د. شفيق ناظم الغبرا

ذكرى إخراج صدام من الكويت: دروس وعبر

مرّ أكثر من عقدين ونيف على غزو العراق للكويت عام ١٩٩٠ والذي أدى إلى بناء تحالف دولي كبير بقيادة أميركية لإخراج صدام حسين من الكويت. إنتهت الحرب وخرج صدام من الكويت في ٢٦ شباط (فبراير) ١٩٩١ وسط خسائر كبيرة لكل من الكويت والعراق. لقد نتج عن زلزال١٩٩٠ سلسلة كوارث سياسية: فإضافة الى استباحة دولة عربية من قبل أخرى فقد تم تدمير الحد الادنى من الإستقلالية العربية، بينما تراجع العراق الذي عانى من عقوبات لم ترفع إلا بعد حرب أخرى غيرت نظامه في عام ٢٠٠٣. كما نتج عن تلك الكارثة إهتزاز وضع القضية الفلسطينية في ظل إرتياح أميركي وإسرائيلي لحصول مشادة عربية – عربية حول الحل العربي والحل الدولي مما أنتج قطيعة عربية – عربية إستمرت سنوات. ونتج عن تلك الحرب مزيد من الضعف في الحالة الفلسطينية في الخليج والعالم العربي والتي وجدت في إتفاقات اوسلو بعد الحرب مخرجاً مرحلياً لها. لقد فقدت المنطقة العربية بسبب عام ١٩٩٠-١٩٩١ وما نتج عنه من حشود وحرب وعقوبات الكثير من مدخراتها وقدراتها المالية ومكانتها بسبب قرار متهور ومتسرع قام به الرئيس العراقي في غفلة من التاريخ. متابعة قراءة ذكرى إخراج صدام من الكويت: دروس وعبر

سامي النصف

كرنفال الأحمدي!

حضرت مساء أمس بدعوة كريمة من محافظ الاحمدي الشيخ المثقف د.ابراهيم الدعيج حفلا رائعا اقيم في مدينة الاحمدي الجميلة تميز بحضور كويتي وعربي لافت أحيته الفنانة المصرية نسمة وفرقتها الموسيقية التي أطربت الحضور بعزفها للمقطوعات التراثية الخالدة مما حلق بهم عاليا بين النجوم وفوق السحب.

****

وقد استطاع المحافظ النشط ان يمد في احتفالاتنا الوطنية لتصبح احتفالات عربية، حيث سعد الضيوف القادمون من اقطار عربية مختلفة بالحفل الموسيقي وشاركوا بالغناء، خاصة الفنان احمد بدير، ثم بالعشاء الشهي والصحبة الطيبة، حيث كان التنظيم الذي أشرفت عليه الشيخة بسمة الدعيج يقارب الكمال.

****

وخارج نادي الاتحاد الذي اقيم على ارضه ومسرحه الحفل، كانت الاحمدي تزدان كعادتها كل عام بأضواء ملونة جميلة غطت اشجارها ومبانيها لتجعلها معلما سياحيا فريدا يستحق من الدولة دعمه وتطويره ليصبح كرنفالا متميزا يقام كل عام ليعرّف الكويتيين والمقيمين والزائرين والسائحين بمزايا تلك المدينة التاريخية.

****

ومما يمكن عمله هو ان يتم اختيار يوم او عدة ايام لإقامة ما يسمى بـ «كرنفال الاحمدي» يتم خلاله استعراض الفنون الشعبية الصحراوية والبحرية وعروض الابل والخيل والموروث الثقافي للقاطنين جنوب البلاد، ويمكن اضافة مهرجانات موازية للجاليات الخليجية والعربية والآسيوية والاجنبية التي تسكن محافظة الاحمدي، وللمحافظات الاخرى ان تقيم كرنفالات ومهرجانات خاصة بها كي يتم التنافس في مجال الابداع حتى يظهر التنوع الجميل للكويت والساكنين فيها.

****

آخر محطة:

1 ـ الظاهرة السلبية الوحيدة في الاحمدي قادمة من خارجها، حيث تمتلئ بميليشيات اطفال يصطحبهم احيانا اولياء امورهم، يقومون باستخدام بنادق ومسدسات يرشون بها المارة بالمياه الملوثة والمخلوطة احيانا لزيادة كم الاذى بالمواد الكيماوية المختلفة.

2 ـ نحتاج في الكويت والمنطقة العربية إلى النظر في ثقافتنا المتوارثة وطرق تربيتنا المنزلية ومناهجنا الدراسية التي بدلا من دفع الاطفال والشباب للتنافس في مجالات الابداع الثقافي والفني، تحولهم الى مدمرين يبدأون ببنادق مياه لينتهوا ببنادق قتال..!

سامي النصف

رسائل إلى الرئيس السيسي (2)

اول التحديات غير المسبوقة التي ستواجهونها في اليوم التالي للرئاسة هي مشكلة المياه والطاقة كنتيجة لمشروع سد النهضة، والحل المطروح حاليا هو الاستعاضة عن مياه النيل القادمة من الحبشة بالمياه القادمة من نهر الكونغو ونخشى ان الاكتفاء بخيار كهذا سيبقي مصر رهينة ارادة انظمة دول اخرى وحاجات شعوب يتزايدون سكانيا بأكثر مما تتزايد الحبيبة مصر حسب الاحصاءات الدقيقة للجنة السكان في الامم المتحدة (كمثال عدد سكان مصر واثيوبيا حاليا يقارب 90 مليونا، في عام 2050 سيبلغ عدد سكان مصر 136 مليونا واثيوبيا 179 مليونا والحال كذلك مع دول المصب الأخرى).

****

تبلغ مساحة السعودية ضعف مساحة مصر، كما يقارب طلبها على المياه والكهرباء بسبب الحرارة الشديدة اغلب العام ما يقارب طلب مصر، ورغم ان المملكة لا انهار ولا امطار فيها الا انها تشتهر بالزراعة والصناعة ولا تعاني من انقطاع المياه او الكهرباء فيها وذلك بسبب محطات تقطير المياه التي تنتج كقيمة مضافة الكهرباء بأسهل وارخص السبل وقد يكون ذلك هو الخيار الافضل لمصر والمكمل لنهر النيل وحتى نهر الكونغو اضافة الى ضرورة خلق محطات طاقة نووية كي يصبح خيار مصر في يدها لا في يد الآخرين.

****

وجودة عمل الرئيس ـ أي رئيس او مسؤول ـ هي بجودة الفريق المحيط به، ومصر الولادة لا تخلو من العقول المبدعة التي تصلح لان تشكلوا منها مستودعات عقول Think tank، قادرة على التفكير خارج الصندوق ومن ذلك النظر في التحول من المقولة التاريخية الشائعة وغير الصائبة بأن مصر بلد زراعي (في الحقيقة مصر بلد صحراوي فــ98% من تربتها غير زراعية ولا امطار فيها ولا انهار تنبع منها) الى بلد صناعي، فالتقدم والثراء مرتبطان كما حدث في اوروبا وشرق آسيا بالتحول الى الصناعة، ويمكن لمصر ان تستثمر في بلدان زراعية حقيقية تصبح سلة غذاء لشعبها كحال جمهورية جنوب السودان بلد الانهار والامطار طوال العام.

****

وغني عن القول فإن مصر «الزراعية» لم تحل مشاكل مصر او تغنيها عندما كانت بمساحة 3.5 ملايين كم2 كونها تشمل السودان شماله وجنوبه، وبعدد سكان لا يزيد على 10 ملايين بداية القرن الماضي فكيف ستحل الاشكالات وعدد سكانها سيتجاوز لأول مرة المائة مليون على رقعة ارض خضراء تتقلص سريعا بسبب اشكالات التصحر والعشوائيات؟! خيار التحول الى مصر «الصناعية» سيحتاج الى انشاء آلاف المراكز التدريبية والمهنية التي تحول المزارع الى مصانع كما حدث في الصين خلال العقود القليلة الماضية وبذلك يتحول العدد البشري من اعاقة الى ..اضافة!

