غنيم الزعبي

الحكومة تصوّت مبكراً في انتخابات 2017

واضح جدا أن انتخابات مجلس الأمة 2017 ستشهد إقبالا كبيرا في المشاركة وسيتراجع الكثير من نواب الأغلبية عن المقاطعة بعد أن تبين لهم عدم جدواها.

وطبعا ككل سياسي غاب كثيرا عن ساحة الانتخابات سيبحثون عن مواضيع وأمور تعيدهم لأذهان الناس.

فما الخيارات أمامهم وما القضايا التي يستطيعون تكبيرها وتضخيمها وتصبح مادة سهلة ودسمة لخطابات عنترية يلقونها أمام ناخبيهم فيكسبون قلوبهم وأصواتهم.

هل سيتكلمون عن الصحة؟ التعليم؟ الوظائف؟ الإسكان؟ الجواب عن هذا التساؤل هو نعم سيتكلمون عن كل تلك المواضيع لكنهم لن يزيدوا شيئا فيه ولن يقولوا مفردات جديدة لم يتم قولها أو كتابتها في وسائل التواصل الاجتماعي.

وسيتعبون كثيرا في صنع (أكشن) حول تلك المواضيع.

فما الحل وأين المفر؟

الحل هو هدية كبرى من الحكومة أطلقتها الحكومة الأسبوع الماضي على شكل تصاريح عن نيتها خصخصة جميع قطاعاتها الخدمية ومنها النفط.

هذي الهدية سيتلقفها أعضاء الأغلبية المبطلة وستكون المادة الأولى والرئيسية وقد تكون الوحيدة لحملاتهم الانتخابية.

وبالتأكيد سيستمع لهم المواطن القلق على وظيفته ومصدر دخله.

وستنظم المهرجانات الخطابية الكبرى وسوف (يلعلع) الخطباء المفوهون عن المصير الاسود الذي ينتظر هؤلاء الموظفين وسيصورون أنفسهم كالفرسان المنقذين للمواطن من الخصخصة.

وبهذا سيمتلئ المجلس القادم بأعضاء الأغلبية الذين نجحوا بسبب هدية الحكومة لهم.

طريقة إعلان الحكومة عن نيتها بيع وخصخصة كل قطاعاتها الخدمية جانبه الصواب وأكسب خصومها رصيدا شعببا لا يستحقونه وأحرج أصدقاءها الذين ستزيد مهمتهم صعوبة في الدفاع عنها.

نقطة أخيرة: الكويت دولة ريعية خلال الـ60 سنة الماضية وتحولها المفاجئ والسريع إلى نظام رأسمالي قاسٍ ستكون تبعاته خطيرة اجتماعيا وسياسيا.

الحل هو الاقتداء بالإخوة في الإمارات الشقيقة، فبدلا من بيع الوزارات الخدمية حولتها إلى شركات مملوكة للدولة.

وهذا طور اداءها وأعطاها مساحة كبيرة من الحرية والحركة وفي الوقت نفسه وهو الأهم (حافظ المواطنون على وظائفهم).

غير ذلك ستكون الحكومة كأنها أعطت صوتها لخصومها في الانتخابات القادمة.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

غنيم الزعبي

مهندس وكاتب
twitter: @ghunaimalzu3by

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *