سامي النصف

اعتذر جعجع فمتى يعتذر عون؟

بئر نفط لبنان الشقيق هي السياحة، وأعتقد ان على وزارة السياحة هناك استغلال حلول شهر رمضان المبارك خلال الاعوام المقبلة في اشهر الصيف ومواسم الاجازات لتسويق لبنان كأمثل وأفضل مركز سياحي لقضاء الاجازة الرمضانية، حيث برودة الطقس واعتدال ساعة الافطار – بعكس اوروبا – اضافة الى توافر المساجد والاجواء الرمضانية فيه.

وتبقى السياحة الخليجية والعربية والاسلامية للبنان محدودة مقارنة بالسياحة الدولية للقادمين من اميركا واوروبا والصين واليابان ودول شرق آسيا.. الخ، لذا يجب التقيد بمقترح ازالة صور الزعامات والقيادات من بيروت الكبرى على ان تتبعها بقية المناطق، خاصة ضمن المناطق المحيطة بالمطار، حيث يصعب على الاجانب تقبل الاصطياف في بلد يظهر نفسه، ومنذ الوهلة الاولى، على أنه في حالة اصطفاف مع الدول المتشددة في المنطقة، او يحاول الايحاء بأن الدولة اللبنانية لا وجود لها حال مغادرة المطار.

واشتريت خلال زيارتي للبنان شريطا أنتجته محطة «O.T.V» التابعة للجنرال عون، يباع في كل مكان، عن مجزرة «اهدن»، تم خلاله استضافة اهالي الضحايا وإلقاء اللوم في تلك المذبحة الرهيبة على القيادي د.جعجع، كما تم لومه ايضا على عملية اغتيال الرئيس رشيد كرامي وفي كلتا الجريمتين لا يمكن لأحد الا ان يتعاطف مع الاهالي ويلقي باللائمة على الفاعلين متى ما ثبتت الجرائم عليهم بالأدلة والقرائن.

وقد أنتجت احدى الشركات الاجنبية عام 2000 برنامجا وثائقيا محايدا عن «حرب لبنان» غطّى، عبر مئات المقابلات مع مختلف الاطراف، احداثها منذ بدئها حتى انتهائها وصدر على شكل اشرطة ممغنطة، ومما اتى ضمن تلك اللقاءات مقابلة مع الجنرال عون اقر فيها بأنه، كقائد للجيش، قد رسم خطة اجتياح مخيم تل الزعتر الذي انتهى كما هو معروف بمذابح فظيعة طالت المئات من النساء والاطفال، والمخطط للشيء كفاعله.

كما اعادت تلك الاشرطة للأذهان ذكرى احداث الثمانينيات عندما قام الجنرال عون بشن «حرب الإلغاء» على بيروت الشرقية وما نتج عنها من ضحايا تجاوزوا المئات، كما أظهرت الاشرطة الوثائقية ان حرب الجنرال على السوريين التي ورط الجيش اللبناني فيها لم تكن على الاطلاق حربا بدوافع وطنية بل كانت بالكامل حربا «مأجورة» لصدام الذي دفع ثمنها عدّا ونقدا وأرسل اسلحتها بحرا.

وقد خلفت «حرب البندقية المأجورة» لعون مئات القتلى من اللبنانيين والسوريين، عسكريين ومدنيين، وانتهت بترك الجنرال لعائلته في القصر المحاصر ولجوئه وحده للسفارة الفرنسية، وأتى ضمن الاشرطة اتهام سوري رسمي للجنرال آنذاك بأنه من اغتال المفتي حسن الخالد والرئيس رينيه معوض لمعارضتهما وصوله لسدة الرئاسة، اضافة الى قصفه المعابر بين شطري بيروت لمنع قيام الانتخابات الرئاسية، مما ادى الى قتل مئات الابرياء.

إن نبش الماضي اللبناني وإخراج الجثث يثير الاحقاد والمواجع ويحيي الفتن ويحضّر الارضية لحرب اهلية جديدة في لبنان، وهو ما فعله تماما الجنرال عون عبر محطته «O.T.V» وحصد تبعا لذلك اعتذارا من جعجع، فهل سنشهد من الاخير اشرطة تتضمن لقاءات ومقابلات مع ضحايا حروب الجنرال وحروب الاخوة الآخرين التي دمرت مناطقهم كي يعتذر البقية من لوردات الحرب عن افعالهم الماضية كما فعل جعجع؟! لست أدري!

د. شفيق ناظم الغبرا

هل من فارق بين «الديموقراطيين» و«الجمهوريين» في الانتخابات الأميركية المقبلة؟

تؤكد الأزمة الأميركية المالية بأن الولايات المتحدة قد بدأت تدخل في مرحلة جديدة، وأن دولاً أخرى في العالم سوف تصعد بنسب متفاوتة، وأن الولايات المتحدة، وهي عاصمة الاقتصاد العالمي ستواجه وضعاً جديداً لم يمر عليها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. في هذا ستجد الولايات المتحدة أنها دولة كبرى بقدرات أقل، وبمناعه أقل بعد انهيار مؤسسات مالية أميركية كبرى، وعليها ديون وعجز يساوي ميزانيتها السنوية. ففي فترة قياسية تغيّرت الحال الدولية: عودة روسيا لتأكيد دورها، قيام إيران بملء الفراغ السياسي في الشرق الأوسط، تعزيز قوة «حزب الله» في لبنان بعد حرب 2006، بروز آسيا من خلال الصين والهند، عودة اليسار المعارض إلى الولايات المتحدة في دول عدة في أميركا اللاتينية. في هذا الوضع الجديد ستكون القوة الأميركية محل تساؤل أكبر، وسيكون استخدامها هو الآخر محل تساؤل. إن الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة ستتعامل مع الجراح التي أصابتها، ولكنها بالتأكيد ستكون أقل أيديولوجية وأكثر واقعية وبراغماتية في التعامل مع العالم المحيط بها. لهذا نتساءل من بإمكانه من المرشحين «الجمهوري» جون ماكين و«الديموقراطي» باراك أوباما التعامل مع الوضع الجديد بصورة أفضل للعالم وللولايات المتحدة؟ متابعة قراءة هل من فارق بين «الديموقراطيين» و«الجمهوريين» في الانتخابات الأميركية المقبلة؟

