عبدالعزيز الجناحي

يندرباييف.. خطاب.. دوداييف.. الذين صفعوا الدب الروسي!

قرأت تصريحاً للرئيس الشيشاني «الصوفي» رمضان قديروف، يقول فيه إنه مستعد لإرسال وحدات شيشانية للقتال في سوريا، بأمر وإذن من «بوتين»!
هذا التصريح الذليل، طار بذاكرتي مباشرة إلى صور وقصص شخصيات شيشانية ـ عربية، أذاقت «الدب» الروسي طعم الذل، وأغرقت جيشه «العظيم» بوحل المهانة، لعقد من الزمان، قبل أن تتحوَّل الشيشان «المستقلة»، إلى تابعة للاتحاد الروسي، واختيار أحمد قديروف رئيساً لها، بمباركة وعناية روسية، ومن هو أحمد؟ هو والد رمضان، الذي يطلق عليه الانفصاليون الشيشانيون لقب «الدمية الروسية».

***

لست هنا لأكتب عن الدور الروسي في سوريا، وهل يعني تدخلها هذا، أن إيران فشلت في سوريا، و«مش قد الوكالة»؟! بل سأكتب حول ثلاثة مواقف لثلاثة أشخاص استطاعوا أن يصفعوا روسيا، أولهم جوهر دوداييف، وهو الرئيس الشيشاني، الذي أعلن استقلال الشيشان، رغماً عن أنف الروس، الأمر الذي أطلق شرارة حرب الشيشان الأولى 1994 – 1996، التي انتهت بتكبُّد الجيش الروسي خسائر فادحة ومحرجة، ما أجبرها على وقف الحرب، وتوقيع اتفاقية مع الشيشان، للخروج من أراضيهم، والبقاء على استقلالهم.. هذه صفعة.

***

أما الثاني، فهو السعودي سيف الإسلام خطاب (ثامر السويلم)، وهو المجاهد المعروف بـ «أسد الشيشان»، إذ سخَّر حياته للجهاد منذ 1989 إلى يوم اغتياله في 2002.
دهاء خطاب العسكري، وقدرته العالية، كمخطط وقائد للكثير من العمليات، زرعا الهلع والفزع في قلوب الجنود الروس.. فعملية واحدة قادها، كعملية «شاتوى»، كانت نتائجها: مقتل 223 جنديا روسيا، وتدمير 50 سيارة تابعة لهم.. وكانت عملياته سببا رئيسا في إحراج الحكومة الروسية، وحملها على وقف الحرب، والانسحاب من الشيشان.. وهذه صفعة.

***

ثالثهم، هو صاحب الفيديو الأشهر على «يوتيوب»، في ما يتعلق بالقضية الشيشانية ـ الروسية، وهو الرئيس سليم خان يندرباييف.. وسأكتفي بتفاصيل الفيديو، لنفهم المفارقة بين شيشان الأمس وشيشان اليوم.. الفيديو باختصار يرصد جلوس الرئيس يندرباييف في منتصف طاولة المفاوضات، معتمراً القبعة القوقازية، المصنوعة من الفراء «باباخا»، منتظراً نظيره الروسي، الرئيس بوريس يلتسن، الذي دخل فجلس على رأس الطاولة.. المشهد الذي لا يمكن أن نراه اليوم، هو أن الشهيد ياندرباييف نهض من كرسيه، واقترب من يلتسن، وطلب منه الجلوس أمامه مباشرة، وسط الطاولة، وإلا لن تكون هناك مفاوضات.. وبالفعل، رضخ «الدب» و«فز»، وجلس أمام ياندرباييف، وهو مهان.. وهذه ثلاث صفعات!

***

سؤال: لماذا لا نرى هذه الأسماء قدوة لليساريين؟ باختصار، لأن سيف الإسلام خطاب لا يسبق اسمه لقب «تشي»، فيصير «تشي خطاب»، أسوة بتشي جيفارا! ولأن يندرباييف لا يدخن السيجار الكوبي، كما يدخنه فيدل كاسترو! ولأن مصطلح الجهاد مقزز لهم، و«مش دستوري»، فيما مصطلحات التمرد وحرب العصابات «أكشخ»، ويمكن أن «يهايط» بها من يشاء.. خلف شاشات «تويتر» و«إنستغرام»!

***

مصيبة: دخل أحد الأصدقاء الديوانية، وأبلغنا مبتهجاً، أن الله رزقه بولد، فبارك له الجميع، وبارك له آخر قائلاً: الله يبارك لك فيه، ويجعله من المجاهدين في سبيله.. فكان رده: لا يا معوَّد، فال الله ولا فالك!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

عبدالعزيز الجناحي

صحفي وكاتب حاصل على بكالريوس هندسة كهربائية من جامعة الكويت

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *