«المأفون» -في اللغة- إسم مفعول من «أفن»، ويعنى ناقص العقل، ضعيف الرأى، لا تصدر عنه حكمة ولا واقعية ولا حزم، غبى، وحين تقول «رجل مأفون» فهذا يعنى رجل مصاب بنوع من أنواع التخلف العقلى، فلا يدرك أفعاله ولا يعى…أقواله!!
كتب أحد المغردين -عقب صلاة الجمعة الموحدة بين السنة والشيعة في الكويت والتى أحرقت أكباد الإرهابيين والتكفريين وكلاب النار مثلما أحرقوا أكباد أهالى الضحايا وأهالى الديرة برمتها- تغريدة جميلة قال فيها: «هل كان يجب على مأفون أن يفعل ما فعل في مسجد الإمام الصادق حتى نتحد في صلاة واحدة»؟!
وأضيف على ما قاله المغرد قولاً آخر وهو: «وهل كان يجب أن يموت 28 كويتياً بريئاً صائماً مصلياً راكعاً وساجداً في تلك الجمعة الحزينة حتى نعي ان الخطر يهددنا جميعاً سنة وشيعة حضراً وبدواً، وإن النار حين تشتعل لن تترك على أرضنا وبلدنا لحماً إلا وأكلته، ولا عظماً إلا و..فحمته»؟!!
أرد على تساؤل ذلك المغرد وأقول: «نعم.. كنا بحاجة لمثل هذا المأفون حتى نستعيد وعينا الذى كدنا أن نفقده بعد أن سلط الله علينا كثرة الجدل وقلة العمل!
نعم.. كنا بحاجة لمثل هذا المأفون ليذكرنا بكارثة الثانى من آب 1990 حين دخل علينا مأفون آخر هو صدام حسين، ومسح وطننا وهويتنا من..الوجود!
نعم.. كنا بحاجة لمثل هذا المأفون ليوقظ بداخلنا جينات طيبة ورثناها جميعاً من الآباء المؤسسين -سنة وشيعه- حين كان «السني» شيعي القلب، وكان «الشيعى» سني الهوى بنوا جميعاً هذا الوطن الصغير وحفظوه من كوارث الأيام ونائبات..الدهر»!!
لو كانت صلاتنا الموحدة هذه في مسجد الدولة الكبير قد ابتدأت منذ عشر سنوات أو خمس أو حتى سنة واحدة، لعرف كلاب النار «المفخخة» هؤلاء إن تفجير مسجد «للشيعه» أو آخر «للسنة» لن يحقق لهم مرادهم، ويشعل فتيل فتنتهم، لكن..«رب ضارةً نافعة»، والذين قضوا نحبهم واستشهدوا في ذلك اليوم الباكي، لم تذهب تضحيتهم هباء منثورا، بل ساهمت أرواحهم الطيبة في تلك اللحمة المتماسكة التى تمثلت بتلك الصلاة الجماعية لقوم إلههم واحد، ودينهم واحد، ووطنهم واحد، وقائدهم.. واحد!
هذا «المأفون» الذى تنجست أسقف مسجد الإمام الصادق وجدرانه وسجادة بأشلائه العفنه ودمه القذر، لم يكن الخاسر الوحيد في الدنيا والآخرة، بل خسر معه الذين غسلوا عقله ومسحوا دينه ممن قال عنهم البارى عز وجل: «أم تحسب إن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلاً»..صدق الله العظيم.
***
مرت يوم أمس الأول -وكأنها البارحة- الذكرى الحادية عشر لوفاة الراحل الكبير المغفور له بإذنه تعالى الشيخ «زايد بن سلطان آل نهيان» مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الجديدة وأول رئيس لها! مازلت أتذكر وصول الخبر المؤلم الينا في الجريدة قبل أحد عشر عاماً وكيف شعرت بالخوف -لحظة سماعه- على بلد نحبه ونعزه ونقدره بناه المؤسس الكبير الشيخ زايد حجراً على حجراً، وغرسة وراء غرسة، وقبل ذلك، بنى الإنسان الإماراتى الجديد الذى أبهر جيرانه وأشقائه وأصدقائه بجهده ونشاطه!
قلت إننى شعرت بالخوف على الإمارات خشيه أن يؤدى خبر وفاة المؤسس الكبير إلى تفكك تلك الوحدة الوطنية الوليدة والوحيدة الناجحة في وطننا العربي الكبير بعد فشل وحدة مصر وسوريا عام 1961، لكن -ولله الحمد- فإن الشيخ زايد وإن مات جسداً، فقد ترك «أشباله» الذين كبروا وصاروا اسوداً وهم أولاده «خليفه بن زايد وأخوانه»، فأكملوا المسيرة، وأزالوا الخوف ليس من قلبى أنا بمفردي، بل من قلوب كل الإماراتيين والعرب الذين عاشوا حقبة رجل جاء من الصحراء إسمه «زايد» لمس الرمال فتحولت لرجال أشداء، وذهب يلمع، ووطن..أجمل!!
اخي العزيز يتضح من بياض شعرك انك تتذكر الجريمة النكراء والتي كانت بتخطيط وتنفيذ رافضة الكويت وبدعم من قيادات في وطنك الكويت بتفجير نفق المعيصم في اطهر بقعه وأيام الحج
لم نسمع تباكيكم ولطمكم بل ناديتم بإطلاق سراح المجرمين .
الفرق بين الجريمتين ان جريمتكم بتخطيط وتنفيذ كويتي كامل
اما الجريمه الثانيه بتخطيط إيراني عراقي داعشي وتنفيذ مراهق سعودي .
وليس للسعودية دور في ذلك .