علي محمود خاجه

إلى المواطن محمد هايف

رسالة إلى الحكومة قبل البدء: افهموا جيدا واستوعبوا الأمر واقبلوه ولو على مضض، أي بالون اختبار تطلقونه لوأد الحريات، فإنكم ستجدون شعب الكويت دبوساً يفجره منذ البداية، فلا تتعبوا أنفسكم في بالونات التضييق على الحريات واعملوا للتنمية.

في أولمبياد ميونخ عام 1972 وبعد أن سجل منتخب السلة الأميركي انتصارات مستمرة في جميع مشاركاتهم في الأولمبياد منذ عام 1936، وفي المباراة النهائية تحديداً للمنتخب الأميركي ضد الاتحاد السوفييتي، وبعد إعلان فوز المنتخب الأميركي في تلك المباراة، قرر حكّامها إعادة الثواني الثلاث الأخيرة منها ففاز السوفييت على أميركا، ولقناعة منتخب الولايات المتحدة بالظلم الواقع عليهم في تلك المباراة وعدم أحقية السوفييت بالفوز ولكنهم فازوا لاعتبارات سياسية فقد رفض الأميركيون استلام الميداليات الفضية إلى اليوم، وعوملوا معاملة الأبطال فور رجوعهم إلى بلدهم.

في انتخابات مجلس الأمة لعام 2008 فاز بالمقعد الأخضر لهذه الانتخابات السيد محمد هايف المطيري، وكان الفوز عن طريق الانتخابات الفرعية المحظورة قانونا «وهو أمر موثق في الصحف بتاريخ 5-5-2008» وهو ما يعني أنه فاز بطريقة غير شرعية، وهو ما يجعلني لقناعتي التامة بعدم أهليته كنائب أن أكتب له كمواطن.

فور صدور عدد «الجريدة» بتاريخ 22-9-2008 والذي تضمن خبرا للزميل بشار الصايغ حول القرار البشع من وزارة المواصلات بحجب موقع اليوتيوب، وطبعا هبّ الأحرار من الشعب من كتّاب ومدونين ضد هذا القرار الجائر واللامنطقي أبدا، فتراجعت الوزارة عن قرارها، إلا أن المواطن محمد هايف غرّد خارج السرب كالعادة مصرحا بأن: «حجب موقع اليوتيوب واجب شرعي ووطني وسنتابع عملية الحجب».

شخصياً لا يعنيني تصريح لهايف أو المهري أو عاشور أو الطبطبائي أو غيرهم إذا ما تحدثوا عن خروج البعض عن الملّة أو دخولهم بها، فلا أحد منهم يملك مفتاحاً للجنة أو النار، والعلاقة الدينية هي علاقة خالصة بين العبد والمعبود لا شأن لهؤلاء بها. ولكن أن يتحدث المواطن محمد هايف عن أن وأد الحريات واجب وطني، مما يعني أن من يقف ضد هذا الأمر انسلخ من وطنيته، لهو أمر أرفضه ولن أسمح أن أوصم أنا وأبناء بلدي به أبدا، فنحن نعرف من نكون، نحن من وقف بالأمس القريب مع الحق السياسي للمرأة مع علمنا المسبق بأن التيارات المدنية ستكون هي الخاسرة بلغة الأرقام، ولكن حريتنا ومسؤوليتنا أجبرتنا على موقفنا، ونحن مَنْ وقف مع الدوائر الخمس على الرغم من يقيننا من أنها قد توصل مَنْ هم أشدّ عنفاً في نبذ الحريات، نحن يا محمد هايف من نقف احتراماً وتقديراً لعلمنا ونشيده وتقشعر أبداننا مع صوت السلام الوطني، نحن من لم نشترك بجريمة قانونية للوصول إلى المجلس، نحن من نؤمن بالديمقراطية ونشارك بها، لسنا كحضرتك نكفّر الديمقراطية ونستذبح للوصول من خلالها.

صك الوطنية لا تملكه كصك الدين الذي يعتقد البعض أنك تملكه للأسف، يا أستاذ محمد هايف إن كان حجب «اليوتيوب» واجب شرعي كما تفضلت بالقول، فلماذا تخليت عنه وانتظرت الحكومة لتتحرك باتجاهه ومن ثم تصرح؟! أم أنك تنتظر هذه البالونات التعيسة من الحكومة كي تحدد لنا واجباتنا الشرعية والوطنية؟! كم نتمنى أن تعطينا قبل أن تطلق الحكومة بالونها المقبل والذي سينفجر سريعا حتما كما انفجرت سابقاته رأيا حول التلفاز والهاتف والسيارة والطائرة والكتاب والصالون والحلاّق وميكي ماوس أيضا. كي يعرف من اختارك بالفرعية من اختاروا لتمثيلهم.