****

وبودنا يا سيادة الرئيس ان تختاروا رئيس حكومة غير تقليدي لإيجاد حلول غير تقليدية لمشاكل مصر المتعاظمة وغير المسبوقة في تاريخها الطويل، وقد يكون الافضل لذلك المنصب المهم شخصية سياسية واقتصادية واعلامية بارزة لها الصلات الواجبة مع المجتمع الدولي والمحيط الافريقي والعربي والخليجي، شخصية اقرب للرئيس اللبناني الشهيد رفيق الحريري الذي اوقف الخروقات الامنية وساهم في اعمار بلده وعزز علاقاته بدول العالم المؤثرة وحصل منها على استحقاقات النهضة والاعمار.

آخر محطة:

1ـ نرجو ان يتم اطلاق سراح كبار رجال الاعمال المصريين ممن اعتقلوا ابان ثورة العواطف وجل ذنبهم انهم استثمروا اموالهم في تعمير بلدهم فلن يأتي المستثمرون العرب والاجانب وهم يشهدون التنكيل بزملائهم من كبار رجال الاعمال المصريين.

2ـ وقبل حوالي 60 عاما وجه والدي باسم سمو امير الكويت الدعوة لــ60 شخصية كويتية بارزة في نهج اقرب لمستودعات العقول لمناقشة عرض الحكومة الملكية العراقية الصديقة عام 1955 بتزويد الكويت بمياه شط العرب، وقد قرر المجتمعون رفض العرض واللجوء لخيار تقطير المياه حفاظا على السيادة الوطنية وقد اثبتت الايام سريعا صحة وحكمة ذلك القرار فلم تمض سنوات قليلة الا وسقط النظام الملكي الصديق ووصل للحكم نظام عبدالكريم قاسم المعادي الذي طالب ومثله صدام بضم بلدنا، ولنا ان نتصور ما كان سيحدث لو كنا نعتمد في حياتنا وعيشنا على مياه شط العرب..!

سامي النصف

رسائل إلى الرئيس السيسي (1)

  التقيت في زيارتي الأخيرة لقاهرة المعز والعز مع بعض القائمين على حملتكم الانتخابية القادمة وكانت قناعتهم أنكم ستحصلون على 85% من أصوات الناخبين، وأخشى من الدعة والارتخاء والاسترخاء والاعتماد على تلك النسبة المريحة، ففي رأينا الشخصي المرشح حمدين صباحي هو منافس حقيقي يجب عدم الاستهانة به وسيحصل في اللحظات الأخيرة على دعم علني وخفي، مالي وبشري وستصوت له ألوان طيف عديدة بعضها يدعي المقاطعة هذه الأيام.

***

وأحد السيناريوهات الخطرة التي يجب التحوط منها قيام قوى الإرهاب والشر بنشر الرعب والقيام بجرائم تفجيرات واغتيالات غير مسبوقة في تاريخ مصر تصيب الأماكن المزدحمة في المدن الكبرى كالقاهرة والإسكندرية بقصد إرسال رسالة فحواها ومعناها ان انتخاب المشير السيسي سيبقي مصر تحت طائلة سيف الإرهاب الأمني وعدم الاستقرار السياسي والدمار الاقتصادي، وان صباحي هو مرشح الأمن والاستقرار السياسي والانتعاش الاقتصادي والذي يمثل الجميع.

***

ونرجو أن تبدأ العمل منذ اليوم الأول لتقلدكم موقع الرئاسة أو حتى قبل ذلك بعقد لقاءات وخلق تفاهمات مع القائمين على الإعلام الخاص في مصر من فضائيات وصحف لمنح الإدارة الحكومية «شهر عسل» يمتد لعام، فحل مشاكل مصر المستعصية لن يتم خلال أسابيع قليلة، بل ستحتاج إدارتكم وحكومتكم الى وقت يتوقف خلاله الإعلام عن عمليات التحريض والتأجيج والتحبيط وانتقاد كل شيء وخلق أحلام وأسقف وردية يصعب تحقيقها وهو ما تسبب في الثورة الشعبية وإسقاط حكمي الرئيسين مبارك ومرسي، فالإعلام هو مفتاح النجاح لحقبتكم القادمة.. يتبع!

***

آخر محطة: (1) بودنا أن يكون أول قرار تصدرونه هو العفو الرئاسي عن الرئيسين مبارك ومرسي لكسب مؤيديهما وهم بالملايين ولسحب البساط عن الإرهابيين، وأخذا بنهج رسول الأمة صلى الله عليه وسلم ومقولته الخالدة «اذهبوا فأنتم الطلقاء».

