يتساءل د. غانم النجار، في مقال الجريدة، عن “الجبنة الكبيرة”، التي ذكرت كرمز للفساد بالكويت في أوراق بنما، وهي التي نشرتها منظمة صحافية دولية بعد تسريب من مكتب محاماة في بنما، ويسأل غانم ما إذا كان من الممكن فتح تحقيق في مسألة “الجبنة” الكويتية أم أن “الحديث عن الفساد ضار بالأمن الوطني…؟!” طبعاً، من دون تفكير ولا تدبير الحديث عن الفساد ضار بالأمن، ومدمر للاقتصاد الوطني، بدليل الحالة التي تمر بها الدولة الآن، فلولا مثل تلك المانشيتات والافتتاحيات والمقالات الملتهبة بالصحافة الكويتية الحرة، لما وصلنا لهذه الحال، لكننا مستقرون مطمئنون مرتاحون، نردد صباحاً ومساء عبارة “شاربين ماكلين مو ناقصنا شي، وشنبي بعد”، مثلما يرددها أهل السويد والدنمارك، وهما الدولتان الأقل فساداً بالعالم، ولا يسبقهما غير “العراق المحرر”، ومعه عدد من دول الغبار العربي. متابعة قراءة مصانع ألبان كاملة الدسم
الشهر: أبريل 2016 
جرائم بلا حدود
هناك علامات تعجب كثيرة تحتاج إلى تحليل واستفسار ، وتحتاج إلى معرفة ما يدور بالكواليس المظلمة في الغرف القيادية ” الرئاسية ” التي تطبخ فيها المؤامرات والخطط ، وتحتاج أيضا بأن يعرف المواطن العربي السبب وراء ما حصل ويحصل في عالمنا العربي من جراء ” فوهة البركان ” التي أشعلت ثورات الربيع العربي ، حيث انكشفت الحقيقة حتى أصبحت واقعا ملموسا نراه بأم أعيننا ، والحقيقة التي لا يجب أن ننكرها ” سياسيا ” هي تنحي حسني مبارك في مصر ، وهروب زين العابدين من تونس ، وقتل القذافي في ليبيا ، وسقوط علي صالح في اليمن ، ولكن هنا يأتي منبع التعجب ! إلى متى سيبقى طاغية سوريا حرا طليقا يسرح ويمرح تحت جثامين أطفال ونساء وشيوخ سوريا ! وهل ستحين ساعة الصفر لهذا الطاغية المجرم لكي يأتي دوره أما بالهروب أو القتل ! فما يفعله من مجازر وحشية ، وإبادات جماعية فاقت وتعدت كل معاني الإنسانية والرحمة تعتبر من الجرائم التي لا يغفر لها التاريخ ، وتعتبر أيضا من كبائر المحرمات الدولية المنصوص بها دوليا وقانونيا . متابعة قراءة جرائم بلا حدود
ظهْوَلَة إيطالية
كل ده كان ليه يا إيطاليا. “دماء الطالب ريجيني ستكون شغلنا الشاغل”، و”لن نسمح بمس كرامة الإيطاليين”، و”سنطلع نواب البرلمان الإيطالي على التفاصيل أولاً بأول”، و”سنتخذ تدابير وإجراءات تجاه مصر إذا لم تكشف حقيقة مقتل الطالب ريجيني”، و”يجب أن يأتي وفد مصري إلى روما كي يشرح لنا أدق التفاصيل”، وغير ذلك من التصريحات المتشنجة اللي تبرز فيها عروق الرقبة، قالها مسؤولون إيطاليون كبار.
كل هذه الظهولة الإيطالية (هنا تعني المبالغة) من أجل طالب إيطالي قُتل في مصر. يا بلاش. والمصيبة أن الظهولة هذه لم تقتصر على الطليان، بل امتدت إلى كبريات وكالات الأنباء العالمية ووسائل الإعلام الشهيرة، وصرح المسؤول الفلاني، وعقد العلاني مؤتمراً صحافياً، وتظاهرات هنا وهناك تندد بما حدث لهذا الطالب السوبر، وليلة طويلة. متابعة قراءة ظهْوَلَة إيطالية
لغسيل ناصع السواد
جوابا عن سؤال الدكتور غانم النجار: فهل سنسمع شيئا عن فتح تحقيق في المسألة، حتى لو على سبيل الهمس؟ وهو عن فضيحة أوراق بنما وما ورد فيها عن دور شخصية كويتية نافذة لها يد في فضائح مالية، أقول “يا بو صقر انسى”.
