محمد الوشيحي

أسعفوه بالماء المقطر

النائب الدكتور علي الهاجري حاول في مجلس 2003 أن يقدم نفسه لسمو رئيس الوزراء كي يتم توزيره ولم ينجح أحد، ثم فشل بعد ذلك في بلوغ المجلس الذي يليه أو فشل المجلس في بلوغه كما يظن هو، ثم عاد الآن نائبا في البرلمان وممثلا للأمة ولا راد لقضاء الله. هذه هي مسيرة وسيرة النائب علي الهاجري السياسية، ولا شيء غير ذلك. لكنه من فترة إلى أخرى يخرج إلى الشارع العام ملوحا بتهديد لأحد الوزراء، فيثير الغبار في البيداء والضجيج في الأجواء، فلا يلتفت أحد إلى تصريحاته، فيرفع عقيرته أكثر فيتجاهله الناس أكثر، والسبب؟ لأن تهديداته تشبه، الخالق الناطق، فقاعات الصابون المغشوش، تخرج من بقه إلى باب الخواء وتتلاشى خلال أربع ثوان، وقيل بل خمس ثوان، والله أعلم. متابعة قراءة أسعفوه بالماء المقطر

سامي النصف

كيف تفقد صديقاً أو قريباً في الكويت؟!

تدعو الشرائع ويشير خبراء الاجتماع وعلماء النفس لأهمية الصداقة والتواصل الاجتماعي في حياة الإنسان، في الكويت أصبح من أسهل الأمور عندنا فقد الأصدقاء وحتى الأقرباء وأعتقد ان لتلك الظاهرة السالبة 13 سببا هي:

تصديق المقولة الكاذبة بأن «الاختلاف لا يفسد للود قضية» فالحقيقة الجلية تظهر انه يفسد للود ألف قضية وقضية في مجتمع يمتلئ بالنرجسية والأنانية و«الصداميين الصغار» لذا لا تخالف صديقك أو قريبك حتى لو قال للخلق ان الشمس لا تشرق من الشرق.
تسيد المصالح والمنافع الشخصية حيث تغيرت مفاهيم الصداقة من علاقة إنسانية راقية تقوم على الود والدفء الى ما هو أشبه بصفقة تجارية تقوم على ميزان الربح والخسارة المادية.
ردود الفعل الغاضبة وغير العقلانية أو ما يسمى «overreaction» فأي كلمة أو فعل صغير يتم الرد عليه لا بالمغفرة والصفح والنسيان بل بهدم المعبد وحرق الأرض و… إنهاء الصداقة.
التناحر السياسي اليومي لدى الكتاب والنواب والمسؤولين ما جعل تصرفاتهم قدوة للآخرين وجعل العداء – لا الصداقة – بين الناس أمرا معتادا.
وفرة الطلاق وكثرة الاختلاف في مقار العمل ولدى أصحاب المهن الواحدة ساهم في تحويل الأصدقاء والأقرباء إلى أعداء.
تعويض الاخفاقات بتصديق الخرافات فكثيرا ما يهمل الكويتي أو الكويتية في عمله أو شؤون بيته فإذا ما ارتد ذلك عليه بالسلب وهو أمر منطقي لجأ للدجالين والمشعوذين ممن يشيرون عليه بأن أقاربك أو أصدقاءك يحسدونك أو يسحرونك فتنفك أواصر الصداقة والقرابة على معطى تلك الخرافات والأكاذيب وتلك ظاهرة متفشية لدى النساء.
الأمراض النفسية… أحد الأسباب المهمة في هدم الصداقات وتحول القرابات للعداء هو تفشي الأمراض النفسية في المجتمع دون علم أصحابها وما يصاحبها من أوهام وكلام غير مسؤول.
الواسطات، فالكويت بلد الواسطات فما ان يطلب أحمد من بدر ان يتوسط لدى جاسم لتحقيق خدمة ما ثم لا تتحقق الخدمة حتى يتفشى العداء بين الثلاثة وأكثر من يعاني من هذه الظاهرة هم الأفاضل من أعضاء مجلس الأمة.
الغباء والكسل حيث يعجز أو يكسل البعض عن تتبع الأخبار والتأكد من صحتها متى ما مست صديقا أو قريبا فيلجأ للحل الأسهل وهو… إنهاء الصداقة.
تفشي التخندقات الاجتماعية والطائفية والفئوية، فبعد ان كان المجتمع الكويتي بسيطا لا يفرق بين أبنائه مما ساعد على بناء الصداقات الحميمة أصبح كل طرف ينظر بعين الريبة والشك للآخر مما فك عرى كثير من الصداقات الحميمة.
النسيان وعدم العرفان… هناك من يلقي مشاكله التي يتسبب بها على الآخرين ممن يتقبلونها بصدر رحب ويساهمون بحلها ولكن إن أخفقوا ذات مرة في حل مشكلة جديدة له نسي كل ما تم عمله في السابق وأحال الصداقة الى عداء مستحكم.
افتراض سوء النوايا بالآخر، فالديوانيات على سبيل المثال ليست دور عبادة أو مقار عمل يفرض زيارتها بشكل دائم ويحدث أحيانا ان ينقطع إنسان لظروف قاهرة عن زيارة ديوانية أو جمع من الأصدقاء وبدلا من ان تؤخذ الأمور بوجه حسن يتم افتراض سوء النوايا وينهدم جدار الود بين الأصدقاء وينفض السامر.
أخيرا… بعض الكويتيين يمل بسرعة ويميل للتغيير وقد يصيب الملل الزوج أو الزوجة فيحصل أبغض الحلال أو يصيب الصداقة فيعلن شهادة وفاتها.