(2) يبدأ عمل المشير (الرئيس) السيسي الساعة الخامسة فجرا، حيث يصلي الفجر حاضرا ثم يمارس الرياضة للحفاظ على اللياقة الصحية التي أصبحت أحد شروط التأهل للمنصب الرئاسي ثم يبدأ عمله من السابعة صباحا حتى المساء وهي صفات واشتراطات القيادات السياسية والاقتصادية المنجزة في كل مكان وزمان.

(3) يبدأ عمل المرشح حمدين صباحي الساعة الرابعة عصرا، وهو موعد استيقاظه من النوم، وما لم تكن هناك نية لإرجاع أحكام الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله الذي فرض على أهل مصر العمل ليلا والنوم نهارا فسيصعب على المرشح حمدين صباحي أن ينجز شيئا لمصر مادام يعتمد على العمل تحت جنح الظلام لا.. تحت أشعة الشمس!

(4) أكبر سيف مصلت على رقبة المرشح صباحي الذي لا يعمل في الصباح هو ظهور اسمه بكشوف الفساد الصدامية المسماة بـ «فضيحة كوبونات النفط» ومن يبع نفسه مرة يصبح مستعدا لبيعها.. ألف مرة.. ومصر الكنانة ليست للبيع يا سيد!

حسن العيسى

كي لا تصاب رؤوسهم بالصداع

تصريح المصدر المسؤول بوزارة الداخلية لجريدة الوطن (عدد أمس الأول) المهدد للبدون المتظاهرين هو تصريح غير مسؤول، وهو فضيحة شائنة تصم الخطاب السياسي للدولة في قضايا هتك حقوق الإنسان، ويمكن وضع هذا التصريح في خانة التصريحات الفاشية، والتي لا يجوز أن تخرج من مسؤولين في دولة تتشدق سلطتها الحاكمة بالدستور وحكم القانون.
تصريح "المصدر غير المسؤول" يتوعد جماعات "البدون" في حالة قيامهم بالتظاهر بالطرد والتسفير، وأن هذا العقاب لن يكون قاصراً على "الأشقياء" المتظاهرين فقط، بل سيطول عائلاتهم! فالترويع هنا يمتد إلى رب الأسرة الذي "لا يستطيع إحكام قبضته على أسرته". ويمضي خطاب المصدر غير المسؤول إلى التقرير، بكل ثقة وبلغة فجة، أن مثل تلك العقوبات التي تقررها وزارة الداخلية ستكون "ضمن القانون ومن صلاحيات الوزير"! أيُّ قانون هذا الذي يتنطع به المصدر المسؤول العنتري؟! فالعقوبات الجماعية هي من سمات دول الطغيان، وما أكثرها اليوم في النظام العربي قبل الربيع وبعد الثورة المضادة، ولا علاقة لها بدولة القانون والشرعية، فمبدأ شخصية العقوبة، بمعنى أن العقاب لا يمتد إلى غير مرتكب الفعل المؤثَّم، هو من المبادئ الدستورية ومنصوص عليه في الدستور الكويتي وفي معظم قوانين الدول التي تحترم نفسها والبشر الذين يعيشون على أرضها.
يظهر بوضوح أن "وزارة الرعب" في الدولة تملك رصيداً ضخماً من التعالي والغطرسة في لغة خطابها للبدون ولغير البدون من المهمشين مثل الوافدين، فالمتظاهرون، في القاموس الأمني، مجرد نكرات طفيلية "يتعيشون" من صدقات الدولة وأريحيتها، ويمكن القضاء عليهم حين يقرر أصحاب الأمر والنهي أصحاب الكرم والتسامح! هنا تظهر الرؤية الحقيقية عند السلطة نحو واقع البدون، فهي تبرئ نفسها من عبء مسؤوليتها نحوهم، حيث أوهمت نفسها بأنها لم تخلق مأساتهم منذ البداية حين صدر قانون الجنسية نهاية الخمسينيات، أو في ما بعد، حين تركت قضيتهم للمجهول ماداموا كانوا مسخرين لخدمة الدولة في الجيش والشرطة أو في عدد من الوظائف الشاقة، حين كانت تشكو تلك المهن قلة المنتسبين إليها من المواطنين، وتحت تصور أنه يمكن التخلص منهم في أي وقت يراه أصحاب السلطة متى استنفدت الغاية من الاستخدام.
بهذا العمى والاعتباطية في الإدارة السياسية شخّصت السلطة واقع البدون، سياسة الصدفة والارتجالية، فمثلما تحكم إدارة الأمور في جل قضايا الدولة حكمت وأدارت قضية البدون، لنصل إلى هذه النتيجة اليوم، فلا جناسي، ولا حقوق مدنية للبدون، ولا سلطة قضائية يمكن لها أن تنظر في حقوقهم بالجنسية من عدمها، فهل يتعين على البدون الكويتيين أن يخرسوا أمام واقعهم المزري، كي لا تصاب رؤوس وزارة الداخلية بالصداع؟!