اعلم جيدا أيها الأستاذ الكريم بأننا سنقف ولن نرضى أبداً أن تكون معايير الوطنية من شخص ضرب بالوطنية عرض الحائط بمشاركته في انتخابات فئوية وتحركاته العنصرية، وهذه الرسالة ليست لك وحدك بل لكل من يعتقد أنه يستطيع أن يقمع لنا رأيا أو يقتل لنا كلمة.

خارج نطاق التغطية:

عبدالحسين عبدالرضا، سعاد عبدالله، إبراهيم الحربي، إسمهان توفيق، هدى حسين، خالد أمين، يعقوب عبدالله، فاطمة الصفي، شكراً على الأداء الجميل والفن الراقي.

القرّاء الأعزاء عيدكم مبارك.

سامي النصف

المناظرة المحتدمة والتصويت الاحتجاجي

لا أخفي تعاطفي ورغبتي الشخصية بفوز المرشح جون ماكين لأمور عدة، منها ان الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه هو من قام بتحرير بلدنا، ولو ان الديموقراطي الضعيف دوكاكيس هو من فاز بانتخابات 88 لما وقف الموقف الحازم الذي اتخذه الرئيس جورج بوش الأب ولأصبحنا هذه الأيام قضية «منسية» أخرى من قضايا العالم، كما ان الرئيس بوش الابن هو من أفرحنا وأراحنا من صدام رغم معارضة المرشح أوباما لحرب تحريرالعراق، يتبقى ان سياسة الجمهوريين متى ما وصلوا ستبقي أسعار النفط مرتفعة نسبيا ولن تدعم بشكل جاد مشاريع الطاقة البديلة كما انها ستضمن الأمن في الخليج والعالم بشكل أفضل مما قد يقوم به الديموقراطيون.

ويظهر تاريخ المناظرات التلفزيونية أن بإمكانها أن تقلب النتائج رأسا على عقب كما جرى في مناظرة كنيدي – نيكسون عندما استطاع كنيدي الباسم المنتمي للأقلية الكاثوليكية سحب البساط من تحت نيكسون الغاضب، وقد تعلم الأخير الدرس فامتنع عن المشاركة في المناظرات عامي 68 و72 ففاز بالانتخابات، وبالمقابل فاز جون كيري في مناظراته عام 2004 على الرئيس بوش إلا أن الأخير فاز بالانتخابات العامة بسبب تكتيكات الساحر كارل روف.

ويكفي في بعض الأحيان سطر واحد قد يقوله أو يحفظه المرشح بشكل مسبق للفوز في المناظرة، مما قد يؤدي في النهاية للفوز بالانتخابات العامة، وقيادة أكبر قوة في التاريخ كحال الرئيس ريغان الذي اكتسح المناظرات والانتخابات اللاحقة عامي 80 و84 بجملتين بسيطتين وجه احداهما لمنافسه بشكل طريف ومضحك وهي «ها هو يعود مرة ثانية» والثانية قوية ومؤثرة للجمهور وفحواها «هل وضعك اليوم أفضل من وضعك قبل أربع سنوات؟» وقد تابعت المناظرة الأخيرة وشعرت بان ماكين كان الأفضل خاصة ان أوباما ظل يردد «إن جون على حق فيما يقول» إلا أن استطلاعات الرأي اللاحقة أظهرت ان النتيجة متعادلة أو تميل قليلا الى أوباما، وضمن تلك الاستطلاعات فضلت النساء أوباما، بينما دعم الرجال ماكين وقد يكون السبب هو ان ماكين ظهر بشكل غاضب وقاس ولم ينظر قط تجاه منافسه، كما أكثر الحديث عن الماضي في زمن الرغبة في التغيير.

والحقيقة ان ماكين قد يخسر الاستفتاءات ولربما الانتخابات بسبب التصويت السلبي أو الاحتجاجي على الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها الشعب الأميركي خاصة ان الكارثة الاقتصادية لن تختفي خلال الأسابيع القادمة، كما ان المناظرات القادمة ستختص بالوضع الاقتصادي الذي يجيد الحديث فيه المرشح أوباما بعد ان انتهت مناظرة العلاقات الخارجية المختص بها المرشح ماكين.

آخر محطة:
 العزاء الحار لآل المعوشرجي الكرام في فقيدهم الشاب محمد نايف المعوشرجي، للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان.

سامي النصف

في رحاب الديار المقدسة

عدت يوم الاربعاء صباحا لأرض الوطن لألتحق عصرا بالصحبة الطيبة التي قادها كعادته كل عام الصديق عبدالعزيز البابطين لأداء مناسك العمرة المباركة ولقاء كبار المسؤولين السعوديين، وقد حان موعد الافطار في الطائرة مما أعاد للاذهان الحاجة الماسة لفتوى موحدة للمسلمين أجمعين حول كيفية تحديد موعد الافطار لمسافري الطائرات، أي هل يعتمد على مغيب الشمس أم مواعيد الدول المحلق فوقها، ام الدول التي تم الامساك على مواعيدها ام دول الوصول؟

وما يقوم به السيد عبدالعزيز البابطين من جهد طيب لتعزيز العلاقات على مستوى الشعوب وجعل الثقافة تصلح ما تفسده السياسة أحيانا، وذلك عبر القيام بمثل تلك الزيارات، ومثلها اقامة الندوات واللقاءات والمحاضرات وتبني دراسة الطلبة العرب والمسلمين هو امر يستحق الدعم والمؤازرة عبر تذليل العقبات امامه، فنحن مازلنا بلدا صغيرا يعزز من كينونته وبقائه الابدي حسن علاقاته بالآخرين.

