سامي النصف

أمانة جابر

في الستينيات ساءت علاقة مصر الناصرية مع جميع الدول العربية وخاصة المحافظة منها والتي سميت بالرجعية آنذاك، ومع ذلك بقيت العــــلاقة بين مصر الثورية والكويت المحافظة على احسن ما يكون الود حتى ان الرئيس عــــبدالناصر وقف مع الكويت ضد تخــرصات احد الحكام الثوريين في المنطـــقة في وضع شبيه بوقوف الرئيـــس مبارك مع الكــويت ابان الاحتلال الصـــدامي الغاشـــم.

وقد ألقيت ذات مرة محاضرة في القاهرة حول العلاقات بين مصر والكويت قلت فيها انه برغم التباين الكبير في المساحة وعدد السكان ونظام الحكم والبعد الجغرافي كونهما واقعتين في قارتين مختلفتين، مع تباين النظم الاقتصادية وتغيير توجهات مصر السياسية خلال العقود الماضية من يسار ثوري الى يمين حاد الى وسط، كما هو الوضع القائم، الا ان العلاقة بين البلدين بقيت متميزة حتى في احلك ظروف مقاطعة العرب لمصر ما يجعلها بمنزلة القدوة الحسنة لبقية العلاقات العربية – العربية التي نجد ان بها قواسم مشتركة اكثر من الواقع المصري – الكويتي الا انها تمتاز بتوتر العلاقات الدائم بينها كحال العلاقة العراقية – الســورية علي سبيل المثال.

لقد اختلط الدم المصري بالكويتي ابان حروب 67 والاستنزاف و73 ثم بعد ذلك حرب تحرير الكويت وليس بعد رابطة الدم رابطة، وقد حرص المغفور له الشيخ جابر الاحمد – ومن قبله الشيخان عبدالله وصباح السالم ومن بعده صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد حفظه الله – على الحفاظ على العلاقة المميزة جدا بين البلدين الشقيقين التي من اهم دلالاتها عدد الاخوة المصريين العاملين في الكويت وحجم الاستثمارات والسياحة الكويتية في مصر.

ان السياسة الحكيمة تقتضي تعزيز العلاقة مع الاصدقاء لا البحث عن اعداء، خاصة مع الظروف الحرجة القائمة في المنطقة ولاشك في ان البلدين سيمران سريعا على زوبعة الفنجان الاعلامية الحالية وسترجع المياه لمجاريها ويتم الحفاظ على امانة جابر الدائمـــة التي تحث على توطيد العلاقة مع ارض الكنانة.

آخر محطة:
بدأت الازمة قبل اسابيع قليلة بمقال لرئيس تحرير احدى الصحف القومية بدأه بشكوى من انتظاره لمدة ساعة وربع قبل لقاء احد المسؤولين الكويتيين ثم شن حملة في نفس المقال على الكويت متذرعا بسوء الاستقبال والتوديع وتوسع في الحديث عن قضايا اخرى وهو نقد نقبله – ان صح – ونوصي بشدة بأن نعتني بضيوف الكويت الاعزاء من المطار الى المطار او لنبقهم في بلدانهم معززين مكرمين، الا اننا في الوقت ذاته لا نفهم لماذا تتم محاولة اساءة العلاقات بين البلدين الشقيقين على معطى قضية شخصية كما لا نفهم ما ادعاه نفس الزميل المحترم من ان المرحوم جاسم الصقر ويقصد الزميل محمد الصقر المنتمي للإخوان المسلمين (!) هو من اشاع واذاع في محطته الفضائية (!!) خبر مرض الرئيس مبارك (!!!) في وقت نشرت فيه صحيفته وفي نفس العدد خبر بدء التحقيقات مع الاعلامي ابراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة الدستور المصرية لنشره مثل تلك الاشاعة الكاذبة.