احمد الصراف

اليوم العالمي للمُضطهَدات!

“>يحتفل العالم منذ 8 مارس 1908 باليوم العالمي للمرأة، حيث تتوقف النساء عن العمل فيه، ويخرجن من بيوتهن للاحتفال بهذه المناسبة، وليظهرن للعالم مدى أهمية دورهن المتعاظم في أهميته، في حياتنا جميعا. وقد اعترفت الأمم المتحدة بهذا اليوم وحثت دول العالم للاحتفال به في 8 مارس، وتعطيل المصالح والمؤسسات الرسمية والتجارية. ولكن لسبب معروف لم يلق هذا اليوم أي اهمية في الدول العربية والإسلامية، لأنها اعتبرته، وبكل بساطة منافيا لــ «تقاليدنا وعاداتنا وأعرافنا!»، وفضلت قلة منها «تمييع» المناسبة وجعلها عيداً للأم بدلاً من المرأة، والفرق كبير جدا، ففي الحالة الأولى تختفي حقوق المرأة المسلوبة خلف غطاء الرحمة بالأم، وبذلك تضيع قضية ما تلقاه المرأة من معاملة غير عادلة، لأنه في نظر هؤلاء لا يجوز إعطاؤها الحق في الاحتفال بيومها، فهذا سيشجعها على المطالبة ببقية حقوقها، التي أُنكرت عليها طويلا، إنْ لأسباب دينية أو ذكورية.
إن أهمية الاحتفال بهذا اليوم تتضمن تذكيرا بما عانته المرأة عبر التاريخ من تهميش وظلم شمل مجتمعات العالم أجمع. كما أن الاحتفال بالمناسبة سنويا يمثل جرس انذار لمن يفكر في إعادتها الى القفص الذي اختاروه لها. ولو نظرنا الى أحوال المرأة في مدن عربية كثيرة وفي إيران وأفغانستان بالذات، لرأينا أن وضعها الاجتماعي قد تردى عما كانت عليه حتى قبل ثلاثين عاما فقط! فالصور التي تبين المناسبات الاجتماعية خير شاهد على درجة تحرر المرأة ومكانتها الرفيعة في المجتمع. ونجد ذلك بصورة أكثر وضوحا في الصور التي تبين تلك المناسبات في مصر وإيران وأفغانستان، والعراق. حيث نجد ذلك الفارق الكبير بين وضعها البائس الحالي وما كانت عليه أيامها. كما نرى مدى ما طرأ على أزيائها من تغير، فهل كانت نساء ذلك العصر فاجرات مثلا، أم هي السياسة الدينية التي أصبحت تختصر أخلاق المجتمع ما بما ترتديه نساؤه من ملابس؟! واعتقد أنه لو كانت لدينا مؤسسات مدنية تذكر باستمرار بالحقوق المهضومة للمرأة، لما تراجعت مكانتها لهذا الدرك المحزن، وخير دليل على ذلك، الفارق الكبير في مكانة المرأة بين المجتمعات المتقدمة التي توجد فيها مؤسسات نسائية قوية وفعالة وبين غيرها، ولو كانت في إيران جمعيات نسائية قوية لما أقدمت السلطات الدينية فيها مثلا على حرمان طالبات الجامعة من دراسة تخصصات كثيرة، بحجة أنها للذكور فقط! وبهذه المناسبة نتمنى على الجمعية الثقافية النسائية، رائدة العمل النسائي في الكويت، والمؤهلة لفعل شيء لاسترجاع حقوق المرأة، إقامة احتفالية سنوية بهذا اليوم، لتعيد اليها حقوقها المغتصبة، فلا تزال المرأة في مجتمعاتنا تعاني الكثير، كما أن قضاياها ومشاكلها لم تنته مع نيلها لحقوقها السياسية، بل تلك كانت البداية فقط!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

