عبدالله مطير الشريكة

أيها المسؤول.. اتق الله تعالى

إن التواصي بالحق، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وبذل النصيحة، وقبولها والاستفادة منها، سمة من سمات المصلحين الصادقين، لاسيما في حق أهل الولايات العامة، الذين ولاهم الله- عز وجل- شيئا من أمر المسلمين، ويدخل في هذا الحاكم المسلم ونوابه وكبار المسؤولين والوزراء والوكلاء والمديرون وغيرهم من أصحاب الولايات، فقد قدم النبي صلى الله عليه وسلم النصيحة لأئمة المسلمين على النصيحة لعامتهم، وقرن في حديث آخر مناصحة من ولاهم الله- عز وجل- أمرنا بالتوحيد وجمع الكلمة.
وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنه ما من خليفة ولا وال إلا وله بطانتان، بطانة تأمره بالخير وتدله عليه، وبطانة تأمره بالشر وتدله عليه، والمعصوم من عصمه الله.

وهذا يدلكم على أثر البطانة على المسؤول، وتأثيرها في قراراته سلبا وإيجابا، لذلك كان من نجاح المسؤول أن يبحث عن بطانة الصلاح، التي تقدم المصلحة العامة على المصالح الخاصة، والتي تتقي الله في استشاراتها التي تقدمها للمسؤول، أما البطانة التي تسعى لإرضاء المسؤول بحق أو بباطل، وتنقل له الأخبار الكاذبة فهذه يتحاشاها ذلك المسؤول الذي يدرك أن منصبه سيزول، كما زالت مناصب من قبله، ويدرك كذلك أن المنصب سيكون حجة له عند الله أو حجة عليه، ويسعى جاهدا للتعامل العادل مع كل من تحت مسؤوليته تجنبا لدعائهم عليه، ووقوفهم معه بين يدي الله تعالى.

والنصيحة للمسؤولين ليست كالنصيحة لغيرهم، بل لها طرق شرعية، ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في سنّته، منها أن تكون سريّة وبرفق ولين خطاب، وكلمة مناسبة لمقامه إنزالا له منزلته كما أمر صلى الله عليه وسلم.

ومن خير ما يقال للمسؤول في مناصحته وتذكيره: «اتق الله».

مع التنبيه على أن الأمر بالشيء لا يدل على تركه، فإذا قلت لشخص: اتق الله، لايعني هذا أنه ليس من الأتقياء، لأن الأمر بالتقوى لا يدل على تركها، فقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم الذي هو سيد الأتقياء، قال له:(يأيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما).

لذلك حين نذكّر المسؤول بكلمة (اتق الله) فلا يعني هذا أننا نتهمه بترك التقوى.

و كلمة «اتق الله» يجب أن يجعلها المسؤول نصب عينيه ولا يغفل عنها فإنها نعم المعين له على أداء أمانة الوظيفة والمنزلة التي أنزله الله إياها.

وننبه كذلك على أن من الخصال الذميمة أن يبتز بعض الناس بعض المسؤولين بحجة النصيحة، وهي طريقة لا أظن أنها بحاجة لشرح وتوضيح، وإنما نقول لمن يسلكها:

اتق الله تعالى.

والحمد لله رب العالمين.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *