يبقى الغزو الصدامي الغاشم هو الحدث الاخطر والأهم في تاريخ الكويت منذ نشأتها الاولى، فقد اصبح الكويتيون يؤرخون الاحداث بقبل او بعد الغزو كحال بعض الاميركان ممن باتوا يؤرخون تاريخهم بقبل او بعد احداث سبتمبر2001.
مما لازال يكتب عن اسباب الغزو والاحداث المؤدية له من قبل بعض المضللين العرب والاجانب انه لولا الضوء الاخضر الذي اعطته السفيرة الاميركية ابريل غلاسبي لصدام عندما التقته في 24/7/90 لما حدث الغزو، ومثل ذلك القول ان الكويت لو تنازلت قليلا في مؤتمر جدة الذي عقد في 31/7 لما جرى الاجتياح.
صدر هذا العام كتاب هام عنوانه «قبل ان يغادرنا التاريخ» من تأليف الفريق الركن رعد مجيد الحمداني قائد فيلق الحرس الجمهوري الثاني «الفتح المبين» الذي شارك بفعالية في غزو الكويت، ويذكر كاتبه ان صدام جمع قادة فيالق الحرس الجمهوري في 2/7/90 ليبلغهم استياءه الشديد من الكويت واعتزامه القيام بعمل ما تجاهها.
في 15/7/90 ارسل طارق عزيز رسالته التهديدية للجامعة العربية، الا ان الفريق الركن الحمداني يذكر انه ابلغ من قبل قيادة الحرس الجمهوري في الساعة 11 صباح يوم 19/7/1990 بأن تستعد فرقته «لتحرير الكويت» وتم تحليفه على القرآن الكريم لكتمان ذلك المشروع (غزو الكويت) الذي يحمل رقم 17.
معنى هذا الكلام الخطير الصادر من قيادي كبير في الجيش الصدامي ان كل ما قيل بعد 19/7، اي التاريخ الذي صدر فيه امر الغزو كان تحصيل حاصل، فالغزو كان قادما لا محالة مهما قالت السفيرة الاميركية، كما ان اي تنازل من الجانب الكويتي في مؤتمر جدة كان سيحسب تاريخيا علينا دون ان يغير شيئا من مسار الاحداث عدا، لربما، تأجيل الغزو ليوم او يومين على الاكثر حتى يتم ايجاد كذبة او ذريعة اخرى.
ويضيف شاهد العصر الفريق الركن رعد الحمداني انه حضر الساعة 6 مساء يوم 31/7/1990 مؤتمر «الاوامر النهائية» للغزو الذي حُدّد حسب قوله في فجر يوم 2/8/1990، وعلينا ان نتذكر ان ذلك التاريخ «يسبق» انتهاء مباحثات مؤتمر جدة او حتى، لربما، بدايتها مما يعني مرة اخرى ان نتائج المؤتمر ليست مهمة كما يشاع في مسار الغزو.
آخر محطة:
المضحك المبكي ان العقيد الركن يدّعي انه توضأ وصلى صلاة التوكل على الله متوسلا العزيز القدير، حسب قوله، ان يوفقه في مهمته القائمة على قتل شعب آمن شقيق للعراق في العروبة والاسلام..