احمد الصراف

نهاية مرحلة القرضاوي

أعترف بانني قضيت أوقاتا طويلة، ومملة غالبا، في محاولة معرفة فكر الداعية يوسف القرضاوي، وتطلب ذلك مراجعة بعض كتبه، ومشاهدة بعض مقابلاته الصحفية والتلفزيونية، وسماع ردوده على الاسئلة، وتتبع المضجر من محاضراته، وقد وجدته شخصا تقليديا جدا في فهمه وتواصله، ويفتقد القدرة على الاسترسال بطريقة منطقية، ربما بسبب كبر سنه، حتى مخارج الألفاظ لديه ترهق من يحاول تتبع ما يقول. وقد عجبت، لوهلة، للكيفية التي استطاع فيها بلوغ «مكانته»، ونجاحه في خلق تلك الهالة شبه «المقدسة» حول نفسه، ولكني تذكرت القول المحلي «قالوا والنعم بفلان، قلنا من ردى ربعه»! فالقرضاوي الذي يعتبر الأب الروحي لتنظيم الإخوان المسلمين، ورئيسا «لعلماء» المسلمين، وغير ذلك من مناصب، لم يكن ليصل إلى تلك المكانة، حسب اعتقادي، لولا وقوف الآلة الإعلامية للإخوان وأموالهم وراءه. ولا ننسى دور أجهزة إعلام قطر وترويجها لأفكاره. كما أن انبهار البعض بشخصه ربما يعود للمؤلفات العديدة التي وضعها خلال مسيرته الدعوية، والتي كانت سياسية اكثر منها دينية، وكانت في غالبيتها كلاما مكررا أو اجتهادا فيما لا اجتهاد فيه، فكيف نقر بكمال الدين، ثم يسمح لكل من هب ودب، أو من لم يهب ولم يدب للزيادة فيه، وتأويل ما يشاء وتفسير ما يشتهي؟ كما أن مؤلفاته في غالبيتها مملة وتخوض فيما لا يلزم، ولا تختلف في خطها العام عن الفكر العام للإخوان الذين غطوا ضحالتهم الفكرية بإعلامهم القوي وأموالهم الطائلة التي جمعوها في غفلة من الزمن من السذج، ومن طالبي الأجر والثواب، وهي الثروات التي سخرت في النهاية لراحتهم الشخصية وتطلعاتهم السياسية، وأفضل مثال على ذلك تجربة وصولهم إلى الحكم في مصر، واصرار قيادتهم على «تنصيب» مرسي رئيسا، وهذا كشف سذاجتهم السياسية! وبالتالي نعتقد بأن مرحلة القرضاوي -الذي طالبت مصر قطر بتسليمه لها، لأنه مطلوب للعدالة فيها- قد قربت، وسينكشف سريعا.
ملاحظة: كلما شاهدت مقطعا للأحاديث والقصص التي كان يلقيها بعض رجال الدين المصريين، في حقبة حكم الإخوان القصيرة لمصر، من أمثال محمد حسان، وابو إسلام، والحويني، وغيرهم، شعرت بالفزع لذلك الخطر الرهيب الذي كانت ستتعرض له عقلية 80 مليون مصري، لو استمر حكم أولئك الجهلة أكثر من ذلك.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

محمد الوشيحي

محمد الفجي

شامخاً كعادته، وإن كان يُخفي في صدره كثيراً من الألم والمرارة. هو قائد المقاومة الكويتية في اللحظات الحالكة السواد، في لحظات جفاف الريق، أيام الاحتلال العراقي للكويت. لا يعرف من العسكرية ما يسد به رمقه، لم يتدرب عليها، ولا تؤهله بنيته الجسمانية لتحمل السجن والتعذيب و”المزع”، ولم تتدرب أذنه على تحمل شتائم برزان التكريتي وجلاوزته، إنما كان أستاذاً للمرجلة والوطنية، معتاداً على التضحية والعطاء والصبر. متابعة قراءة محمد الفجي

سامي النصف

العظيم من عمل ليوم لا يراه!