واثناء الرحلة الى جدة روى لنا الاخ الفاضل عبداللطيف الروضان تفاصيل لقاء جدة المهم الذي عقد بين الشيخ سعد العبدالله رحمه الله والوفد الصدامي عشية ليلة الغدر عام 90 وكان الرأي ان محاضر ذلك اللقاء يجب ان تكتب وتحفظ للتاريخ كونه أحد أهم اللقاءات التي عقدت بتاريخ الكويت والتي تظهر حقائقه كما رواها شاهدها الاخ بوعبدالله، ان وفدنا لم يقصر على الاطلاق في مقارعة الحجة بالحجة والوقائع بالوقائع والأرقام بالأرقام التي تظهر أن الطرف الآخر هو من كان يتعدى على أراضينا، وهو من كان يسرق ويبيع النفط بأقل من أسعاره المعلنة.

وبدأنا أداء مناسك العمرة وكان الامر ميسرا رغم كثرة اعداد الزائرين، وقد ساعد الجميع على اداء المناسك انتهاء العمل بتوسعة المسعى، وقد سعدنا ونحن هناك بسماع الانباء عن اعمال التوسعات الجديدة للحرم المكي الشريف والبدء بأعمال وقف الملك عبدالعزيز (2) الذي سيوفر الموارد المالية وبشكل دائم للصيانة والتوسعة المستقبلية للحرم دون الحاجة لعوائد النفط المتغيرة، كما بدأت عملية ترسية المناقصات في مشروع نقل القطارات لأداء مشاعر الحج.

ومما يستغرب له ان يرجع المعتمر أو الحاج من الديار المقدسة ويستمر في اي ممارسات سيئة كان يقوم بها قبلها اي ان يذهب من اعتاد الغش والكذب والخداع والقسوة والفحش ويعود لها حال عودته لبلده، اذ بإمكان امة الاسلام ان تعكس واقع (خير أمة أخرجت للناس) فيما لو فهمت معنى ومغزى زيارة بيت الله الحرام من قِبَل الملايين وجعلته وسيلة للتخلص من العادات المذمومة دينيا وانسانيا كي يصبح المسلم هو القدوة الحسنة في مكارم الاخلاق بين الأمم.

آخر محطة:
الشكر للاخ الفاضل بسام الفهد على الكلام الطيب الذي خطه قلمه في زاويته الاخيرة بجريدة الوطن الغراء، والذي يجعل الزوايا والمقالات مجالا لتأليف القلوب لا تفريقها وتشتيتها، والشكر كذلك لكل من اتصل داعما موقفنا في لقاء الاتجاه المعاكس الاخير ودمتم.

احمد الصراف

فاقد الشيء لا يعطيه

«…جئنا لنسهم في صنع نهضة فكرية وعلمية تتخذ من الكويت مركزا تشع منه على الجوار الاقليمي، والمحيط الاسلامي، ومن بعدها ما يتيسر من أرجاء المعمورة».
وردت الفقرة أعلاه في بيان السيد عصام البشير، الأمين العام السابق «المركز العالمي للوسطية»، الذي حاول فيه الدفاع عن نفسه وعمن وقف معه وشرح أهداف المركز الذي تولى أمانته لأكثر من 3 سنوات. ومن صدق ان بإمكان عصام البشير ومعه وزارة الأوقاف وميزانية لا تتعدى عشرة ملايين دينار، تحقيق، ولو عشر ما ادعاه، من نهضة فكرية وعلمية تشع من الكويت على الجوار الإقليمي والمحيط الإسلامي وأرجاء المعمورة، فلا شك أنه واهم، أو في عقله خلل!!

