يعتبر الوطن العربي وجيرانه ضمن ما يسمى بالعالم القديم، لذا يمتاز بتنوع عرقي وديني ومذهبي لا يوجد له مثيل في اي منطقة أخرى في العالم، حيث تتواجد في اوطاننا اقدم الديانات كاليهودية والمسيحية والزاردشتية والصابة والايزيدية ومعها جميع المذاهب الدينية اليهودية والمسيحية والاسلامية وغيرها.
***
كما تتميز منطقة الشرق الاوسط بشعوب وأعراق متصلة بحضارات الماضي السحيق في العراق وايران وسورية واليمن وتركيا وفلسطين وشمال افريقيا، ويضاف اليها العديد من المذاهب الجديدة كالإسماعيلية والدرزية والعلوية والبهائية والبابية والقديانية والبهرة وغيرها، ما يمكن المنطقة من أن تكون محجا لأصحاب العقائد المختلفة وان تكون معابدها مزارا لملايين السائحين.
***
وبدلا من ان نستفيد من ذلك التنوع الجميل الأشبه بقوس قزح ثقافيا وحضاريا ودينيا، وبدلا من ان تصبح منطقتنا مقرا لمجمعات الايمان ومحجا لكل الاديان والمذاهب في العالم، قام متطرفونا، وبغباء شديد، بتحويل تنوعنا الذي تحلم دول العالم الاخرى به الى اداة للعنف والتطرف والقتل والتهجير، ما جعلنا نحصد كراهية العالم بدلا من الاعجاب.
ان الحل الوحيد المتاح لإشكاليات المنطقة بعد التجربة المرة المعيشة هو التحول الى النهج الليبرالي الذي يقف على مسافة واحدة من كل الاعراق والاديان والمذاهب، ولا حل غير هذا يمنع طوفان الدم القادم!
***
آخر محطة: ان كان مسمى الليبرالية والليبراليين يثير حساسية البعض، او يتسبب في التكفير المعتاد، فيمكن اطلاق مسمى «التنويريين» على حملة الفكر الحداثي العصري المتسامح ممن يؤمنون بالسلام الاجتماعي وحرمة دماء حتى الاعداء ولا يقبلون بالقتل وقطع الاعناق وشن الحروب!