ابتداء أؤكد احترامنا للمملكة العربية السعودية ولارادتها في اتخاذ القرارات التي تتناسب مع مصالحها العليا، وأكرر ما أكده المهندس محمد العليم، الامين العام للحركة الدستورية الاسلامية، من رفضنا لجميع الاعمال الارهابية التي تعرضت لها المملكة الشقيقة، حيث اننا نعتبر المملكة امتدادا للكويت حكومةً وشعباً، وان مصيرنا واحد لا محالة في خضم هذه الاحداث المتسارعة في المنطقة! لكن هذا لا يمنع ان نتحاور مع الاشقاء في ما يجول في خواطرنا من استفهامات تبحث لها عن فهم!
لو سألنا الاشقاء في المملكة عن الجرائم الارهابية التي ثبت لهم تورط جماعة الاخوان المسلمين فيها، ماذا تراهم قائلين؟!
نعلم جيدا ان المملكة تعرضت منذ الحرب على الارهاب في مطلع هذا القرن الى عدة عمليات ارهابية، راح ضحيتها عدد غير قليل من الشهداء، وروّع بسببها الآمنون، وتعرض الأمن الوطني للمملكة الى التهديد، وكذلك نعلم جيداً ان الاجهزة الامنية أعلنت القبض على العديد من مرتكبي هذه الجرائم، ونشرت أسماءهم في وسائل الاعلام، ونفذت فيهم حكم الشرع، والسؤال الذي يتبادر للذهن هو: كم نفذ الاخوان المسلمون من هذه الجرائم؟! وكم عدد الذين تم القبض عليهم من بين المتورطين من أعضاء الجماعة؟! أسئلة نحتاج الى معرفة الاجابة عنها حتى نتمكن من فهم أبعاد قرار الاشقاء في المملكة من اعتبار جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية!
قد يقول قائل ان الامر مرتبط بقرار الحكومة المصرية المؤقتة، من ان الجماعة ارهابية، ولذلك تم الاخذ بهذا القرار من باب التكامل والتنسيق بين الحكومتين في كل من القاهرة والرياض! ولكن هذا الكلام مردود عليه، فجماعة الاخوان المسلمين كما يعرف الجميع، وكما أكد ذلك الناطق باسم الحكومة البريطانية، هي مظلة للعديد من التنظيمات الاقليمية في عدد من الدول، التي تختلف في اولوياتها واسلوب عملها من بلد الى آخر! كما ان الدولة التي تمنح الراقصة فيها لقب الأم المثالية في تظاهرة تدل على انقلاب الموازين لدى مؤسساتها، التي تستنبط منها قراراتها، تؤكد ان التقييم والتحكيم فيها مؤسسان على معايير خاطئة، فكيف يتم التنسيق والتكامل مع نظام تعتبر الموازين فيه مختلة، والاحكام تصدر وفقاً للهوى وليس وفقاً للادلة القطعية والمعطيات الثابتة؟!
على العموم نتمنى ان تسود الحكمة والمنطق قرارات دول ما كان يسمى مجلس التعاون الخليجي، خصوصا بعد ان اعلن مسؤول امني رفيع المستوى في دولة الامارات العربية الشقيقة رغبته في ايجاد منظومة جديدة تكون الكويت خارج اطارها!
مؤتمر القمة العربي يعقد في ظروف استثنائية، واعتقد ان انعقاده بحد ذاته تحدٍّ للدول الجادة والصادقة في تحقيق التضامن العربي، ولذلك سيكون تمثيل الدول مؤشراً على مدى هذه الجدية، ونسأل الله ان يعين سمو الشيخ صباح الاحمد امير البلاد على تخطي هذه المحنة، حيث ان جميع المخلصين يتمنون لسموه التوفيق والسداد في قيادة هذه القمة الى بر الامان، خصوصا في غياب رموز من القيادات الفاسدة التي اسقطتها شعوبها، والتي كانت دائما تتسبب في عرقلة مسيرة هذا التضامن المنشود، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل ستظهر اليوم قيادات جديدة تقوم بهذا الدور النشاز؟!