عن نفسي لست يائسا من الإصلاح، لكني على يقين بأنه لن يأتي في هذه المرحلة، الفرق بين اليأس من الإصلاح وسرد الشواهد على الإهمال وضعف الرقابة على الفساد مسافة قصيرة جدا، اليأس يتعزز عندما يرى الناس المال العام يُسرق في وضح النهار، ويُسجن من يقول اقبضوا على “الحرامي”، وعندما توضع القوانين كي تخترق وتفعل ضد المغضوب عليهم وتركن حسب الظروف. متابعة قراءة لغسيل ناصع السواد
حبة خال
يطلقون على اللون الأسود اسم اللون الملكي، وأعتقد سبب تسميته بالملكي لأنه واضح جدا لذلك فإن السيارات التي تنقل كبار الضيوف في أي بلد تكون سوداء اللون وعليكم أن تفرقوا بين الأسود الملكي وتسميات أخرى لنفس اللون.
من جمال اللون الأسود وأهميته أن أغلى أنواع الأحجار الكريمة هو الماس الأسود لندرته مع أني لا أعرف ما هو الماس أصلا وقد مر زمن طويل وأنا أعتقد أن الماس هو المغناطيس والذي نطلق عليه شعبيا «الماص» كما يطلقون على البترول الذهب الأسود لأنه أصبح عصب الصناعة في كل بلدان العالم. متابعة قراءة حبة خال
أميركا وإيران في دائرة الاتهام
التطرُّف في كل شيء مكروه ومرفوض شرعاً وقانوناً. وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «هلك المتنطعون»! أي المبالغون في الأمور، واليوم مع الأسف نشاهد مظاهر تطرف كثيرة ومتنوعة في عدة مجالات، فالأعمال التي يقوم بها «داعش» من قتل وتدمير وترويع للآمنين، والقتل حسب الهوية، كل هذا تطرف لا يقره شرع، لكن أيضاً من التطرف أن أذكر ذلك وأغضّ الطرف عما تفعله ميليشيات الحشد الشعبي في الفلوجة والأنبار، أو أتجاهل مجازر فيلق بدر وحزب الله في سوريا! كذلك ما تقوم به طالبان من تفجير في الأماكن العامة في باكستان غير مقبول، وغير المقبول كذلك أن أتناسى مجازر الطائرات الأميركية من دون طيار في وزيرستان، هذا هو التطرف في نظرة البعض للأمور بعين علمانية! عندنا بالكويت ضرب التطرف قمته، عندما تم تفجير مسجد الصادق، وتكرر المشهد في مساجد نجران، ولكن بعيون طائفية! ومن مظاهر التطرف المكروهة نشر صورة الشاب الذي رسم صورة مسلم البراك على بعض المرافق، وإظهاره في نشرة الأخبار الرسمية كمجرم متطرف، بينما لم نشاهد ولا صورة لمجرمي خلية العبدلي، الذين خزنوا أسلحة كافية لتدمير البلد بمن فيها، وثبت للمحكمة تبعيتهم لإحدى الدول المجاورة! لذلك من أراد أن يتحدث عن التطرف، فلا يتطرف في تفكيره وقلمه، ويظهره لنا وكأنه من لون واحد ومصدر واحد، فمن ذهب ضحية الإرهاب في الرمادي والموصل والفلوجة وحماة وحمص وحلب أكثر أضعاف المرات ممن قُتل في إيران وما جاورها، وكله إرهاب مرفوض، لكن ان يتم طرح الموضوع بهذه النظرة الطائفية فهذا تطرف وتأجيج لمشاعر الكره، التي تؤدي إلى تطرف أكثر خطورة! فاليوم تتحدث مصادر محاكم نيويورك في تحقيقاتها للراعين لأحداث سبتمبر 2001، أن ايران دولة راعية للارهاب(!) يعني أصبح للارهاب دول ترعاه! فلا نشغل القراء بأحداث فردية مثل العريمان وغيره، ونسكت عن الداعم الحقيقي للمنظمات الارهابية! ولعلنا لم ننسَ حتى الآن اتهام كلينتون لأوباما من أنه من أوجد «داعش»! يعني أميركا تتهم ايران برعاية العمليات الارهابية، وكلينتون تتهم أميركا بدعم «داعش»(!) اللهم اشغل الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بين أيديهم سالمين! متابعة قراءة أميركا وإيران في دائرة الاتهام
موسم الهجرة إلى الفساد والجبنة الكبيرة
خلال أسبوع واحد فقط ظهرت على السطح فضيحتان يفترض أن تهزا بلاداً كثيرة وأشخاصاً نافذين في بلادهم وبلادنا بالطبع.
