مبارك الدويلة

الوجه القبيح للغرب!

بعض مثقفينا معجبون بالغرب والحياة الغربية، لدرجة الحب الأعمى! فهم لا يرون فيها الا كل ما هو جميل، ولا ينقلون لنا عبر مقالاتهم الا الوجه الحضاري لهذا الغرب، ويتغاضون عن الجانب المظلم من هذه الحضارة، فمثلاً كثيراً ما يستشهدون بالعدالة والمساواة بين المواطنين في تطبيق القوانين، ولا ينقلون لنا مثلاً التمييز العنصري ضد السود، وحوادث الاعتداء المتكررة من البيض ضدهم، خاصة حوادث الشرطة معهم، ومع ان القانون الاميركي يمنع هذا النوع من التمييز، فإن الواقع يؤكد انتشار ثقافة التمييز العنصري بين المواطنين الاميركيين، ولعل أكبر دليل ما نشاهده من نتائج غير متوقعه للمرشح الجمهوري TRUMP، الذي أعلن أنه سيطرد المسلمين والهنود، وسيمنع هجرة الاجانب الى اميركا، ومع هذا فها هو يفوز في كل انتخابات تمهيدية للحزب! مما يعني أن غالبية الناخبين يؤيدون طرحه المتطرف!
كم مرة تغنى هؤلاء المثقفون بالحرية في أميركا وفضائها الواسع، وأنها بلد الممارسة الحقة للديموقراطية، ولا أدل على ذلك من طريقة اختيار نواب الكونغرس ورئيس الدولة، وقد يكون هذا صحيحاً، لكنهم في الوجه الآخر يمارسون الظلم والدكتاتورية بشكلها القبيح! فها هي أميركا والغرب يدعمون الثورة المضادة لاعادة الانظمة القمعية في العالم العربي والعالم الثالث، ويسكتون عن المذابح التي تمارسها هذه الأنظمة ضد المطالبين بالحرية فقط، لان هؤلاء ثاروا ضد أنظمة تتبنى مصالح الغرب ومؤسساته! ولا أدل على ذلك مما يحدث في بورما وبنغلادش وسوريا والعراق وأخيرا ليبيا! حيث الدعم المطلق للنظام القمعي والتضييق على الثوار المطالبين بالحرية! أما دعمهم لدولة الارهاب الاولى اسرائيل، فحدث عن ذلك ولا حرج، حيث تختفي كل مفاهيم العدالة من القاموس!
كم مرة حارب الغرب وأميركا الارهاب؟ وكم مرة تشددوا مع من يفجر نفسه في سوق أو مسجد أو مرقص؟! وكم من قانون دولي وقرار أممي أصدروه لمواجهة موجة العنف التي تجتاح العالم؟ لكن في نفس الوقت كم مرة أرسلت أميركا طائرة بلا طيار لتحصد الارواح البريئة في سوق شعبي في وزيرستان بباكستان، من أجل ارهابي وردت تقارير استخباراتية بتواجده في هذا السوق، لا تمانع دولة العدل والقانون من ان تزهق معه عشرات الأبرياء؟!
ان سجن غوانتانامو بحد ذاته، وتقييد حرية السجناء سنوات طويلة من دون محاكمات عادلة، ولا حتى صورية، دليل على مدى الانتقائية في تطبيق القوانين!
أمثلة كثيرة لو أردت سردها لما كفى لها مقال، لكنني أشفق على مثقفينا المخدوعين بهذا السراب، الذي أعمى بصرهم وبصيرتهم، انقل الوجه الجميل، لكن لا تخدعك المظاهر، فالمخفي أعظم!
***
«اذا فيكم خير واجهوني وردوا علي في الجريدة» كلمة وجهها مدافع عن حقوق الانسان لمن أسماهم «صبيان الاخوان الكويتيين»، ونقول له ان هذا الاسلوب الصبياني لا يستعمله حتى صغار الاخوان الكويتيين! لكن انت فك نفسك، وأخبرنا عن رأيك في حزب الله، هل هو ارهابي، كما اعلنت دول مجلس التعاون الخليجي، أم أنه حزب مسالم لا خوف منه ولا ضرر، كما أعلن زميلك المثقف الفلتة، الذي أتوقع ان يجيبني هو أيضاً عن رأيه في احتلال ايران للجزر الاماراتية؟!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *