التطرُّف في كل شيء مكروه ومرفوض شرعاً وقانوناً. وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «هلك المتنطعون»! أي المبالغون في الأمور، واليوم مع الأسف نشاهد مظاهر تطرف كثيرة ومتنوعة في عدة مجالات، فالأعمال التي يقوم بها «داعش» من قتل وتدمير وترويع للآمنين، والقتل حسب الهوية، كل هذا تطرف لا يقره شرع، لكن أيضاً من التطرف أن أذكر ذلك وأغضّ الطرف عما تفعله ميليشيات الحشد الشعبي في الفلوجة والأنبار، أو أتجاهل مجازر فيلق بدر وحزب الله في سوريا! كذلك ما تقوم به طالبان من تفجير في الأماكن العامة في باكستان غير مقبول، وغير المقبول كذلك أن أتناسى مجازر الطائرات الأميركية من دون طيار في وزيرستان، هذا هو التطرف في نظرة البعض للأمور بعين علمانية! عندنا بالكويت ضرب التطرف قمته، عندما تم تفجير مسجد الصادق، وتكرر المشهد في مساجد نجران، ولكن بعيون طائفية! ومن مظاهر التطرف المكروهة نشر صورة الشاب الذي رسم صورة مسلم البراك على بعض المرافق، وإظهاره في نشرة الأخبار الرسمية كمجرم متطرف، بينما لم نشاهد ولا صورة لمجرمي خلية العبدلي، الذين خزنوا أسلحة كافية لتدمير البلد بمن فيها، وثبت للمحكمة تبعيتهم لإحدى الدول المجاورة! لذلك من أراد أن يتحدث عن التطرف، فلا يتطرف في تفكيره وقلمه، ويظهره لنا وكأنه من لون واحد ومصدر واحد، فمن ذهب ضحية الإرهاب في الرمادي والموصل والفلوجة وحماة وحمص وحلب أكثر أضعاف المرات ممن قُتل في إيران وما جاورها، وكله إرهاب مرفوض، لكن ان يتم طرح الموضوع بهذه النظرة الطائفية فهذا تطرف وتأجيج لمشاعر الكره، التي تؤدي إلى تطرف أكثر خطورة! فاليوم تتحدث مصادر محاكم نيويورك في تحقيقاتها للراعين لأحداث سبتمبر 2001، أن ايران دولة راعية للارهاب(!) يعني أصبح للارهاب دول ترعاه! فلا نشغل القراء بأحداث فردية مثل العريمان وغيره، ونسكت عن الداعم الحقيقي للمنظمات الارهابية! ولعلنا لم ننسَ حتى الآن اتهام كلينتون لأوباما من أنه من أوجد «داعش»! يعني أميركا تتهم ايران برعاية العمليات الارهابية، وكلينتون تتهم أميركا بدعم «داعش»(!) اللهم اشغل الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بين أيديهم سالمين!
تركيا.. دولة تنتقل كل يوم من نجاح إلى آخر، ومع هذا يأتي من أعمته النظرة العلمانية المتطرفة ليتحدث عن تخلف تركيا قبل ستمئة سنة!
***
أشكر الدكتور المبدع سامي الربيعة، الذي ساهم -بعد الله عز وجل- في شفاء حرمنا المصون، والذي أكد كفاءة الشباب الكويتي والوطني في مجال الطب.