آخر محطة:
 العزاء الحار لـ «آل طفلة» الكرام وللزميل د.سعد بن طفلة بفقيدتهم، للمرحومة الرحمة والمغفرة ولأهلها وذويها الصبر والسلوان.

احمد الصراف

السيدة أشر والحجيلان

تصف «جامعة العالم الاميركية» نفسها، حسب قاموس الويكيبيديا، بأنها معهد تدريس لما بعد الثانوية، ولهذه الجامعة حرم او مبان للانشطة الاجتماعية، وغرضها الرئيسي يتمثل في توفير التعليم القائم على تجارب الحياة ومنح الشهادات، ولكن السلطات التعليمية في الولايات المتحدة تعتبر الجامعة مفرخة شهادات دبلوما، أو Diploam Mill بتعبير اصح!
وورد في المصدر نفسه ان هذه الجامعة عرضت في عام 2005 منح شهادات جامعية متنوعة مقابل دفع مبلغ 1000 دولار، اي 293 دينارا حسب سعر الدولار يومها، وذلك عرض خاص بمناسبة رأس السنة. اسست ماكسين اشر جامعة العالم الاميركية عام 1990 في ولاية ساوث داكوتا ولكن قوانين الولاية المعدلة الخاصة بالتعليم الجامعي اجبرت صاحبتها على نقلها عام 2000 الى مدينة باساكولا، في ولاية ميسيسبي، حيث قوانين التعليم الجامعي اقل تشددا وانضباطا، علما بأن السيدة اشر تعيش في كاليفورنيا طوال الوقت!
لا تعترف بهذه الجامعة اي مؤسسة تقييم معتمدة من وزارة التربية والتعليم الاميركية، والجهة الوحيدة التي تعترف بصدقية الشهادات الجامعية الصادرة عنها هي «جمعية العالم للجامعات والكليات» والتي ترأسها كذلك السيدة اشر نفسها.
لسنا على عداوة مع السيدة ماكسين ولا مع جامعتها، ولكننا معنيون بأمر المقابلة التي تمت قبل ايام بين سمو رئيس مجلس الوزراء، وبين النائب رجا حجيلان المطيري الذي استقبل في ديوان سموه ليتقبل منه نسخة من رسالة الماجستير في الادارة العامة التي حصلها عليها النائب الفاضل، حيث ان تلك الشهادة صادرة عن «جامعة العالم الاميركية» التي تديرها صاحبتنا السيدة اشر!
وبهذه المناسبة نستغرب حقا قيام البعض بمقابلة كبار مسؤولي الدولة لتقديم شهاداتهم الجامعية او نسخ من مؤلفاتهم وكأن التعليم في الكويت سيبدأ بهم! فمنظرهم وهم يقومون بتقديم تلك الشهادات والكتب مثير للشفقة حقا، ونتمنى لو يقوم مديرو مكاتب هؤلاء المسؤولين بالتوقف عن «الاحتفال» بمثل هذه المناسبات الروتينية، وكأننا ما شفنا شيء! وان كان لا بد من المقابلة كون طالبها شخصية نيابية مرموقة، ولو كانت شهادته لا تسوى ثمن الورق الذي طبعت عليه، فيا حبذا لو تتم مثل هذه الامور من دون تصوير ونشر في الصحف، فغسيلنا غير النظيف يكاد يغطي على ما تبقى من جمال في حياتنا!

أحمد الصراف