  قام مؤرخو وإعلاميو انقلاب 52 في مصر وعلى رأسهم هيكل بتزوير تاريخ أرض الكنانة فقلبوا الأبيض أسود والعكس، حيث أحالوا العسكري المهزوم أحمد عرابي إلى بطل مغوار (تحضيرا لتحويل الهزائم اللاحقة الى انتصارات)، وبالمقابل أحالوا شخصية فريدة هي أحد أعظم حكام مصر (وأفريقيا) في تاريخها الطويل منذ عهد الفراعنة ونعني به الخديوي أو الامبراطور إسماعيل إلى شخص مسرف غير مسؤول أصاب بلده بالضرر وهو الذي أخرج مصر من دياجر الظلام إلى عصر التنوير وخلق منها امبراطورية شاسعة الأرجاء تمتد الى خط الاستواء جنوبا حيث منابع النيل وعدن شرقا.

***

وكان الخديوي اسماعيل قد عاش ودرس مبكرا في النمسا وفرنسا وكان يجيد بطلاقة عدة لغات أوروبية وعالمية وقرر في صغره أن يحيل مصر من دولة عالم ثالث شديدة التخلف الى دولة عالم أول شديدة التقدم لذا ما ان وصل الى الحكم، وقد كان شابا عام 1863، حتى استقدم كبار المعماريين ومنهم المهندس الفرنسي الشهير ايفل وكبار العلماء من أوروبا وبدأ نهضة شاملة أحالت مصر خلال سنوات قليلة الى دولة شديدة الحضارة سبقت في الإنجاز حتى الدول الأوروبية التي دمرتها الحروب القائمة فيما بينها ما أثار غيرتها وحقدها عليه.

***

ومن أعماله إنشاء مئات المدارس الحديثة وبدء تعليم البنات وخلق الجامعات والمستشفيات وارسال البعثات الى أوروبا، ومد خطوط السكة الحديد حتى تجاوز طولها طول سكك الحديد في عدة دول أوروبية مجتمعة وإنشاء أول الجسور على الأنهار في أفريقيا ومنع تجارة الرق وافتتح قناة السويس في احتفال مهيب وعمّر الأوبرا والمسارح والمتاحف وخلق أول البرلمانات في أفريقيا رفضا منه للحكم الفردي وخلق كذلك مجلسا للنظار (مجلس للوزراء) يدير البلد ويتخذ فيه القرار بالأغلبية، كما حرك مقر الحكم من القلعة الرهيبة والمعزولة الى قصر عابدين في قلب القاهرة، واستأجر خدمات قادة انجليز كبار لقيادة الجيش المصري في فتحه لأفريقيا حتى وصل الى منابع النيل وخط الاستواء وقد بدأت إشكالاته مع هزيمة وعزل صديقه امبراطور فرنسا نابليون الثالث وغيره وحسد سلطان الاستانة من نجاحاته الباهرة واصطفاف بريطانيا وفرنسا والمانيا ضده وتآمرها لعزله خاصة وقد أصاب تصدير القطن المصري الكساد نظرا لقيام أميركا بعد انتهاء الحرب الأهلية فيها بتصدير القطن المخزن بكميات ضخمة وأسعار متهاودة للمصانع الأوروبية مما خلق له إشكالات اقتصادية.

