حسن الهداد

كرهتونا بكذبة «الإصلاح»!

مصطلح «الإصلاح» كثيرا ما نسمع به في ساحتنا السياسية حتى ظننا أن المواطن اصبح مثاليا في توجهه السياسي ورفيقا للإصلاح من أجل المصلحة العامة وهذه خطوة إيجابية ولكن هل هي حقيقة أم مجرد كذبة؟!

٭ الجواب: واضح من اختيارات المواطن في مخرجاته الانتخابات سواء كانت في مجلس الأمة أو البلدي أو الأندية أو الجمعيات التعاونية أو النقابات أو جمعيات النفع العام. ولكم الحكم.

٭ أمثلة على ذلك.. عندما تذهب إلى ندوة نجد كلمة الإصلاح تتكرر كل دقيقة في الخطاب السياسي وبعد فترة من الزمن تجد صاحب الخطاب الإصلاحي يتم تعيينه مسؤولا كبيرا في جهة حكومية وكل ما كان ينادي به من إصلاح هو أنه كان فقيرا واصبح ثريا أو كان ثريا وزاد ثراء بقدرة إصلاحه الذي ادعاه!

٭ وعندما تذهب إلى بعض دواوين أهل الثراء أيضا نجد كلمة الإصلاح تتكرر من أغلبية الرواد خاصة إذا كان الحديث عن الشأن السياسي وبعد الانتهاء من الجلسة المثالية يعودون إلى سيرتهم الأولى يبحثون ويتساءلون عن إمكانية دعم مرشحين لمجلس الأمة لتخليص معاملاتهم التجارية وتسهيل طريق ترسية المناقصات الحكومية لهم.

٭ وعندما نتناقش في وسائل التواصل الاجتماعي نجد بعضهم مستذبح على المناداة بالإصلاح حتى أنهم يجعلونك تشعر وكأنك تعيش بين المجتمع السويدي، ولكن فجأة تجد المصلحين يصفون بخط الدفاع الأول في جبهة الفاسدين ويدافعون عنهم بشراسة، السؤال هنا ماذا تغير وما هو الثمن؟!

٭ وعندما تذهب لزيارة بعض الأصدقاء نجدهم يستنكرون الفساد ويطالبون بالإصلاح لتطوير البلد بكل النواحي، وأثناء الانتخابات تجدهم مناديب لمرشح فاسد يروجون لنجاحه من أجل منصبا في جهة حكومية.. فأين إصلاحكم؟!.

٭ وعندما تسافر وتجلس في لوبي الفندق تجد عددا من المواطنين يتبادلون الحديث عن الإصلاح وضرورة محاربة الفاسدين، وبعد ذلك يتحول الحديث الى التفاخر بتوقيع معاملات العلاج بالخارج – السياحي تحت عنوان «والله مافيني إلا العافية بس جاي سياحة مع الربع»!

٭ وعندما تسمع البعض ينادون بضرورة مقاطعة الانتخابات على اعتبار ان هذه المجالس ليست شرعية بمنظورهم، لكن أثناء الانتخابات تجد اتصالاتهم تنهال عليك يطالبونك تعطي صوتك الانتخابي لقريبهم !

٭ وعندما يصبح الحديث عن تدهور الجهات الحكومية تجدهم يتحدثون عن فساد المسؤولين في تلك الجهات، وتفاجأ أنهم يدامون يوما من كل شهر ويطالبون بالامتياز والمنصب!

والخافي اعظم للأسف فعن أي إصلاح تتحدثون يا بشر؟ وهل اصبح الكذب باسم الإصلاح من العادات والتقاليد؟!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

حسن الهداد

كاتب صحفي حاصل على درجة الماجستير بالاعلام والعلاقات العامة
twitter: @kuw_sky

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *