محمد الوشيحي

وزراء الست

قبل أن تضغط عبر أدواتها على سمو رئيس الحكومة لتوزيرها والانتقام من الوزير السابق الدكتور عادل الطبطبائي الذي أصدر أمرا بنقلها من منصبها إلى منصب آخر، كانت كلمة نورية الصبيح في وزارة التربية تؤخذ ولا تُرَد، ولم يكن يجرؤ كائن من كان من الوزراء المتعاقبين على مجرد خدش كلمتها، دع عنك كسرها! كان كل منهم (أي الوزراء المتعاقبون) بدرجة «وزير الست»، فلا يرون إلا ما تُريهم هي، ولا يسمعون إلا ما تُسمعهم هي. ولن تتساقط حسناتي لو قلت بأنها كانت احد أهم أسباب انهيار التعليم العام عندما كانت وكيلة مساعدة لشؤون التعليم العام، لكنها اليوم هي السبب الوحيد لتدهور حالة التعليم الصحية. متابعة قراءة وزراء الست

د. شفيق ناظم الغبرا

نتائج الحرب في جورجيا

أحد الجنرالات الروس المتقدمين لاحتلال جورجيا تساءل: إن كانت الولايات المتحدة تحتل بغداد، فلماذا لا تستطيع روسيا أن تحتل أوسيتيا؟ هكذا هي الحال بالنسبة إلى أول هجوم وعرض للقوة خارج الحدود الروسية منذ نهاية الحرب الباردة. في هذه الحرب المفاجئة تؤكد روسيا بأنها ستقوم بإيقاف ما تشعر أنه يتعارض ومصالحها أكانت هذه المصالح اقتصادية، أم سياسية وأمنية في المنطقة المحيطة بحدودها؟ روسيا في هذه الحرب أكدت قدرتها على إفهام جورجيا بأنها لا تستطيع أن تمارس استقلالها وسياساتها بلا تفاهم مع روسيا، وأنه في حال وقوع الوقيعه فإن الغرب لن يكون قادراً على حماية جورجيا من الغضب الروسي. هذه الرسالة التي ترسل الآن عبر شرق أوروبا سوف تترك أثراً كبيراً على توجهات الدول المحيطة بروسيا. هذا بطبيعة الحال سيؤثر في دول مثل ليتوانيا وأستونيا وعشرات من الدول التي تمثل أوروبا الشرقية. هذه الدول جربت الدب الروسي محتلاً في زمن الاتحاد السوفياتي، وهي الآن ستجرب العلاقة مع روسيا الصاعدة التي تقبل باستقلال أوروبا الشرقية عنها، ولكن لا تقبل باستفراد هذه الدول بسياسة تجعلها أقرب إلى «الناتو» وللولايات المتحدة. هذه ليست عودة إلى الحرب الباردة، بل هي تأكيد لسير العالم باتجاه واقعية جديدة وتوازنات دولية جديدة. كل دولة في هذا التوازن تحمي مصالحها وتبحث عن حماية أمنها وحدودها وفرض تصوراتها حسب قوتها وحجمها الشامل. متابعة قراءة نتائج الحرب في جورجيا

سامي النصف

الطريق إلى البيت الأبيض

استقلت اميركا في عام 1776 وبقي ما يربط دولها او جمهورياتها حبلا من رمال، كما قال واشنطون، حتى خلق الدستور الاميركي عام 1787 على يد جمع من العباقرة امثال توماس جيفرسون والكسندر هاملتون اللذين اختلفا فخلق الاول الحزب «الديموقراطي الجمهوري» وخلق الثاني الحزب «الفيدرالي» الذي فاز بأول 3 دورات رئاسية، حيث مثله جورج واشنطن لدورتين وجون آدامز الاب لدورة، ثم فاز منافسه الحزب الديموقراطي الجمهوري بسبع دورات متلاحقة آخرها فوز جون آدامز الابن، وبعد ذلك تم التحول للحزب الديموقراطي الذي نافسه الحزب «الوطني» ثم حزب «الويغ» وبدءا من عام 1860 بدأ التنافس بين الحزب «الجمهوري» الذي مثله الرئيس لينكولن والحزب الديموقراطي، وبدأت الحرب الاهلية، فتحول الجنوب الى مناصر للديموقراطيين حتى ان الرئيس الحالي جورج بوش هو اول رئيس جمهوري قادم من الجنوب، حيث ان والده جورج بوش الاب من الشمال.

