يعتبر جورج كليمنصو الفيزيائي والطبيب والسياسي الفرنسي المعروف، الذي ولد قبل 167 عاما في قرية صغيرة، من اهم شخصيات فرنسا في العصر الحديث، فهو الذي قاد بلاده إلى النصر في الحرب العالمية الاولى.
كما تعتبر جامعة جون هوبكنز الاميركية واحدة من ارقى الجامعات واكثرها تقدما، وبالذات في المجال الطبي.
في محاولة للاستفادة القصوى من اسم الطرفين، قامت مجموعة من المستثمرين الاجانب، من اطباء وممولين، بتأسيس مستشفى باسم كليمنصو جون هوبكنز.
قبل سنتين تقريبا قادني سوء الحظ، وبناء على نصحية صديق، إلى ذلك المستشفى بغية اجراء مجموعة من الفحوصات الطبية الروتينية. تبين بعد الانتهاء منها ان ادارة المستشفى تطالبنا بالمبيت فيه «قسرا» لليوم التالي بانتظار النتائج.
رفضنا ذلك لتنافيه مع المنطق، فنحن لم ندخل المستشفى الا لاجراء فحوص دورية روتينية، والامر بالتالي لم يتطلب النوم فيه. امام اصرارنا وافقوا على طلبنا وطالبوا بدفع كامل المصاريف، التي تبين انها بلغت اكثر من 15 الف دولار لكل واحد منا (!!) وانهم سوف لن يسمحوا لنا بالخروج ان لم ندفع المبلغ، علما بأنهم قاموا اساسا بتحصيل مبلغ خمسة آلاف دولار من حساب صديقي وما يماثل ذلك تقريبا من حسابي!!
بعد جدال ونقاش طويلين مع صراف المستشفى، وبعد رفض اي من مسؤولي المستشفى التحدث معنا، وبعد التغيير والتلاعب الواضحين في فواتير وكشوف الفحص المالية وبعد التهديد باللجوء إلى القضاء، تم قبول الافراج عنا مقابل دفع مبلغ 9000 دولار مقابل فحوص روتينية لا يتكلف اجراؤها في اي مستشفى آخر اكثر من 2000 دولار!!
قمنا في اليوم التالي باجراء عدة اتصالات مع جمعيات مهنية واتحادات طبية، فتبين ان الموضوع معروف لهم، ولكن وضع لبنان في ذلك الوقت، وربما لا يزال لم يكن يسمح لهم بفعل شيء.
قمنا بالكتابة عن الموضوع في حينه، كما قمنا برفع دعوى على المستشفى، ولكن بعد تدخل جهات صديقة في الموضوع أسقطنا دعوانا ضد المستشفى الذي قام بارسال رسالة اعتذار لنا!!
بعد سنتين من ذلك التاريخ، وبتأكيد من الطرف الذي قام باصلاح الحال بيننا، قمنا بمراجعة المستشفى نفسه مرة ثانية، ومع الاسف الشديد تعرضنا لعملية استغلال ثانية، ولكن هذه المرة لم تكلفنا ماديا الكثير على الرغم من كم الآلام الشديدة الذي صاحب عملية الفحص، والذي تبين لاحقا للمختصين غرابة ما حدث معنا، كما تبين ان من قام بها لم يقم بذلك بناء على تحويل طبي او توصية كتابية من طبيب مختص بل من تلقاء نفسه مما يشكل مخالفة طبية خطيرة!!
آلامنا نسيناها، واموالنا كسبنا غيرها، واصبحت القضية بالنسبة لنا جزءا من التاريخ ولن تطأ أقدامنا مدخل ذلك المستشفى مرة اخرى، ولكننا نكتب لنحذر وزارة الصحة، ادارة العلاج بالخارج، من خطورة ارسال مرضى كويتيين إلى ذلك المستشفى، وضرورة التيقن من عدم تعرض الموجود منهم فيه للاستغلال عن طريق اعطائهم ما لا حاجة لهم به من علاج ودواء وتحقيق اقصى الارباح من وراء ذلك، فمن اجل «شوية مصاري» لم تتردد ادارته عن تمريغ سمعة كليمنصو وجون هوبكنز والسمعة الطبية للبنان في التراب.
مستندات الحالتين موجودة لدينا لمن يود الاطلاع عليها، وسنكتب لادارة مستشفى جون هوبكنز بهذا الخصوص.
* * *
ملاحظة:
موقف الحكومة الكويتية من قرار المحكمة الجنائية الدولية توجيه الاتهام لعمر البشير لم يكن سيئاً فقط بل ومخجلا أيضاً، فقد كان حرياً بها إما التزام الصمت إزاء القرار، كما فعلت دول كثيرة، أو تأييد قرار الشرعية الدولية الذي سبق ان كان لما يماثلها الفضل الأكبر في تضافر جهود أكثر من 34 دولة عام 1990 في تحررنا من الاحتلال الصدامي.
ونتمنى أن يلقى المجرم رودوفان كاراديتش الحكم الذي تستحقه أفعاله أمام المحكمة الدولية.
أحمد الصراف
[email protected]