الفضيحة الأولى هي لشركة “أونا أويل” في موناكو، المتخصصة في تخليص أو “إغلاق” العقود النفطية، عن طريق الرشا. وقد ظهرت للعلن عن طريق انفلات حزمة كبيرة من الإيميلات الخاصة بأحد العاملين في الشركة، ومن ثم نشرها إعلامياً بشكل واسع. الأسماء الواردة كبيرة في بلادها، ومن المفترض أن تطيح برؤوس سواء بموس أو بدون موس.
لم يكد العالم يفيق من فضيحة “إيميلات موناكو” حتى ظهرت لنا “أوراق بنما”، عبر اختراق مكتب المحاماة البنمي “موساك فونيسكا”. وكانت الحصيلة عبارة عن 11.5 مليون وثيقة، أو 2.6 تيرابايت بلغة الكمبيوتر. سربها شخص مجهول لصحيفة ألمانية منذ سنة، فأشركت معها منظمة صحافية دولية للتحقق من المعلومات قبل النشر. وبالتالي باشرت 100 صحيفة في العالم التحقيق في 215 ألف شركة من 200 دولة ومنطقة، للفترة من 1977 حتى ديسمبر 2015. فاتضح أن ما في “الفخ أكبر من العصفور”، فظهرت أسماء 140 شخصية سياسية بارزة، منهم 12 رئيس حكومة حالياً أو سابقاً، إضافة إلى الفيفا ولاعبين مشهورين. وكشفت التحقيقات الصحافية ما يدور في “ملاجئ الفاسدين” أو “أوفشور”، أو “الملاذات الضريبية”. بالطبع ليس كل من يستخدم الأوفشور بالضرورة مذنباً، فهي لا تمثل بذاتها فعلاً مخالفاً للقانون، لكن الأمور قد اختلطت، وتداخلت، وتشابكت، حتى صارت وكأنها موسم هجرة إلى الفساد، وصار الذين يستخدمون تلك الشركات لأغراض غسيل الأموال، وإخفاء ثرواتهم، أو التهرب من الضرائب هم الأغلبية. وكان الكشف عن هذه المعلومات فقط تأكيداً للنمط الفاسد الذي يدار به العالم. وربما يلقي بعض الضوء على أسباب التشوهات الدولية والاحتقانات. مكتب المحاماة البنمي هو رابع أكبر مكتب في العالم يتعامل في شركات الأوفشور، فعلينا فقط أن نتخيل حجم الفساد على المستوى العالمي لو تم اختراق المكاتب الكبرى الأخرى، وتم كشف ما بها من أسرار.
خطورة الفساد ليست في الجانب المالي فقط، فهو الجانب الظاهر. فكلما زاد الفساد قلت العدالة، وزادت الفوارق بين الناس، وزادت الحروب، وزاد التعصب، وزاد عدد الفقراء، وانتشر البؤس، وتضاعفت أعداد اللاجئين. فالفساد على أية حال من أبرز أشكال انتهاك كرامة الإنسان.
ردود الفعل في العديد من دول العالم هي التحقيق الجاد في المعلومات، سواء في “إيميلات موناكو” أو “أوراق بنما”.
