بعد ان قتلوا فينا الحماسة للوحدة الخليجية، وحرمونا من ان نرى خليجنا واحدا وشعبنا واحدا، ها هم اليوم يسعون جاهدين الى تحطيم مشاعرنا القومية وانتماءاتنا العروبية، حتى اصبح مفهوم الوطن العربي الكبير حلما يستحيل ان يكون حقيقة، اقول هذا بعد ان تجاوزنا بفضل الله، ثم بحنكة سمو الامير اختبار مؤتمر القمة! الذي سعى البعض الى إفشاله منذ اللحظة الاولى، عندما خفض مستوى تمثيله الى درجة وزير! مع انه من الاشقاء الخليجيين، الذين يفترض فيهم ان يبادروا الى انجاح المؤتمر قبل غيرهم! وكأننا في مخيم لمراكز الشباب نوصل رسائلنا من خلال مواقفنا! ولقد ذكرت في مقالة سابقة لي ان مجلس التعاون الخليجي انتهى بعد حادثة سحب السفراء، وها هي الدول الشقيقة تطلق رصاصة الرحمة عليه من خلال مستوى تمثيلها المنخفض في القمة! وستثبت الايام القادمة انه حتى التعاون، وليس الاتحاد اصبح من سابع المستحيلات؟! ان المحزن والمفجع في الوقت نفسه ان الدول التي سعت إلى انهاء الوحدة الخليجية ها هي اليوم تسعى لتدمير التضامن العربي من خلال تدبير الانقلابات الدموية في بعض دولنا العربية، ودعم انظمة استبدادية تسلطية، كي تستمر في حكم شعوبها بالحديد والنار، ومن المتوقع ان نرى جامعة الدول العربية في الايام القادمة تغلق ابوابها، وتحيل موظفيها على المعاش!
***
مازال البعض يكتب من دون مراعاة لعقلية القارئ، او احترام لوعيه وادراكه للامور؟! فتجده يكتب مطالبا الدولة بمعاقبة كل من يقاتل نظام بشار، او يدعم من يقاتله، ويسمي هذا ارهابا! وتناسى هؤلاء ان سياسة الدولة ضد بقاء نظام الاسد، وانها لا تعترف به، بدليل انها لم تدعه للقمة العربية الاخيرة! بل ان العالم كله لم يعد يعترف به كممثل للشعب السوري باستثناء النظام العراقي وايران وحكومة جنوب لبنان! فالعالم كله يشاهد يوميا ارهاب النظام السوري، الذي يقاتل معه متطوعون من ايران والعراق ولبنان، وكان الاحرى بمن يكتب منتقدا تطوع المجاهدين مع الثوار السوريين في قتال بشار ان يعترض كذلك على تطوع الآخرين من الدول الاخرى مع النظام الدموي الذي يقتل شعبه كل يوم بالبراميل المتفجرة! فأيهما اولى بالوصف بالارهاب من يقاتل نظاماً اجمعت الامة على سلوكه الارهابي وقتله المستمر لابناء شعبه، ام من يقاتل مع الشعب ضد هذا النظام؟!
ان استمرار نعت الثوار السوريين ومن ناصرهم من المجاهدين بالارهابيين والسكوت عن الطرف الآخر لهو استمرار في الاستخفاف بعقول القراء! اما ظاهرة «داعش» الارهابية فهي صنيعة الاستخبارات المرتبطة باحدى الدول لتشويه الثورة السورية وابطالها، وافتضح امرهم عندما بدؤوا يمارسون اساليب في القتل لا تمت الى الاسلام بصلة ولا يقبل بها عاقل!
***
استقالة الشيخ عجيل النشمي من لجنة الافتاء في بيت التمويل بسبب توجيهات اميركية كما يتردد، تفتح الباب على مصراعيه لمناقشة قدرة الحكومات العربية على مواجهة السياسات الاميركية في المنطقة! فليس من المقبول ان يتهم شخص بمكانة الشيخ النشمي بالارهاب، بسبب وجوده في يوم ما بديوانية كانت تجمع تبرعات للشعب السوري!
ويستمر مسلسل النعت الكاذب بالارهاب مع الشيخ الدكتور نايف العجمي وزير العدل والاوقاف بالكويت، وذلك بسبب دعمه للشعب السوري المظلوم والمشرد في الدول المجاورة، ويبدو ان للتقارب الاميركي الايراني ثمنا باهظا على الشعوب المغلوبة في الارض، ولعل هذا ما يفسر هذه الاحداث التي نشاهدها كل يوم، ولا نجد لها منطقا حسب عقولنا!