قص السيد عصام البشير، الحق من نفسه واستقال من منصب «الخبير» في ديوان وزير العدل، وخيرا فعل، فقد يكون قراره هذا الوحيد الذي يستحق الثناء خلال أكثر من ألف يوم عمل فيها أمينا عاما للمركز، الذي تخب أهدافه على شخصه الفاضل وعلى الكويت كثيرا. أما بيان إبراء الذمة الذي أصدره، بعد استقالته، ففيه من الإدانة لشخصه وللجمعيات الدينية المناوئة والمؤيدة له ما يكفي لملء صفحات عدة للرد عليه، ولكن بما أنه مغادر فإننا سنكتفي هنا بما ذكرناه، ونمتنع عن الكتابة عنه أو عن بيانه بعد الآن بالنقد أو التجريح.
وبهذه المناسبة نتمنى على السيد حسين الحريتي، وزير العدل، عقد العزم والتخلص من «المركز العالمي لنشر الوسطية»، المنبثق عن «اللجنة العليا لتعزيز الوسطية» الهلامية الأهداف، وإعادة توجيه ما يصرف على المركز واللجنة من أموال وجهد لما هو أكثر نفعا وجدوى. فهذا المركز العالمي العجيب لم ولن يحقق شيئا، ولم يستفد منه، ماديا ومعنويا، غير الذين حاموا وداروا حول أمينه السابق، من وكلاء الأوقاف وغيرهم من منظمي رحلات السفر والحفلات والولائم ولا شيء غير ذلك. فما عجزت عنه 55 دولة عضوا في «منظمة المؤتمر الإسلامي»، الذي تأسس قبل 40 عاما، لن تستطيع الكويت القيام به، وهي التي لم تكتف حتى بحاجتها من الأئمة والمؤذنين! وقد فشل المركز العالمي، كما فشلت منظمة المؤتمر الإسلامي من قبله في تحقيق شيء لأننا، وببساطة شديدة، لا نستطيع أن ننطلق لتحرير القدس ونشر الوسطية والمناداة بالاعتدال عندما نكون متطرفين في بيوتنا وداخل دولنا ومتفرقين بعضنا بين بعض وداخل الأسرة الواحدة والوطن الواحد، وأبعد ما نكون عن الاعتدال داخل نفوسنا، دع عنك مع الآخر الذي نصفه تارة بالنصراني وأخرى بالكافر أو الزنديق أو العلماني الليبرالي! ولم نتعلم حتى الآن أن فاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه، فالغالبية العظمى من دولنا الإسلامية الأعضاء في المؤتمر الإسلامي، الذي تأسس عام 1969 من 55 دولة، لم تعرف شعوبها الحرية والديمقراطية الحقيقية ولو ليوم واحد، ولا تزال تحكم بالحديد والنار! فكيف يمكن لمثل هذه الأنظمة نشر الوسطية، أو تقبلها، أو المناداة بالاعتدال؟ وأن يكون بإمكانها استرداد القدس وإنشاء دولة فلسطين أو إقناع العالم بصواب رسالتنا وسلامة نوايانا ونبل أهدافنا، في الوقت الذي نعرف فيه جيدا أن رسالتنا ليست واحدة ونوايانا غير سليمة، وبالذات اتجاه بعضنا، أما نبل أهدافنا فتلك قصة أخرى.
ما نحتاج إليه حقا، هو اهتمام كل دولة بنفسها في المرحلة الحالية، فطالما أن كل جهة فينا صفر في المعادلة الدولية فإن تجمعنا، إن حصل، لا يعني إلا تجمع مجموعة أصفار! وما لم نتغير ونتبدل ونتقدم من الداخل، فلن يكون بإمكاننا إحداث أي تغيير في الخارج أو التأثير فيه!

أحمد الصراف

احمد الصراف

ديبورا وفقرات أخرى

1- في فقرة من مقال أرسله إلينا الزميل السابق صلاح الهاشم بالفاكس، أبدى دهشته لعدم تطرق أي جهة، بمن فيها كتاب الصحف، إلى ماهية وحقيقة دور «جهاز الأمن الوطني» ورئيسه في كل ما نشر وقيل عن قضية ضابط أمن الدولة، وما أثير عن تواجد عدد من قوات حرس الثورة الإيراني في الكويت. وقال الزميل ان دهشته زالت بعد أن رأى صور الآلاف الذين تدفقوا إلى غبقة رئيس الجهاز!! ولا أدري سبب دهشة الزميل وزوالها، وهو العالم بطبائع أهلنا وأحبائنا!!

2- ورد في مذكرات د. أحمد الخطيب في جريدة الجريدة أن اتفاقا تم بعد تحرير الكويت بين القوى الدينية، الممثلة بالإخوان المسلمين وغيرهم، وبين القوى الوطنية، على عدم إثارة موضوع موقف التنظيم العالمي للإخوان من قضية الاحتلال الصدّامي للكويت!!
وقد ذكرتني ملاحظة الدكتور الخطيب تلك بالصورة الشهيرة التي نشرت في الصحف قبل 8 سنوات تقريبا، وجمعت النائب وليد الطبطبائي بقادة المنبر الديموقراطي على خلفية اتفاقهم، أو تحالفهم، على بعض القضايا السياسية المهمة التي كانت تشغل الساحة وقتها. وقد فوجئت بالاتفاق الذي دفعني إلى أن أعلن، على الأقل بيني وبين نفسي، قرفي واشمئزازي من هذه الألاعيب السياسية، وقلت لمن يهمه الأمر إنني سوف أقاطع أنشطة المنبر، ولكني لم ألتزم تماما بذلك، إذ حضرت لقاء واستمعت إلى كلمة من باب المجاملة ليس إلا، و«كرمال» عيون «أم طارق»!!
أكتب ذلك بعد أن تفحصت الوجوة الطيبة والجميلة والأنيقة أيضا التي شاركت في «غبقة» «التجمع الوطني الديموقراطي»، وكيف أن أمانة التجمع الوقورة لم تكلف نفسها حتى إرسال فاكس أو رسالة هاتفية تدعونا لحضورها، بالرغم من أننا من مؤسسي التجمع الذين لا يزالون على قيد الحياة! وقد فسرت تصرف الأمانة على أنه من باب الميانة، أو لعلمهم بأننا كنا سنعتذر عن حضورها على أي حال.

3- ذكرنا مرات وذكر غيرنا آلاف المرات أن غياب نظام محاسبة صارم ودقيق، وفي أي شركة أو جهاز أو دولة، يؤدي بصورة تلقائية إلى انتشار التسيب واستفحال الأخطاء وانتشار الفساد! ولكن كالعادة، وبحكم ما أصبح عرفا، لم يستمع، ولن يستمع، إلينا أو إلى غيرنا أحد. وبالتالي لم يكن مفاجئا أن ضابط الدفاع السابق، المتهم في قضية أمن الدولة، له سجل عدلي متورم، ولا يزال ناشطا في كل مجال!!