***

وقد حاولت الدول الأوروبية فرض وزراء أوروبيين في حكومته لهم حق الفيتو لقاء ابقائه في الحكم فرفض مضحيا بمصلحته الخاصة لأجل مصلحة بلده لذا تقرر خلعه في عام 1879، وفي هذا يقول قنصل الولايات المتحدة في القاهرة ان وقوع بلد ما في الدين، وهو حال أغلب الدول الأوروبية، لا يبرر عزل الحاكم، ولم تشهد مصر في تاريخها حالة وداع كما التي حدثت يوم مغادرة الخديوي إسماعيل لبلده، حيث احتشد شعب مصر على جانبي القطار الذي أقله من القاهرة الى الإسكندرية ومنها الى يخت المحروسة الذي أقله الى نابولي (تكرر الأمر لاحقا مع الملك فاروق)، وفي احتفالية أقيمت عام 1945 بذكرى وفاته ألقى رئيس الديوان الملكي السياسي الشهير والطيار الخطير أحمد حسنين باشا خطبة معبرة، ومما جاء فيها «ان العظيم من عمل ليوم لا يراه» وهذا تماما حال عاشق مصر وآخر امبراطور لها.. العظيم الخديو إسماعيل!

***

آخر محطة: 1ـ قد ينصف التاريخ يوما ما الرئيس حسني مبارك فيما حققه من إنجازات كبرى لمصر، كنهضتها العمرانية غير المسبوقة منذ عهد الفراعنة، وتسديده لديونها، وتقويته لاقتصادها، وتحريره لأرضها، وإيقافه لحروبها، وخياره التاريخي بأن يحيا ويموت على أرضها رغم سهولة مغادرته لأرضها، وتسليمه الحكم طواعية دون إراقة دماء أو حتى محاولة إرجاع نفسه للكرسي على حساب تدمير بلده، كما يحدث هذه الأيام مع أنصار إعادة مرسي للكرسي!

2ـ ياحبذا لو كان أول قرار شجاع للرئيس القادم لمصر العفو عن الرئيس مبارك وحتى مرسي وعفا الله عما سلف، فالعفو من شيم العظام والكرام ومصر في انتظار حقبة التعمير لا التدمير.

احمد الصراف

لماذا لم يكرّم أبو عدنان؟

لا أعتقد أن ممثلا خليجيا، أو عربيا، أضحكني، وأغرقني بدموع الفرح، مرات ومرات على مدى نصف قرن من دون توقف، كما فعل الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا. ولا أعتقد أنني حالة استثنائية. فقد ذاع صيت هذا الفنان وأصبح ملازما لاسم الكويت. ولا أنسى صديقي جاك ماكسيان، المليونير الأرمني السوري، الذي يعيش منذ سنوات طويلة في هونغ كونغ، وإلحاحه، كلما قررت زيارته، على أن أجلب له آخر أعمال عبدالحسين، فقد عاش جاك في الكويت، ولا يزال يحن اليها، ولحلوياتها، وخاصة الرهش ومسرحيات عبدالحسين بالذات. ولا أذكر أنني سافرت لدولة والتقيت بمن عرف الكويت أو سمع بها، من لم يستمتع يوما بأعمال هذا الفنان الكبير الذي أمتع أجيالا واجيالا بفنه الرفيع، وبقدرته الفائقة على ارتجال المواقف على المسرح. وبالرغم من كل ما تعرض له من ضغوط وإرهاب وسوء تقدير، بقي عبدالحسين وفيا لفنه، فقد أُرهب فكريا وحورب ماديا، وهددوا حياته وخربوا ممتلكاته، في أكثر من حادثة شهيرة، ولكنه رفض تغيير نهجه وطريقته، لا تزال مسرحياته ومسلسلاته الأشهر في الخليج مثل: درب الزلق، وباي باي لندن، وعزوبي السالمية، وسيف العرب، وفرسان المناخ، وعلى هامان يا فرعون، وعشرات الأعمال الفنية الأخرى، لا تزال رائجة بالرغم من مرور عشرات السنين عليها. كما قام بكتابة عدد من المسلسلات ولحن وألف وغنى للمسرح والتلفزيون. ولكن المؤسف، بعد كل هذه السيرة الطيبة والطويلة التي بدأت، كما أذكر منذ منتصف الستينات، والتي أعطى فيها الكثير، بعمره المديد الذي بلغ الـ75، بقي من دون تكريم حقيقي في وطنه، وبالذات من أولئك الذين طالما «قطع خواصرهم» ضحكا، فكيف يمكن أن يحدث ذلك؟ وكيف ينسى الوطن تكريم شخص مثله؟ وهل علينا أن ننتظر إلى أن يفوت الأوان لنكرمه بعدها بإطلاق اسمه على سكة سد؟.

أحمد الصراف