في السنوات الاخيرة، كان كل من يريد الشهرة وذياع الصيت، ليس عليه الا ان ينتقد التيار الاسلامي، سواء بالحق او بالباطل، فان وجد حدثاً يبني عليه خياله والا اختلق من تحت ابطه قصة وفبرك لها القصد والمقصد واشاعها في وسائل الاعلام، حتى انه غالبا ما يصدق الاشاعة التي هو مصدرها من كثر ما يتم تداولها بين الناس!
ومن هذه الافتراءات التي انتشرت حتى صدقها بعض المغفلين القول ان العمل الخيري مسخّر لتنفيذ اجندات التيار الاسلامي وان التبرعات لا تصل الى مستحقيها! والغريب ان معظم من يفبرك ويختلق وينشر هذه الشبهات هم من خصوم التيار من الليبراليين وغلمان العلمانيين الذين لم يجعل الله لهم نصيبا من عمل الخير الذي يتناقض مع اجنداتهم وابجديات فكرهم الشاذ! ولقد كتب احد الذين ابتليت بهم الامة والجسم الصحفي عدة مقالات يتهم فيها لجان الخير وجمعيات البر بسرقة اموال التبرعات واستغلالها في الاعمال الارهابية! هكذا من دون تورع ولا تحوّط ولا خوف من العزيز الحكيم الذي سيسائله يوم لا ينفع مال ولا بنون عن هذه الاتهامات والافتراءات! ولولا انني رأيت من على شاكلته يكرر الاتهامات نفسها وبالنفَس الطائفي نفسه لما تصديت للموضوع اليوم احتراما لوقت القارئ الكريم، والعمل الخيري بالذات هو الذي حصل على صك البراءة والشفافية من الجهات الرسمية والدولية داخل الكويت وخارجها! ولقد واجه القائمون على هذا العمل من المصاعب والتشكيك والتهديد ما لا تتحمله الجبال، لكن الله نصرهم وأظهر حسن نواياهم وسلامة أدائهم ونبل مقصدهم! فاضطرت وزارة الشؤون في الكويت ووزارة العدل الاميركية من خلال فريق التفتيش الذي أرسلته الى اعلان سلامة العمل الخيري في تحقيق مقاصده التي من اجلها وُجد! ولعل هذا هو الذي أزعج اصحابنا وملأ صدورهم حقداً وغيظاً على هذا النوع من العمل الذي لم يكن لهم نصيب فيه!
قد يقول قائل: ان المسألة لا تتعدى كونها حرصا على تنقية العمل الخيري من اي شوائب! واقول: يا ليت الامر كان كذلك، ولكن لماذا لم نقرأ لاصحابنا أي استفسار عن أموال الخمس التي تنفق من اصحابها لعمل الخير ايضا لكن لا نعرف اين تذهب ولا كيف يتم استغلالها؟! أيهما أولى بالمتابعة، الاموال التي تراقبها وزارة الشؤون وتكتب فيها التقارير الدورية، ام تلك التي لا يجرؤ احد ان يسأل عنها ولا اين تذهب؟ ثم أيهما أولى بالسؤال، الاموال التي تذهب لدول فقيرة في افريقيا وجنوب شرق آسيا وبنغلادش ومخيمات اللاجئين في الاردن، ام تلك التي تذهب الى دول لها سوابق في تصدير الثورة وارسال خلايا التجسس على الجيران وزعزعة استقرار الاشقاء في البحرين؟! اتقوا الله ايها القوم.. اموال تذهب لدول تحتل أجزاء عزيزة علينا من أراضينا ومع هذا نحن نسكت عنها لانها جزء من اعتقاد ديني عند اصحابها، بينما هم لا تمر عليهم مقالة الا وملأوها تشكيكا في مصارف اموال الخير عندنا! نتمنى الا يأتي اليوم الذي نطالب فيه بالمعاملة بالمثل، فنحن نرحب بمن يراقب اموالنا، من اين أتينا بها والى أين نرسلها؟ ولكن من الذي أعطى اموال اخواننا وأشقائنا حصانة عن المراقبة والمتابعة؟! صحيح سكتنا عن اخضاع بعض دور العبادة للاشراف الحكومي مراعاة لحساسية الموقف ودرءاً للفتنة، لكن بالتأكيد لن نقبل بالدنية في ديننا، فنحن لسنا طوفة هبيطة ولا روبيتنا ناقصة! الحكومة تعرف جيدا اين منبع الشر ومن هي دولة الشر والفتنة، وخلونا ساكتين احسن!