4- أعلنت عشرات الجمعيات الخيرية خلال شهر رمضان إقامة عدد كبير من الولائم لإطعام الفقراء والمساكين. كما أعلنت الجمعيات نفسها وجهات خيرية أخرى أرقاما كبيرة عن عدد الأسر التي تلقت مساعداتها خلال الفترة نفسها. ولو اطلع من لا يعرف وضع الكويت المالي على تلك الأرقام لاعتقد أنها دولة ينتشر فيها الفقر والمرض (ولن نختلف على انتشار الجهل)! فكيف يمكن تصديق كل هذه الأرقام، وهي في أغلبها صحيحة، مما يعني أن هناك مشكلة، فإما أن هناك مستفيدا متسترا وراء كل هذا الصرف، أو أن هناك حقا نسبة كبيرة من الفقراء والمساكين الذين لا نعرف إلا القليل عنهم، ويستحق هؤلاء بالتالي العناية والاهتمام بهم طوال العام لا فقط في 8% منه!!

5 – قامت دول الاتحاد الأوروبي وأميركا بزيادة عدد السيدات الدبلوماسيات في المنطقة، وخاصة من السفراء، ولا أعتقد أن القرار جاء اعتباطا، أو فقط من منطلق زيادة أهمية دور المرأة في الحياة السياسية في تلك الدول، بل جاء أساسا لتحسين صورة المرأة في مجتمعاتنا وتهذيب ذوق الكثيرين نحوها، وجعل وجودها في مجتمعات شديدة «الذكورية» والتخلف أمرا اعتياديا!! وقد شاهدنا كيف اقتحمت السفيرة الأميركية أكبر معاقل التشدد والتخلف عندنا، وفرضت وجودها ضمن مجموعة يغلب عليها عدم احترام الأنثى بشكل عام، وخاصة إذا كانت سافرة وشقراء وأجنبية ومن أتباع دين مختلف!!
شكرا لك يا أوروبا… وشكرا لك يا أميركا… وشكرا لك يا ديبورا.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سامي النصف

مقالات العشرينيات

كنت في العشرينيات من عمري عندما ابتدأت الكتابة في جريدة «القبس» أوائل الثمانينيات ثم بعدها «الأنباء» وقد رجعت لتلك البدايات وما تطرقت له ضمن المقال لقضايا الداخل والخارج وأترك للقارئ استنتاج ما يريد علما بان جميع تلك المقالات موجودة في ارشيف «القبس» لدى الزميل حمزة عليان.

القبس العدد 2751 الصادر في 13/1/1980 مقال بعنوان «كويت ما بعد النفط»، ذكرت فيه: «الوقت مثالي هذه الأيام للتفكير جديا في جعل الكويت مركزا تجاريا عالميا مثل هونغ كونغ وسنغافورة حتى يمكن الاستغناء تدريجيا عن النفط وبذا نعود الى ما كانت عليه الكويت قبل النفط عندما كانت المحطة التجارية في الخليج».

العدد 2758 يوم الاحد 20/1/1980 مقال «العطلة الجمعة والسبت» وبعد تقديم مبررات ضرورة التحول من عطلة اليوم الواحد الى عطلة اليومين على الا يكون الخميس والجمعة كتبت: «أقترح ان تكون العطلة الجمعة والسبت حتى لا ننعزل عن العالم اربعة ايام كاملة» انتهى، وقبل اشهر فقط تحقق المقترح.

العدد 2778 الأحد 20/2/1980 مقال «لمصلحة من إثارة هذه الأجواء؟» وضمنه نصا «يذكرني هذا بما حدث في أواخر الستينيات حين قررت شركة البترول الوطنية إنشاء مصفاة الشعيبة المدارة بالهيدروجين وفي ذلك الوقت تعرض ذلك المشروع الضخم لهجوم ضار من أقلام طالبت جدا أو هزلا بنقل المصفاة الضخمة من مكانها لمكان يحدده اصحاب تلك الاقلام، مرت السنون وأثبت مشروع مصفاة الشعيبة نجاحه الباهر ولو تأخر المشروع لتضاعفت كلفته»، وأضفت «ان ما يثبت نجاح المشاريع او فشلها ليس نقدها أو مدحها بل ان الأيام هي المحك الأمثل للحكم على مشاريعنا الكبرى ويبقى تساؤل: لمصلحة من إثارة جو الشعور بالفساد في البلاد؟!

العدد 3738 السبت 9/10/1982 مقال «السوق أزمة ام انهيار؟» تعقيبا على ما حدث في ازمة سوق المناخ ومما قلت فيه «يجب ان تتغير مفاهيم بعض مجاميعنا الاقتصادية، فالشطارة والذكاء ليسا في توريط المواطنين ببيعهم الأسهم عديمة الفائدة بل ان الشطارة هي في العمل على ان تكون الكويت صرحا اقتصاديا شامخا وان هذا الطريق هو الأخير لهم على المدى الطويل» و«كما يجب ان تتغير مفاهيم البعض وان يكفوا عن الانقياد الأعمى كالقطيع خلف من يحاول النصب عليهم وابتزاز أموالهم» لم يتعلم أحد منذ ذلك اليوم شيئا.

العدد 2770 الصادر يوم السبت 2/2/1980 مقال «ماذا فعلت الثورات بالعالم العربي؟» قلت فيه: «أتحدى ان يثبت احد ان انقلابا أتى بنتيجة موجبة للبلدان والشعوب او ان ثورة حدثت في بلد فقير فأصبح بعدها غنيا، او متخلفا فأصبح بعدها متقدما»، لم أغير نظرتي منذ ذلك اليوم للأنظمة الثورية بجميع أشكالها وألوانها لحقيقة ان كل يوم يمر يثبت صحة معتقدي بأن حل معاناة ومشاكل الشعوب هو بالتعقل والتطور لا بالغضب والثورة والانقلاب.

