الرأي العام الاميركي وممثليه في الكونغرس يرفضون تورط أميركا في حرب أخرى.

السيناريو الثاني حدوث ضربة عسكرية «جراحية» لأماكن محددة في ايران لا تخلق أي اهتزازات أو أضرار بنظام الحكم في طهران ومن ثم سيظهر بمظهر المنتصر خاصة عند قياس فارق القوى العسكرية والمادية والبشرية بين البلدين، وسيتم استغلال ذلك الانتصار لتلعب إيران دورا أكبر في المنطقة، وبالتالي خسارة أميركا في المحصلة النهائية لمثل تلك المواجهة، وقد يكون هذا السيناريو هو الاكثر احتمالا كونه الاقل ضررا على أميركا من السيناريوهين الآخرين.

السيناريو الثالث هو ضربة أميركية – ولربما بمساعدة اسرائيلية – كاسحة تستخدم بها احدث الاسلحة والقذائف المدمرة على مدى زمني أطول بشكل يهز صورة النظام في طهران ويضعف قبضته على الاطراف ما يمهد لخلق حالة أشبه بعراق ثان ستستغلها القاعدة وغيرها من منظمات ارهابية لاختراق ايران من الشرق والغرب، ومن ثم تخسر اميركا ضمن هذا السيناريو كونها ساعدت على خلق أكثر من قاعدة لتنظيم القاعدة عدوها الاول.

تتبقى قضيتان على هامش الحدث، الاولى هي ان عملية «الخداع الاستراتيجي» تتطلب الكثير من التحركات والتصريحات التي نراها ونسمعها ترسيخا لخديعة تكرار صيحة «الذئب، الذئب» أو «الحرب، الحرب» حتى يطمئن الخصم فتأتيه الحرب على حين غرة وقد حدث مثل هذا الامر مع العراق في الفترة الممتدة من 91 حتى 2003، القضية الثانية وهي الأهم هل نحن في الكويت مستعدون لاحتمالات نشوب مثل تلك الحرب وتداعياتها أم أن صراعاتنا الداخلية ستشغلنا – مرة أخرى – عن الاخطار المحيطة بنا؟!

آخر محطة:
قام الزميل محمد الحسيني بعمل مقارنة معلوماتية جميلة ضمن زاويته الشائقة «مواجهات يشهد عليها التاريخ» بين القائدين تشرشل وهتلر الذي يعتبر أخطر رجل عرفه التاريخ كونه تسبب في حرب عالمية راح ضحيتها 50 مليون انسان، بودي أن أشير في هذا السياق الى ما كتبه تشرشل في مذكراته من كلام خطير عن هتلر، وكيف تم السكوت عن تسلحه تحت سمع وبصر الدول الحليفة المنتدبة على ألمانيا حتى فاق بقوته قواتها مجتمعة، يقال ان دول العالم الثالث تشتهر بالاهمال في اداء أعمالها! على الاقل اهمالها لا يكلف الانسانية 50 مليون ضحية!

سعيد محمد سعيد

«المولوتوف» الجديد!

 

إذا كان من باب الحرص على المجتمع، والدفاع عن الدين وصيانة الشريعة السماوية والحفاظ على وحدة الأمة العمل على إلقاء القنابل وزجاجات (المولوتوف ذات الطراز الجديد) في المساجد ودور العبادة وفي المنتديات وفي كل مكان، وعلى رأس كل من هب ودب، فذلك من عجيب صنع الشيطان في عقول ونفوس بعض مثيري الفتن في بلادنا.

والأعجب أنهم كثر، ونحن نقللهم! وهم أقوياء ونحن نضعفهم، وهم أذكياء ونحن ندعي غباءهم! وبالتأكيد، هم يمتلكون المال والقوة، ونحن نسخر منهم!

وليس للعجب أو الاستغراب من كلامي طريق!

إن الحديث عن زجاجات حارقة جديدة، لم يأت من قبيل إشاعة حال من التشاؤم، أو المبالغة، فالحقيقة التي نعرفها ونعمل على طمسها أو ندعي الجهل بها، هي نشأة صنف جديد من البشر في المجتمع، أعطى ذلك الصنف لنفسه الحق في توزيع صكوك غفران على خلق الله، وذهب إلى أبعد من ذلك لتحديد الصح من الخطأ في العبادات والمعاملات، بل ولم يشبع حتى يومنا هذا من تصنيف الولاءات ومستوى المواطنة لدى كل مواطن.

لكن، كيف ولدت هذه الفئة ومن أين جاءت؟! هل هي صنف أصيل من تراب البحرين أم دخيل؟ والمصيبة، أن تلك الفئة مزيج بين أصيل ودخيل، وإن كانت النتيجة هي فرع هجين من الناس، إلا أن خطورة تلك الفئة تتضاعف يوما بعد يوم… فهي لا تقتصر على طائفة دون أخرى، وعلى ملة من الملل دون سواها، ولا على منطقة من المناطق دون غيرها.

ويبدو أن رغبة هذا الفريق في نشر التعاسة في عقول الشباب والناشئة لها ما ينميها أيضا!

ولعلهم كانوا من الذكاء بحيث يستخدمون الصبية والشباب لزجهم في (ميادين الشهادة)، فيوزعون الكتيبات الطائفية تارة، ويجهزون للتلفظ على خطباء الجمعة وعلى خطباء المنبر تارة أخرى، وغدا، سيعلم أولئك الذين أعدوهم وأمدوهم بالمال والعتاد واللسان السليط والتعامل الصلف في المجتمع، إنما هم أطعموا وحشا صغيرا بدأ يكبر شيئا فشيئا… لتنفتح شهيته الوحشية بلا رحمة.