في 8/7/1940 نشر أول عالم ذرة عربي وهو د.إسماعيل أدهم دراسة في العدد 366 من مجلة الرسالة تحدث فيه بالتفصيل عن دراساته ونظرياته في مجال الذرة، وخلال أيام قليلة وجدت جثته طافية على ساحل الإسكندرية وقيل إنه انتحر بينما يعتقد أن هناك من نحره ليمنع انضمامه لجيش رومل حيث كان يفترض أن يتم نقله إلى برلين لينضم للعلماء الألمان الذين كانوا في سباق مع العلماء الأميركان ومشروعهم «مانهاتن» لصنع القنابل النووية.
***
في الستينيات حاول الرئيس جمال عبدالناصر استغلال وجود جمع من علماء الصواريخ الألمان لبدء مشروع نووي في الضبعة بمرسى مطروح وتم إنشاء قسم الهندسة الذرية في جامعة الإسكندرية، إلا أن المشروع توقف بعد هجرة العلماء الألمان نظرا لتكرار العمليات الإرهابية ضدهم إضافة إلى معارضة الاتحاد السوفييتي، وفي السبعينيات تقدمت جامعة الإسكندرية بطلب إنشاء 7 محطات نووية إلا أن المشروع تم إيقافه كذلك بضغوط خارجية ولعدم وجود رغبة تصادمية للرئيس مبارك مع المجتمع الدولي ووكالة الطاقة النووية ويمكن تصور كمّ النفط والغاز الذي كان بالإمكان توفيره خلال النصف قرن الماضي لو دخلت دول المنطقة العصر النووي مبكرا.
***
هناك مشروعات طموحة حالية لدخول عصر الذرة يتقدمها مشروع دولة الإمارات العربية المتحدة السبّاقة في بحوث الطاقات البديلة والمكملة كالطاقة الشمسية والهوائية وقد بدأت السعودية ومصر في التفكير الجدي للاستخدام السلمي للمفاعلات النووية كوسيلة لدعم عمليات التنمية ولتوفير الثروات النفطية الناضبة وترشيد استخدامها.
***
آخر محطة: 1 ـ تقدمت صناعة المفاعلات النووية بشكل كبير بحيث لم يعد أحد يسمع بأي حوادث أو ضحايا لتلك المفاعلات منذ حادثة مفاعل تشرنوبل شمال أوكرانيا عام 86 19 والذي ذهب ضحيته 36 شخصا، ولنا أن نحسب عدد ضحايا السيارات أو القطارات أو الأخطاء الطبية.. إلخ منذ ذلك التاريخ!
2 ـ في عام 1975 اشترى الرئيس العراقي أحمد حسن البكر مفاعلين نوويين من فرنسا وتم تركيبهما في بغداد، وخلال أشهر قليلة من تسلم صدام الحكم في يوليو 79 19 قامت مخابرات تعلم بتحركات د.يحيى المشد السرية وهو المسؤول عن المشروع النووي العراقي باغتياله في غرفته بفرنسا في يونيو 1980 وقيل ان المخابرات الإسرائيلية هي من قامت بذلك العمل رغم أنها لم تقر بذلك الاغتيال قط (من يقول إن الاغتيال لم تقم به مخابرات صدام كما اعتادت لاحقا قتل المصريين؟!) وفي يونيو 81 19 ورغم أن عراق صدام حسين كان في حرب شاملة مع إيران مما يفترض ألا يحلق حتى عصفور صغير فوق العراق دون أن تكتشفه الرادارات وتتصدى له الطائرات والمضادات العراقية، آنذاك حلقت أسراب كاملة من طائرات F16 وF15 الإسرائيلية فوق بغداد ودمرت بالكامل المفاعلات النووية العراقية وعادت سعيدة مرحة لقواعدها سالمة غانمة ورغم التهديد والوعيد لم ينتقم صدام لذلك العمل الذي قيل إنه دعاية سوداء لرفع شأنه وتعظيم أمره، كما لم يحاول أن يبني مفاعلا بديلا عنه.