العدد 2785 الصادر يوم الاحد 17/2/1980 مقال اسمه «بين الثورة المصرية والثورة الايرانية» ذكرت فيه ان الثورة المصرية وقعت في خطأين رئيسيين ارجو ألا تقع فيهما الثورة الايرانية، الاول الايمان بمبدأ تصدير الثورة وإعطاء نفسها حق التدخل في شؤون الدول الاخرى للوصول لذلك الهدف وان الأمر احتاج الى حرب ونكسة كي يتعلم قادتها خطأ ذلك المسار، الخطأ الثاني عدم استيعاب حقيقة ان محاربة اميركا والغرب لا تتحقق بالخطب النارية والمظاهرات، بل بالبناء الاقتصادي في الداخل وتحسين العلاقات مع الجيران في الخارج وأتبعت ذلك بمقال اسميته «ولادة جديدة للعلاقات العربية – الايرانية» طالبت فيه بتضحيات متبادلة بين الطرفين لتحقيق الوفاق حيث ان الثمن الذي سيدفع لذلك الخلاف أعلى كثيرا مما يختلف عليه، بعد المقالين حدث امران مهمان الاول بداية تفعيل مشروع تصدير الثورة والثاني اندلاع حرب السنوات الثماني التي انتهت بالدمار وتجرع السم.

آخر محطة:
 أرجو ان يعود احد لمقالاتي واقتراحاتي هذه الأيام بعد 30 عاما ليرى ما تحقق منها وما لم يتحقق و«الهون أبرك ما يكون».

احمد الصراف

وزراؤنا ونوابنا.. واحترام عقل الآخر

من أكثر الأمور مدعاة للغيظ عدم احترام الآخر لعقلك وهو يحدثك، أو عندما يصرح السياسي أو يلقي خطابا يحاول فيه التقليل من ذكاء الآخرين.
1- بعد يوم من كشف «فضيحة» ضابط امن الدولة صرح وزير الداخلية أن دولة خارجية متورطة في قضية الضابط!! وفي إشارة زادت من غموض الوضع ذكر أن تلك الدولة «جارة لنا وتطالبنا بإسقاط قروضها!» وقد احتار الكثيرون في تحديد تلك الدولة، حيث ان عدد الدول التي تجاورنا يزيد على 25، كما أن غالبيتها مدينة لنا. وتسهيلا منا لحل لغز معرفة اسم تلك الدولة، فإننا نشير إلى أن الحرف الأول منه هو «العراق»!
الطريف أن الوزير المعني نفى بعدها بيوم وجود أي تورط خارجي في القضية. وفوق هذا تبين بعد يومين آخرين أن الدولة الجارة تعاونت مع الكويت وزودتها بقائمة أسماء لعدد من مواطنيها الذين تشتبه أن الضابط «الكويتي» المتهم ربما ساعد في دخولهم الكويت والبقاء بها، أو في استخدام أراضيها للهروب منها لجهات أخرى!!
2- في محاولة لتبييض صفحة بعض الجمعيات الخيرية التي تحوم الشكوك حول تصرفاتها المالية، وتحضيرا لزيارة سمو رئيس الوزراء لأميركا، صرح وزير الخارجية بأنه لم يثبت تورط أي جمعية خيرية في الكويت في عمليات تمويل الإرهاب!!
ونحن بدورنا نتمنى صحة ذلك، فما يسيء لسمعة وطننا يسيء لنا جميعا، ولكن الشيخ الدكتور محمد يعلم جيدا بأنه يفتقد، كما تفتقد وزارة الشؤون ومجلس الوزراء، وجهات معنية أخرى، لأي دليل بات وحاسم يثبت براءة هذه الجمعيات من أي اتهام، لأنها وببساطة شديدة، ترفض جميعها حتى الآن قيام أي طرف أو جهة بالإطلاع على سجلاتها المحاسبية ومعرفة مصادر أموالها، أو مصارفها!! فكيف إذا عرف الوزير أن جمعياتنا بريئة؟
3- تعهد النائب وليد الطبطبائي، الذي فرضته الأقدار عضوا بارزا في لجنة «حقوق الإنسان» في مجلس الأمة، قبل شهرين تقريبا بكشف أسماء المتورطين في قضايا الاتجار بالبشر وهضم حقوق العمال الوافدين. ولكنه لم يلتزم بوعده حتى الآن على الرغم من مرور كل هذا الوقت. وحيث ان نائبنا المعني أكثر من غيره بقضايا محاربة الفساد، وهذا ما سبق أن ذكره في أكثر من مناسبة، وأنه لم يترشح للمجلس إلا للدفاع عن القضايا الأخلاقية، ولا أعتقد أن قضية الاتجار بقوت العمال المساكين وقوت أسرهم ليست من القضايا الأخلاقية، فلماذا إذاً تقاعس حتى الآن في التخفيف من معاناة هذه الفئة المسكينة بكشف أسماء هؤلاء المتاجرين المجرمين بحقوق مئات آلاف العمال وسمعة الوطن، محليا ودوليا، هذا بخلاف تكلفة ذلك على المال العام الذي أقسم الطبطبائي على المحافظة عليه. ألا يعتبر ذلك استغفالا لعقول الآخرين، حيث أنه كان يعلم منذ اليوم الأول لتصريحه بأنه «مو قد الشغلة»، وأن له مصالح مع الوزارات المعنية؟! فليس هناك ما يمنعه من عقد مؤتمر صحفي و«بق البحصة» ونشر ما لديه من معلومات عن الشركات والأفراد المتورطين، خاصة أن أحدهم ثبتت عليه المتاجرة بمصير أكثر من 90 ألف عامل على مدى السنوات القليلة الماضية!!
4- كتبت قبل أيام عن حالة الشعور باليأس والقرف التي أصبحت تنتابني بين الفترة والأخرى، وقد زالت جميع أعراض تلك الحالة بعد قراءة تصريح وزير الشؤون (القبس 17-9) الذي ذكر فيه، وبعد قضاء ستين دقيقة في زيارة تفقدية لإدارة عمل الجهراء، أن عهد التسيب والكسل والتحايل على القانون قد ولى بلا رجعة!! فشكرا يا سيدي الوزير ..لقد أثلجت صدري وشرحت فؤادي، واحترمت عقلي وما تبقى من ذكائي بتصريحك الجميل، ولن أقول يا ليت لدينا الكثير من أمثالك في الوزارة فهم، والحمد له، موجودون بكثرة.

