حاولت أن أتخيل ايران تتصرف كدولة مسالمة، تحترم جيرانها وتحترم الاتفاقيات الدولية، وتساهم في ترسيخ الامن والاستقرار في دول المنطقة، وتحافظ على السلم العالمي! أقول حاولت، لكنني بصراحة فشلت في كل محاولاتي، والسبب ان ايران وُجدت لتكون غير ذلك!
أهل الخليج، وبالذات أهل الكويت والبحرين والامارات، هم أكثر من يعرف طبيعة النظام في طهران، ففي الامارات ما زالت الجزر الاماراتية شاهدا على الاعتداء السافر من قبل الجارة الكبرى، أما في البحرين والكويت فحدث ولا حرج، فمن منا لا يذكر اختطاف طائرة الجابرية، وقتل بعض الركاب؟ ومن منا لا يذكر تفجيرات المقاهي الشعبية، وقتل الاطفال الابرياء فيها؟! بل من منا لا يذكر مسعاهم الدائم لزعزعة الامن وتهديد الاقتصاد الوطني بتفجير المنشآت النفطية، وارسال الخلايا التجسسية المتتالية للكويت؟
وقد يقول قائل انني أنبش بالماضي، وأن ايران اليوم غير ايران الأمس! فأقول ما أشبه اليوم بالبارحة! فالنظام نفس النظام لم يتغير والمنهج نفسه، والافكار هي الافكار التوسعية، والنوايا هي نفسها العدوانية، والا ما هو تفسير دخول ايران للعراق بقوة لمساعدة الجيش العراقي بقيادته الطائفية وميليشيات الحشد الشعبي لتغيير التركيبة الديموغرافية للعراق؟! ها هو الجمع انتهى من تكريت بعد أن فرغها من أهلها، وأعلن أنه سينتقل الى الانبار، طبعا بعد ان دمر الفلوجة قبل ذلك!
انظروا الى سوريا، وماذا يفعل فيها فيلق بدر وميليشيات حزب الله؟! انهم يدعمون نظاماً يقتل شعبه بالبراميل المتفجرة، ويتسببون في معاناة الملايين من المشردين في الدول المجاورة! ثم يقولون انها دولة مسالمة؟!
كيف يمكن لدولة تمارس التدخل والعنف بكل أشكاله طوال ثلاثة عقود ان تكون بين عشية وضحاها دوله مسالمة؟!
انا أعلم ان ردة الفعل الباردة تجاه «عاصفة الحزم» سببها الانتظار حتى يتم توقيع الاتفاق النووي مع الشيطان الأكبر، ثم بعد ذلك سنشاهد الارض تتفجر من تحت أقدامنا، لأن الطبع يغلب التطبع!
***
هل حاول أحد ان يفهم سر اصرار الاعلام المصري على مهاجمة المملكة العربية السعودية منذ مؤتمر شرم الشيخ الى اليوم؟ علماً بأن قرار المملكة منح أربعة مليارات لمصر لم يجف حبره بعد؟! هل لأن هناك من دفع أكثر! ابحث عن رأس الأفعى تجده في كل مكان «يطامر» من مصر الى ليبيا الى سوريا الى تركيا الى تونس، ولا يرتاح الى ان يهدم المعبد بمن فيه!
اليوم تمارس بعض الاقلام الكويتية نفس اسلوب بعض وسائل الاعلام المصري في التضليل وتشويه المعلومات عند القارئ! حيث كتب المثقف اياه وللمرة الثانية مقالاً وجعل له عنواناً يوحي بفساد الاخوان المسلمين، ولكن عندما تقرأ المقال لا تجد فيه ذكراً للاخوان! هذا الاستخفاف بعقلية القارئ لا يُستغرب من كاتب يرى أن الشعب الكويتي شعب متخلف، وانه هو المثقف الوحيد!