هل أصبحنا في الكويت كالقطة التي تأكل ابناءها حتى تصبح ذات يوم فلا تجد ما تأكله؟! 95% من مواردنا المالية تأتي عن طريق بيع النفط للخارج والعيش من تدفقاته النقدية، لذا كان مستغربا ان نمر مرور الكرام على تصريح وزير الطاقة بأن زيادة القدرة الكهربائية ستعني استهلاك 900 الف برميل نفط يوميا (50% من الانتاج) لتوليد طاقة كهربائية تكلف الوحدة منها 37 فلسا وتباع محليا بفلسين لمن يود ان يدفع حيث ان القضية اختيارية بالمطلق.
لقد جف حبر قلمنا ونحن نشير لحقيقة ان الترشيد لن يؤتي ثمره ما دام الانسان لا يدفع مقدار استهلاكه من الكهرباء والماء بسبب العدادات القديمة ومن ثم «تقدير» كم الاستهلاك، لقد اصبحنا بسبب التسيب الاكثر استهلاكا في العالم للماء والكهرباء رغم أننا لا نملك الانهار (عدا أنهار غسيل السيارات صباحا) ولا تتساقط علينا الامطار، كما ان كهرباءنا تنتج من شريان حياتنا الوحيد، ونعني النفط.
سعدنا بلقاء عضو المجلس البلدي م.هشام البغلي مع مسؤولي المرور لوضع حل لاختناقات الدائري الرابع، وسنكرر الحل الذي طرحناه في اكثر من مقال والذي سيقضي على 70% من تلك الاختناقات دون دفع فلس واحد، وهذه نقطة الضعف الوحيدة في المقترح، الحل يتلخص في اعادة الدائري الثالث لوضعه السابق عند بدء انشائه، أي ازالة الاشارات المرورية منه حتى يكون الطريق الموازي والبديل للدائري الرابع، فيتحمل 50% من الحركة المتجهة من الشويخ الصناعية وما خلفها لحولي والنقرة والشعب البحري والسالمية، ثم يجب زيادة السرعة على الطريقين الثالث والرابع الى 100كم/ساعة (80 كم فوق الجسور فقط) وهو أمر كفيل بتخفيف الزحام بمقدار 20% طبقا للعلاقة المعروفة بين السرعة والمسافة والزمن، فاذا ما جمعنا الاثنين وصلنا للرقم المذكور اول الفقرة ودون كلفة مالية.
تهديدات ايران بإغلاق مضيق هرمز تفيدها وتفيدنا كونها تتسبب برفع اسعار البترول المتنازلة هذه الايام، اما من الناحية الواقعية فلا يمكن لايران ان تغلق المضيق الا سويعات قليلة بالصواريخ او القوارب السريعة قبل ان يتم تدميرها، فاتساع المضيق الذي يقارب 50 كم يمنع اغلاقه عبر اغراق البواخر المحملة بالاسمنت فيه كما كان يحدث مع قناة السويس التي لا يزيد عرضها على 190 مترا.
جاء في مذكرات الكولونيل ديكسون التي تنشرها الزميلة «الشاهد» في عدد امس ان الشيخ مطلق السور كان الساعد الايمن للشيخ فيصل الدويش عام 1920 وكان الاكثر تعصبا في قومه، يقول ديكسون ان الشيخ مطلق السور اخبره انه ترك الاخوان ولجأ للعراق والكويت بعد ان لاحظ ان قائدهم ومفتيهم كانا يعدان الشباب المتحمس بحور العين ومساكن من فضة وذهب ثم يجلسان ابان المعارك في الخلف مع النساء بينما يتساقط الشباب المتحمس قتلى بالمئات.
يقول الشيخ مطلق انه سألهما لماذا لا يبديان حماسا للقاء حور العين اللاتي يكثران الحديث عنهن ومن ثم يتصدران المعارك؟! فغضبا عليه وحذراه من قطع رأسه ان عاد لتكرار مثل تلك السيرة، حقيقة لماذا لا يسأل الشباب المغرر بهم هذه الايام محرضيهم نفس سؤال الشيخ مطلق السور لمحرضيه قبل 90 عاما؟!
آخر محطة:
العزاء الحار لآل القناعات الكرام بفقيدهم المرحوم سامي البدر، للفقيد الرحمة والمغفرة، ولأهله وذويه الصبر والسلوان.