تساءل الكثيرون من أبناء الخليج وغيرهم عن الاعلان المفاجئ لتوقف عمليات عاصفة الحزم وانعكاس ذلك على معنويات الناس ونفسياتهم في الخليج، وبقدر الاحباط الذي أصاب الشعوب الخليجية المخلصة لخليجها، تهلهلت أسارير الدخلاء على النسيج الاجتماعي الخليجي وتباشروا خيرا فيما بينهم، لكن سرعان ما أراد الله ان يخزيهم ويردهم خائبين، عاد نسور الجو الخليجي في ضرب مواقع الفتنة والضلال التابعة للحوثي وحليفه علي عبدالله صالح!
لقد جلست أياما – كما جلس غيري – أفكر بالذي حدث! هل هو اتفاق؟ لكن اتفاق مع من؟! أم هو وضع حد لنهاية المشوار؟! وكيف نفسر عودة القصف الجوي من جديد؟
هل لما حدث علاقة بالاتفاق النووي بين ايران والشيطان الاكبر؟!
أجد تفسيراً منطقياً لما حدث عندما أفترض وجود ضغط أميركي على دول مجلس التعاون لوقف العاصفة، لكنه ضغط مصحوب بوعد! ولعل أميركا أرادت تطبيق أحد بنود الاتفاق النووي بالسعي لايقاف الحرب على اليمن، تطميناً لايران واظهارا مبكرا لحسن النوايا، ويبدو ان الطلب الاميركي لدول الخليج كان صارماً لدرجة تحملهم للحرج الذي سيسببه تجاهل دعوة الحرس الوطني السعودي الى المشاركة في المعركة! لكن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فمنذ اليوم الاول لوقف الحملة تكشف ضعف التعهد الاميركي وسقوطه منذ اللحظة الاولى، حيث لم يلتزم ممثل ايران في اليمن بوعده، والذي على ضوئه تعهدت ايران للشيطان الاكبر، لذلك اطلقت على هذه اللحظة في احدى تغريداتي بالخلل الفني الذي ألغى الاتفاق من أساسه وعادت عاصفة الحزم من جديد، لكن تحت مسمى جديد اعادة الامل تفادياً للربط وتحاشياً للتأويلات المحرجة!
اليوم يعيش مؤيدو التمدد الايراني في المنطقة أسوأ أيامهم! فعاصفة الحزم عادت أقوى مما كانت، وبدلاً من توقفها اذا بالحديث اليوم عن شمول نطاق عملياتها للأجواء السورية لانهاء الكابوس الذي يعيشه الشعب السوري منذ سنوات، تزامناً مع الانتصارات التي يحققها المجاهدون السوريون على الارض، وبانتظار سقوط اللاذقية وطرطوس باذن الله قريبا في يد المجاهدين واعادتها الى الشعب السوري العربي الأصيل!
بعد تسلسل الاحداث الاخيرة أصبح لزاماً على الحكومات في دول مجلس التعاون أن تعيد النظر في سياستها تجاه التيار الاسلامي السني في المنطقة، سواء الممثل في جماعة الاخوان المسلمين أو غيرهم! فقد أثبت هذا التيار أنه هو التيار الوفي والمخلص للخليج وأهله وانه هو التيار الذي يعتمد عليه في الشدائد خاصة في المواقف التي تحتاج مفاصلة!
كما تبين أيضاً ان دولة مثل تركيا لا يمكن الاستغناء عن دعمها السياسي والاقتصادي والعسكري، فالقواسم المشتركة معها كثيرة في الاهداف والمصالح، لذلك لابد من تفعيل الحلف السياسي والعسكري معها، وسيقوم أذناب الاستعمار الفكري الغربي أو الايراني بتشويه الدور التركي لابعاده عن دول الخليج حتى تتفرد ايران وحليفتها الجديدة المسماة بالشيطان الاكبر بالاستحواذ على مقدرات دول الخليج الصغيرة والتفرد بها!
وجهة نظر.. ان أصبت فمن الله وان أخطأت فمن نفسي والشيطان.
تملق أخواني لأموال الحكومات