لا شيء يدعو للغضب هذه المرة. قائمة متفوقي الثانوية العامة خلت من الكويتيين والكويتيات باستثناء طالبة واحدة كانت كالابتسامة في الكويت… يخزي العين.
النائب عادل الصرعاوي الذي تقمص شخصية مقاتل الساموراي وراح يشن الغارة تلو الغارة على وزير التربية السابق انتصارا، أو قل انتقاما وحمية، لنورية الصبيح، ابنة منطقته، نبحث عنه الآن فلا نجده. قيل بأنه ذاب فجرفته المياه، وقيل بل هاجر إلى الهند وشوهد هناك يركب الأفيال. وما الذي يمنعه من الهجرة طالما أن الأمن مستتب ومقاليد الوزارة في يد نورية الصبيح؟ حتى ولو كانت السيدة الوزيرة لا تجيد سوى تبديل كراسي القياديين.
قبل يومين أطلت علينا معالي الوزيرة عبر شباك الصحافة تزف لنا البشائر: «نسبة النجاح هذه السنة ارتفعت عن السابق»، وجاء الخبر الآخر في أسفل الصفحة: «كويتية واحدة فقط من بين العشرين الفائقين». ولم يعقب أحد من نوابنا، لا بخير ولا بشر. صكتم بكتم. وكأن الخبر بوزن «موت ذبابة». بل ولم يستفسر أحد حول أي من الخبرين: هل تعمدت الوزارة تسهيل الامتحانات، وهي طريقة غير شريفة للتدليل على تطور التعليم؟ هل زار حاتم الطائي لجنة التصحيح، وهو ما بلغنا؟ أم ارتفعت نسبة ذكاء واهتمام الطلبة وأولياء أمورهم؟ بالتأكيد هناك سبب أدى إلى هذا الارتفاع، لكن ما هو؟ وما سبب تفوق طالبة كويتية واحدة فقط، ونحن نلعب على أرضنا وأمام جماهيرنا؟ ولماذا جلس التعليم الحكومي على ركبتيه رث الثياب يبكي وهو يشاهد موكب التعليم الخاص يمر من أمامه مرتديا الأوسمة؟ لماذات كثيرة تتقافز هنا وهناك… لكن هذا كله ليس مهما، فالأمن مستتب والأفيال ممتعة.
شكرا عادل الصرعاوي، وإن كان هناك ما يستدعي الغضب فليكن خارج أسوار وزارة التربية والتعليم العالي، حبذا لو كان في وزارة الشؤون أو الطاقة أو العدل والأوقاف أو الصحة! أي من هذه الوزارات لو سقط فيها مسمار على الأرض فهو أمر يستحق بيع الأفيال في سوق الأثاث المستعمل والعودة بسرعة إلى منصة الاستجواب.
ولو بحثنا على الضفة الأخرى من النهر عن النائب جابر المحيلبي الذي شغل مركز الظهير القشاش وحمل القميص رقم أربعة في استجواب الوزيرة تأييدا لزميله وابن عمه، أو بالأصح ابن عمه وزميله، الدكتور سعد الشريع لما وجدناه هو الآخر. فتواجده في الاستجواب يومها كان مثل التجنيد الإجباري، أمر لا فكاك منه. قيل بأنه في الهند هو الآخر يراقص ثعبان الكوبرا… ولن يعود إلى الكويت إلا لتوزيع الهبات والأموال على الناخبين أو أي اقتراح يتجمهر حوله المارة كتأجيل الدراسة إلى ما بعد رمضان، مثلا.
«ما كاين باس» على رأي المغاربة، فالموضوع لا يعدو كونه تعليما منهارا، فقط. وسيبقى الوضع على ما هو عليه، وستستمر الوزيرة في كفاحها المسلح لتحقيق هدفها الأسمى وهو تعيين تماضر السديراوي وكيلة للوزارة.
***
يبدو أن انقطاع الكهرباء في الكويت مثل مرض الإيدز لا يمكن علاجه جذريا، لذا سأتقدم باقتراح ترقيعي علّه ينفع، وإن كنت مسبوقا عليه فلا ضير على الطير… ماذا لو استثنت وزارة الطاقة المستشفيات وقامت بقطع التيار الكهربائي عن البنوك والوزارات والمؤسسات الحكومية وكبريات الشركات والجمعيات التعاونية لتجبرها على شراء مولدات كهربائية، كون هذه المؤسسات مقتدرة ماديا، وبالتالي تنخفض الأحمال فلا تتعرض منازل المواطنين للانقطاع… ماذا لو؟