ورغم ان هناك من الرؤساء الاميركان من كانوا عباقرة بحق مثل الديموقراطي متعدد العلوم والقدرات توماس جيفرسون، حيث استضاف ذات مرة الرئيس كنيدي 50 من حملة نوبل للعلوم المختلفة وخاطبهم بالقول انه لم يسبق للبيت الأبيض ان التقى على مائدة عشاء بمثل هذا الكم من العباقرة عدا المرات التي كان فيها الرئيس جيفرسون يتعشى فيها هنا وحده، ومثل ذلك الرئيس الجمهوري تيودور روزفلت الفارس والمخترع والكاتب والحائز على جائزة نوبل للسلام ومؤلف 50 كتابا في مختلف العلوم الانسانية، فالحقيقة تُظهر ان الرئيس الاميركي هذه الايام لا يحتاج الى ان يكون عبقريا او اداريا من النوع الممتاز، بل يكفي ان يكون قادرا على التعامل مع وسائل الاعلام وكسب قلوب الناس، حيث يتكفل فريقه بالباقي، ونذكر هنا دور كارل روف مستشار الرئيس بوش الحالي الذي دس في ورقة انتخابات 2004 استفتاء على زواج المثليين، فأخرج جميع المتدينين الاميركان من منازلهم كي يصوتوا ضد ذلك الزواج ويصوتوا في الوقت ذاته للرئيس بوش، وقد زرع فريقه ضمن الانتخابات المقبلة استفتاءات مماثلة عن الاجهاض وغيره كوسيلة لدعم المرشح ماكين.

ومنصبا الرئيس ونائب الرئيس لا ينتخبان مباشرة من الناخبين (وحتى عام 1903 كان اعضاء مجلس الشيوخ يتم تعيينهم وليس انتخابهم من قبل الولايات المختلفة)، بل يتم انتخابهم من مندوبين عن الحزبين وعددهم 538 (نصفهم 270 مندوبا)، وقد حاز الرئيس جورج واشنطون في دورتيه «جميع» اصوات المندوبين، ولم يتكرر ذلك قط ويسمى هذا اجتياحا (Landslide)، وحقق قريبا من هذا الاكتساح الرؤساء مونروا ولينكولن وفرانكلين روزفلت ونيكسون وريغان عام 1984 امام مونديل ونائبه جيرالد فيراريو، حيث فاز بـ 525 مقابل 13 مندوبا، وفي حال تساوي اصوات المندوبين يختار مجلس النواب الرئيس ومجلس الشيوخ نائب الرئيس ويحدث احيانا ان يحصد الرئيس الفائز اكثر بأصوات المندوبين واقل بأصوات الناخبين وقد خسر آل غور رغم حصوله على 51 مليونا مقابل 50.5 مليونا للرئيس بوش.

وانتخابات هذه الايام تشابه انتخابات عام 1988 عندما كان من المتوقع ان يفوز الحزب الديموقراطي بعد دورتين للحزب الجمهوري، الا ان اختيارهم لمرشح صاحب اسم غريب هو دكاكيس ذو الاصول اليونانية الذي اتهم بعدم الخبرة السياسية، فاختار نائبا كفؤا كبير السن من تكساس مما جعل الناخبين يقولون ان النائب افضل من رئيسه، مما اساء إليه، كما اساء له التقاط صورة وهو مبتسم كالأهبل فوق دبابة عسكرية مما جعل الرئيس بوش يفوز عليه باكتساح وهو ما تسبب في وقوف اميركا معنا عام 1990 – 1991.

احمد الصراف

براءة العذراوات

قرر رجل أعمال قبل 15 عاماً تقريباً إنشاء مستشفى على الطراز الأميركي. وللترويج للمشروع، قام بنشر إعلان ملون في جميع الصحف، وعلى صفحة كاملة.
اتصلت مجلة «المجتمع» التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي، الفرع المحلي للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، بصاحب المشروع طالبة منه نشر الإعلان لديها، وافق صاحبنا على مضض، ولكنه عاد وغير رأيه بعد أن طلبت جمعية الإصلاح، الجهة المشرفة على المجلة، إزالة صور النساء من الإعلان، لان مجلتهم محافظة، ولم يسبق لها في تاريخها ان نشرت صورة أي امرأة من غير حجاب، وان اضطرت لنشر صورة نساء في تظاهرة سياسية مثلا فإن المونتاج يتكفل بتغطية رؤوس النساء بما يشبه الحجاب، ولو كن متظاهرات سويديات.
أصرت الجمعية على موقفها وأصر صاحبنا على رأيه، فالصور، بنظره لا تخدش الحياء وليس فيها ما يثير جنسيا، فهي لثلاث سيدات أميركيات في السبعينات، وسبق أن عملن كممرضات وقابلات في مستشفى الارسالية الأميركية في الكويت، واشرفن على علاج الكثير من الكويتيين، رجالاً ونساء، في الثلث الأول من القرن الماضي، وان صورهن ظهرت في ذلك الإعلان بمناسبة تكريم دورهن من خلال اطلاق أسمائهن على أجنحة المستشفى، مع بقية من عمل معهن من الاطباء الأميركيين!
اقترحت الجمعية فكرة وضع الحجاب فرفض صاحب المشروع ميوعة وسخافة الاقتراح، وانه يمثل اهانة بحق أولئك النسوة العظام، ولكن تدخل الوسطاء جعل الطرفين يوافقان على نشر الإعلان في نهاية الأمر، بعد الاتفاق على إزالة صور هؤلاء السيدات منه، والاكتفاء بكتابة اسم كل واحدة منهن تحت مربع خال!
كان ذلك، وربما لا يزال، موقف حركة الإخوان المسلمين من نشر صور نساء.. عجائز توفيت آخرهن قبل نصف قرن في مجلتهم الناطقة باسمهم! ولو علمنا أن الاخوان كان ينظر إليهم كتقدميين مقارنة بنظرائهم، أو غرمائهم، من السلف، خاصة في كل ما يتعلق بالنظرة للمرأة من صورة وخبر ومقال، فبإمكاننا تصور ردة فعل السلف العنيفة لو اقترح أحد عليهم مثلا نشر صور ممثلات ورياضيات عاريات الرأس في مطبوعاتهم!
ولكن الدنيا علمتنا ان «الحي يقلب»، كما يقال في اللهجة الكويتية، فخلال أقل من 15 عاماً تغيرت مواقف السلف من أمور كثيرة بنسبة 180 درجة، وأصبحت مثل ومبادئ الأمس غير مثل وقيم ومبادئ اليوم، فالظروف تغيرت وغيرت جماعة السلف معها، وأصبحنا فجأة نشاهد صور ممثلات ورياضيات وسيدات مجتمع أنيقات تغطي صفحات مطبوعاتهم، وبكثافة غير متوقعة، وكأن شيئاً لم يكن وبراءة العذراوات في أعينهم! كما ظهر واضحا ان المصالح الدنيوية أقوى من أشياء كثيرة، خاصة بعد ان عرف قادة الحركة السلفية، من أهل الداخل والخارج على السواء، خطأ مواقفهم القديمة التي كانت تعتمد على النقاء المذهبي والصفاء العقائدي، وان الدور الذي يلعبه المال في الحياة السياسية لا يمكن تجاهل خطورته إلى الأبد، وانه اكثر من ضروري للنجاح في مشاريع الحركة التجارية الحالية وفي مشاريعها المستقبلية، وضمان الفوز بأي انتخابات نيابية مقبلة، أو صفقات بترولية أو استثمارية كبيرة.

• ملاحظة:
كتب عبدالقادر الحمود الزميل في الصفحة اليمنى، مقالا قبل أيام حذر فيه من خطورة تجنيس زوجات الكويتيين العربيات والخليجيات حتى لو لم يتقدمن بطلب، لان البعض يستخدم هذه الطريقة للالتفاف على القانون والانتفاع به بالمتاجرة! هذه وجهة نظره، ولكنه زاد بالقول انه لا يقصد تجنيس الخليجيات فلديهن جنسيات لا تقل عن الجنسية الكويتية! وهذا يعني ان حاملات الجنسيات العربية الأخرى هن أقل درجة من الخليجيات! وأنا أتفق معه في ذلك فور موافقته هو وحكومات دول مجلس التعاون على وقف الاستعانة بالمعلمين والاطباء والمهندسين من أي دولة عربية أخرى، فكيف يعلمنا ويطببنا ويعمر بيوتنا من هو أدنى منا؟

أحمد الصراف