إحدى معجزات القرن العشرين هي انتصار تنظيم «الفيتكونغ» المدعوم من جميع دول المعسكر السوفييتي والصيني على جيش الولايات المتحدة في فيتنام المغطاة بالغابات والأمطار التي تحجب الرؤية أمام الطائرات طوال العام، وكذلك انتصار تنظيمات «المجاهدين» المدعومة من جميع دول المعسكر الغربي وبعض الدول العربية على جيش الاتحاد السوفييتي فوق جبال افغانستان المغطاة بالثلوج، هذه الأيام نشهد وبغرابة شديدة حرب تنظيم داعش الهجومية على أربعة جيوش عربية في أراض صحراوية مكشوفة ودون ان تعلن دولة واحدة في العالم عن نصرته أو تمويله أو تدريب رجاله أو تزويده بالمعدات، ويا مثبت العقول في زمن اللامعقول!
***
لقد كنا أول المحذرين عبر المقال من احتمال انتقال كرة النار ومعها نهج الاغتيالات والتفجيرات الى مصر كي تسير ضمن مسار النفق العراقي والسوري والليبي واليمني والصومالي.. إلخ، لذا فمنع مخطط الفوضى يقتضي الالتفاف حول الشرعية، ودعم الجيش المصري المكون من أبناء مصر وليس جيش احتلال، فلم يحترق العراق الا بعد ان تم حل جيشه، والحال كذلك مع سورية التي دخلت نفق الفوضى عندما بدأ الضعف والتمرد يصيب جيشها، لقد بات الخيار سهلا وواضحا أمام الشعب المصري بعد عمليات سيناء واغتيال النائب العام، فإما الحكم الدستوري الوطني القوي القائم أو حكم الإرهاب والخراب و.. قطع الرقاب ولا ثالث بينهما!
***
إن من يريد اسقاط حكم الرئيس السيسي لا يقتل جند مصر خير أجناد الأرض ولا يدمر ولا يحرق ولا يفجر، بل يسقطه عبر اما «المسار الشعبي» كما حدث مع مبارك ومرسي فيحشد عشرات الملايين في الميادين والشوارع لا بضع عشرات هنا وهناك لزوم التصوير، أو يجتاح الانتخابات البرلمانية القادمة كي يسحب الثقة من القيادة عبر «المسار الدستوري» أو ينتظر أقل من ثلاثة أعوام وهي زمن قصير في عمر الشعوب ليتقدم بمرشحه في الانتخابات الرئاسية القادمة ويفوز عبر «المسار الانتخابي»، فما يعمل من ترك المسارات السابقة والأخذ بـ «المسار الدموي والفوضوي والتقسيمي والتشطيري» هو جريمة بحق مصر وشعب مصر لن ينساها التاريخ.
***
آخر محطة:
(1) كم المكر في التخطيط وحجم المعدات والمركبات والتفجيرات في هجمات سيناء الأخيرة يعطي دلالة أكيدة على انها لن تكون الأخيرة.
(2) تفجير المركبات لاغتيال الشخصيات العامة مسار خطير جرب في لبنان وقد لايتوقف كذلك بمصر في المستقبل القريب.