أحمد الصراف

سامي النصف

هل يمكن لإيران أو العراق غزو الكويت؟!

لو فردت خارطة العالم أو قرأت تاريخه لوجدت بقرب كل دولة صغيرة دولة أكبر منها قد تكون غزتها أو تعدت عليها في حقبة تاريخية ماضية، كحال ألمانيا وإيطاليا وروسيا وبريطانيا وفرنسا واليابان.. الخ مع جيرانها الصغار، هذا الأمر لا يعني ان على الدول الصغيرة مثل بلجيكا أو ايرلندا أو پولندا أو كوريا أو استونيا ان تبقى في حالة رعب دائم من اعادة ذلك الاحتلال أو أن تحاول نفخ نفسها كالضفدع لإخافة جيرانها الكبار.

وعليه اعتقد ان الحديث عن خوف كويتي من التسلح العراقي في غير محله لأسباب عدة منها ان فارق العدد والمساحة ايا كان التسلح سيعطي دائما وأبدا العراق ميزة رئيسية على بلد صغير مسطح كالكويت، كذلك فقد حدد الدستور العراقي الجديد مهام الجيش بالدفاع فقط والعمل ضمن الأراضي العراقية، كحال ألمانيا واليابان بعد الحرب الكونية الثانية، اضافة الى محدودية قدراتنا في التحكم بعملية تسليح الجيش العراقي وحقيقة ان حدودنا معه ملزمة بموجب البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

ان تسليح الجيش العراقي من قبل الولايات المتحدة كما هو معروف لحمايته من الجيران الآخرين ومنهم ايران التي افترض احد العسكريين الكويتيين السابقين انها ستغزو الكويت عن طريق البصرة لافشال الضربة الأميركية المرتقبة عليها، اي اننا امام موقفين متناقضين، فمن ناحية نطالب حلفاءنا بعدم تسليح العراق، اي اضعافه كي لا يحتلنا ومن ناحية اخرى نقول لنفس الحلفاء ان ذلك الاضعاف سيتسبب في اختراق ايران السريع لحدود العراق ومن ثم احتلالنا.

وكمبدأ استراتيجي وكنظرة واقعية لا مصلحة حقيقية لبلد صغير كالكويت ان يصدر عنه ما يسيء لعلاقاته بجيرانه كإيران والعراق أو حلفائه كالولايات المتحدة، عبر اساءة الظن المعلن بهم، كما لا يمكننا وضع العلاقة الأميركية – الكويتية بشكل يوحي وكأننا الطرف الأقوى فيها من حيث قدرتنا على فرض نوع تسليحها للعراق او كما اتى في احدى التوصيات التي ضمها مقال نشرته الزميلة «الوطن» بتاريخ 9/9 وكان نص التوصية: «اجبار الولايات المتحدة على تقديم معدات دعم هندسي ومدفعية ميدان….الخ». ولا اعتقد ان كلمة «إجبار» مناسبة.

كما أتى ضمن المقال نفسه الذي خطه احد المختصين حديث عن احتلال ايراني للكويت يسبقه احتلال ايراني لمدن البصرة والعمارة والفاو، اي افتراض قدرات عسكرية خارقة ستهزم الجيشين الاميركي والعراقي معا، إلا ان تلك القدرات الايرانية سيمكن صدها من قبل الجيش الكويتي بالتعاون مع كتيبة قوات خاصة اردنية وباكستانية وماليزية.

اننا أول من يحبذ خلق جميع انواع السيناريوهات العسكرية وحتى اكثرها جموحا ثم وضع الحلول الناجعة لها، إلا ان المكان الأمثل لتلك السيناريوهات هو الغرف «المغلقة» منعا للبلبلة او اساءة العلاقة بالآخرين، فلم نسمع قط بسيناريوهات عسكرية «معلنة» لدول صغيرة في اوروبا وآسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية تتحدث عن غزو جيرانها الكبار لها حيث ان الحديث المعلن في مثل تلك الأمور يضر أكثر مما ينفع.

آخر محطة:
 وافتراض ايران أن هناك مخطط ضربة عسكرية قادما لها لن يجعلها منطقيا تستبق تلك الأحداث بغزو العراق والكويت كون ذلك التعدي سيعطي المبرر الأخلاقي والقانوني للتعدي عليها، بل على العكس ستحاول خلق حالة طمأنة وسلام لجيرانها سحبا للبساط من تحت أقدام أعدائها.