حكم العرب على سياحتهم والاستثمار الذي يتبعها بالمحدودية كونهم سموا مرافقهم السياحية بـ «المصايف» وجعلوا استخدامها شهرين في العام (يوليو وأغسطس) بدلا من 12 شهرا كحال قبرص على سبيل المثال، وهل سمع أحد بمن يسمي سواحل كان الفرنسية والريفيرا الايطالية وكوستادي سول الاسبانية بـ «المصايف»؟!
جبال لبنان والشام وسواحل مصر ومنتجعات تونس والمغرب – ومستقبلا ليبيا والجزائر – يجب أن تسوق طوال العام، فهذه أنهار من النفط المتجدد وهي ثروات للشعوب يجب ألا يتم التفريط فيها.
***
في لقاء ضمّني قبل سنوات قليلة بالرئيس الفلسطيني أبومازن في رام الله صادف أن كان في الشتاء، قلت له لو فتحتم الباب في الضفة والقدس للسياحة الخليجية لحصدتم المليارات ولحللتم مشكلة البطالة المتفشية لديكم كونكم تتفوقون على جيرانكم بأربع مزايا، أولاها أن رام الله وغيرها عامرة بأهلها وأسواقها ومطاعمها طوال العام بعكس «مصايف» الجيران، الثانية ان الكهرباء لا تنقطع لديكم وتلك مزية كبرى، والثالثة ان شتاءكم ليس بقسوة شتائهم، والرابعة ان الحركة المرورية لديكم منضبطة وأقرب لما نراه في أوروبا بعكس الجيران!
***
نقولها بأسف شديد وعن تجارب متكررة.. يسيطر على مطار بيروت توجه سياسي يرى عقائديا ان السياحة رجس من عمل الشيطان يجب أن يجتنب، كما يرى سياسيا ان السياحة تصب في مصلحة قوى سياسية منافسة له، لذا استطاع أن يحيل مطار رفيق الحريري الى أسوأ مطار «سياحي» في العالم بدءا من التعطيل المتعمد من قبل رجال الجوازات للداخلين دون سبب، وانتهاء بالمشاكل الأمنية غير المبررة للمغادرين، ليقسم السائحون بأغلظ الايمان انهم لن يعودوا الى لبنان، علما أن مجموع حركة الوصول والمغادرة في مطار بيروت خلال أسبوع كامل يقل كثيرا عن حركة مطار دبي خلال.. ساعة!
***
آخر محطة: انتخاب الجنرال ميشيل عون لرئاسة لبنان سيعني القضاء على ما تبقى من سياحة بها كونه يعتقد سياسيا أن السياحة تصب في مصلحة رباعي الحريري – جنبلاط – جعجع – الجميل، أي مصلحة بيروت والجبل، كما سيعني دعمه الأكيد لما يجري في مطار بيروت من عراقيل وإعاقة، مما سيحيله من أسوأ مطار سياحي في العالم، كما هو الحال الآن، الى.. أسوأ مطار سياحي في التاريخ!