احمد الصراف

القذافي وباقر الصدر

لم يعرف تاريخيا عن مرشحي الرئاسة الأميركية إلمامهم بالسياسة الخارجية، وكانت تلك نقطة ضعف غالبيتهم. وبالتالي لم يكن غريبا ما صرح به سيناتور تكساس، ومرشح الرئاسة «تد كروز Ted Cruz» من أن وضع العراق وليبيا في عهد صدام والقذافي كان أفضل بكثير مما هو عليه الآن! وهذا تصريح لا يتسم فقط بالسذاجة، بل بعدم إدراك لحقائق السياسة والتاريخ، والغريب أن الكثير من «كبار محللينا» وجيش من بسطاء مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وابطال القنوات، يرددون الكلام نفسه، غير عابئين او مدركين أنه لولا فترة حكم صدام القذرة والقذافي المشؤومة، وغيرهما من دكتاتوريي المنطقة من دون استثناء، لما وصل حال بلديهما الى ما هو عليه الآن حتما. نعم كان الشرق الأوسط أكثر أمانا «ظاهريا» بوجود القذافي وصدام وغيرهما من الدكتاتوريين، ولكن ماذا عن الظلم الذي كانت ترزح تحته شعوبهم، وماذا عن فقدان الأمن والاطمئنان في قلوب الملايين من مواطنيهم، وماذا عن السجون السرية والتعذيب والاختفاء القسري والمقابر الجماعية، وقص الألسن وجدع الأنوف وفقع عيون المعارضين؟ ألم تؤدِّ تلك الجرائم لما نشاهده الآن من قسوة وقتل وبطش تنكيل ببعضهم بعضا؟ متابعة قراءة القذافي وباقر الصدر