وحيث إنه ورد في حيثيات “إيميلات موناكو” ذكر شخصية كويتية نافذة لقب بـ”الجبنة الكبيرة”، كان له دور واضح في “التربيط” و”التضبيط” في زمن فات. فهل سنسمع شيئاً عن فتح تحقيق في المسألة، حتى لو على سبيل الهمس؟ أم أن هناك من سيعتبر الحديث عن الفساد عندنا ضاراً بالأمن الوطني، من يدري؟
الرياض ونيودلهي .. الواقع الجيوسياسي
شكلت زيارة ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند أخيرا إلى السعودية للقاء الملك سلمان علامة لافتة أبرزت الكثير من الأسئلة، لا سيما التي تناولتها الأوساط الصحافية السياسية على مستويات عدة في شكل العلاقات بين الهند وباكستان والسعودية وإيران على وجه الخصوص. لماذا هذه الزيارة مهمة؟ وما الذي ستؤول إليه نتائجها؟.. وهل يمكن أن تتحرك هذه العلاقات الثنائية قدما دون باكستان كعجلة ثالثة في المركبة؟.. أما أكثر الأسئلة حيوية فهي التي يمكن تداولها على مستوى الإقليم، هل الزيارة تعني أن الهند تتجاهل علاقاتها مع إيران؟.. متابعة قراءة الرياض ونيودلهي .. الواقع الجيوسياسي
إلى أين تتجه دول المنطقة؟
يعتقد البعض المتفائل ان أوضاع الحروب الأهلية الدامية القائمة في دول مثل العراق وسورية وليبيا واليمن هي أقرب لأحوال بعض دول المنطقة أواخر الثمانينيات عندما آتت الحرب العراقية ـ الإيرانية ثمرها ومثلها الحرب الأهلية اللبنانية، وحان وقت إنهاء الحربين كي تتفرغ الشركات الكبرى لقطف ثمار مرحلة تعمير ما دمّر وحصد المليارات.
***
وضمن هذا السيناريو وبعد ان قدّر الخبراء الاقتصاديون العالميون كلفة إعمار سورية بمئات مليارات الدولارات، ومثلها وأحيانا ضعفها كلفة إعمار الدول العربية الأخرى التي ابتليت بالحروب الأهلية لسنوات طوال لم تبق حجرا على حجر، فقتلت البشر ودمرت المصانع والمزارع والمدن والبيوت، وجب ان يبدأ سعر النفط في الارتفاع التدريجي كي يمكن لدول الخليج ان تموّل كلفة إعمار تلك الدول المليارية أو التريليونية التكلفة كما حدث في الماضي مع العراق ولبنان وغزة.. الخ. متابعة قراءة إلى أين تتجه دول المنطقة؟
احتفالاتنا… أين الإبداع؟
مسرح ممتلئ بالطلاب والطالبات يتراقصون بأزيائهم الملونة على أنغام موسيقى وإيقاعات تكون مكررة في غالب الأحيان وجميلة في مرات قليلة جدا، بكلمات مختلفة وشاشات ضخمة تعرض بعض الصور الغرافيكية أو التاريخية، لينتهي الحفل المكرر باعتلاء كل الطلاب والطالبات خشبة المسرح لأداء الرقصة النهائية وإلقاء التحية على راعي الحفل سمو الأمير.
تكرار مستمر لمدة أربعين عاماً لا أفهم كيف لعاقل أن يتصور بأن هذا التكرار يعني النجاح؟! وهو التكرار نفسه الذي شهدته احتفالات فبراير في الكويت، حيث تم إغلاق شارع الخليج لتمر عربات خشبية كبيرة والجماهير تتابعها من فوق الأرصفة في تكرار واضح لاحتفالات السبعينيات من القرن الماضي.
أنا أعزو هذا الأمر وأعني التكرار الممل لجمود أفكار القائمين على تنظيم تلك الفعاليات، فمن غير المعقول أن يتولى أمور تنظيم فعاليات يفترض أن تكون قائمة على التجديد والإبداع، وتقديم المختلف للجماهير المتعطشة للفرح شخصيات غير مبدعة، فأين يكمن الإعجاز والإبداع في أن يتولى شخص أي شخص إدارة شؤون هذه الاحتفالات إن كانت الميزانية متوافرة، ووزارة التربية متعاونة، والشعراء والملحنون والمطربون متوافرين بكثرة في الكويت، بل قد يكون من أسهل الأمور تنفيذاً طالما الفكرة مازالت مكررة، وهي بالضبط مشابهة لأن يكون لدينا تصميم هندسي لمنزل واحد فقط، ونكلف المقاول في كل مرة بإعادة تنفيذه بلون مختلف فقط، وهو ما يحدث في احتفالاتنا السنوية. متابعة قراءة احتفالاتنا… أين الإبداع؟