سامي النصف

الحمد لله على السلامة

التهنئة القلبية لسمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد – حفظه الله – على الشفاء التام وعودته المباركة لشعبه ووطنه، ما تشوف شر والحمد لله على السلامة ونورت الكويت.

جرت مياه كثيرة تحت الجسور في غيابنا ابان العطلة الصيفية التي حرصنا على ان نبتعد خلالها جسديا وذهنيا عن الوطن فلم نتابع الصحف خلالها، وقد بدأت في الايام القليلة الماضية متابعة ما يجري على ارضنا العزيزة، ومن ذلك فنحن ضد اعتقال الزميلين بشار الصايغ وجاسم القامس كونهما لم يكتبا الاساءة التي وردت في منتداهما، الا اننا مع العقاب الشديد لمن تحامل على رمز الكويت واميرها.

فنظرة سريعة لمآسي وكوارث العراق ولبنان وفلسطين والصومال وكثير من الدول الاخرى نجد ان قاسمها المشترك هو غياب الرمز المتفق عليه، وتضعضع هيبة الحكم الواجبة لاستقرار البلدان، وعليه فاننا ان غضبنا مرة لأي تعسف يصيب زملاءنا في المهنة، فان علينا ان نغضب الف مرة لمن يمسّ رمز البلاد او يحاول التقليل من هيبة الدولة التي ان ضاعت ضعنا معها.

استقالت قبل مدة الدكتورة الفاضلة معصومة المبارك بسبب اهمال بعض الموظفين، والاهمال الوظيفي اصبح ظاهرة عامة في البلاد بسبب غياب عمليتي العقاب والثواب وفي ظل تفشي الواسطات والمحسوبيات، الكويت هي الخاسر الاول لفقدان تلك الانسانة الكفؤة الرائعة التي جلبت لنا السمعة الحسنة بنهج دخولها ونهج خروجها كذلك من الوزارة، الذي كان له صدى طيب في الصحافتين العربية والدولية.. أم محمد نهارك سعيد أينما كنت.

البلد بحاجة ماسة الى قرارات سياسية هامة تصدر هذه الايام – لا في الغد – فالحزم والحسم وسرعة اتخاذ القرار في العمل السياسي امر تقدره الشعوب وتتم من خلاله المحافظة على هيبة الدولة والحكم. بقاء ما يسمى في علم السياسة بوضع «البطة العرجاء» اي غير القادرة على التحرك السريع يخلق في العادة فراغا سياسيا تسارع عادة القوى السياسية المختلفة لملئه وكسب عطف الناس.. اعقلوها وتوكلوا.

بعد ان أضرّ – ان لم نقل دمّر – التطاحن السياسي، الذي لا ينتهي، البلد، نرجو ان نرى قريبا وزارة تكنوقراط غير مسيس افرادها حيث اتضح بالتجربة المتكررة ان تعيين وزير منتم للكتل السياسية لا يرضي احدا حتى من ينتمي لهم، حيث يبادرون منذ يوم تعيينه الاول باعلان تخليهم عنه او حتى مهاجمته، واعتقد ان توجه التكتل الشعبي بعدم توزير اعضائه يجب ان يعم بقية الكتل التي يجب الا تتسابق لطلب تعيين هذا او الزعل لتعيين ذاك، اسرة الخير وبقية افراد الشعب الكويتي مليئة بالطاقات والقدرات المميزة وسيجدها بالقطع من يبحث عنها.

آخر محطة:
ليت بعض من تركوا الوزارة بقوا، وليت بعض من بقي في الوزارة تركوا.

سعيد محمد سعيد

حكومة «تخاف»على مواطنيها!

 

أن تحذر الحكومة، بكل ثقلها ومقامها، من مغبة رفع الأسعار مع الإعلان عن إقرار زيادة رواتب موظفي الحكومة، وتبادر غرفة تجارة وصناعة البحرين إلى إصدار بيان يتعلق بهذا الموضوع، فإن الأهم من ذلك كله هو ما يجب أن يحدث “بعد تسلم الناس أول راتب بزيادة حقيقية”…

فالمواطن البحريني يريد أن يسمع – ولو لمرة واحدة – عبارة (سنضرب بيد من حديد) على كل من تسول له نفسه الإضرار بالوطن والمواطنين من خلال زيادة الأسعار، واستغلال الظروف استغلالا بشعا لا يعني إلا أمرا واحدا وهو أن هناك من لا يخشى القوانين، ويتصرف وفق هواه!

حسنا، دعونا نناقش فكرة محددة من باب «استطلاع الآراء» ونسأل :«هل تشعر أنت كونك مواطنا بأن حكومتك تخاف عليك؟ وهل تشعر بأنك في كنف حكومة لا ترضى أن يتعرض المواطن للأذى أيا كان شكل ذلك الأذى؟»… في الأوضاع الطبيعية وغير الطبيعية، سنجد أن حب البحرينيين لبلادهم وقيادتهم يجعلهم في كثير من الأحيان يتحملون المذاق المر، ويصارعون مختلف الظروف، وقد يصلون إلى مجالس الشيوخ، ولكنهم بدلا من التعبير عما يحملونه من هم، فإنهم يكررون إعلانهم وتأكيدهم الامتثال لكل ما فيه مصلحة الوطن والمواطن.

البحرينيون مواطنون لهم قيم وثوابت وطنية عالية، وأنا أقصد صراحة لا تلميحا، كل مواطن تحمل من الضنك والهم والتعب والشقاء ما تحمل، لكنه لم يزايد على وطنه، ولم يستغل الظروف المناسباتية، الحسن منها والسيئ، ولم يكذب على الحكومة، قيادة ومسئولين، ليظهر لهم ولاءه التجاري… البحرينيون الشرفاء لا يرضون بأن يلعب البعض لعبة (عسكر وحرامية) لمجرد حصول المواطنين على «بونس» أو زيادة أو مكرمة من المكرمات..

باختصار، لا يزايد البحرينيون على وطنهم من أجل مصالح شخصية.

الحكومة التي تخاف على مواطنيها، يخاف عليها مواطنوها في المقابل؟! ولذلك، فإن الغالبية العظمى من البحرينيين لا يريدون إلا أن (تضرب بيد من حديد) على المسئولين الذين ليسوا أهلا/ محلا للثقة والأمانة! واذا كان المواطن البسيط مستعدا لأن يتحمل انعكاسات الظروف الاقتصادية محليا وإقليميا وعالميا -وهذا ليس ذنبه قطعا – فإن على المسئولين أن يدركوا أن الأمانة والصدق هما الركنان الأساسيان في حال اطلاع القيادة على واقع الحياة المعيشية في البلاد… من دون تزييف أو كذب أو نفاق.

وإذا كانوا لا يدركون مفهوم المجتمع المستقر الآمن لأنهم (مصلحجية)، فإننا كوننا مواطنين، ندركه جيدا ونعيشه كل يوم بل ونخاف على حكومتنا… وأعتقد أن الرسالة واضحة لأن المقصود بها كل مسئول، يجب عليه أن يخلع رداء الولاء والأمانة والوطنية المزيفة، فالوقت وقت عمل حقيقي لا مساحة فيه لـ «النفاق».