عبدالعزيز الجناحي

#الله_يرحم_أبرهة

حتى لا نقع في شباك المظلومية، ولا تبللنا دموع التماسيح الكويت-إيرانية، فأقول إن مقالي هذا يتحدث فقط عن المتعاطفين مع “الخلية”، أما السنة والشيعة فهم أحباب: الأرض تجمعهم، والوحدة الوطنية..الخ

فبعد اتهام النيابة للخلية بالتخابر مع إيران وحزب الله، وهو ما يفهمه أطفال الابتدائية أنها “خيانة”، قام المتعاطفون هواة الخيانة، بإطلاق “هاشتاق” على موقع “تويتر” تحت عنوان #كلنا_حسيني، وهو خليط من الوقاحة والدياثة الوطنية، كتبوا مدافعين عن المتهمين ومدافعين أكثر عن “عمامة” أحدهم بوصفهم لها أنها خط أحمر.. ولا أدري إن كانت العمامة “معصومة”، إلا انني أعلم أنك ستجد تحتها على الأقل قنبلة يدوية من مخلفات الخلية.

المثير أن هذا المعمم المتهم بالتخابر وجمع السلاح والتدريب، هو ابن ارهابي جزت المملكة عنقه بعد مشاركته و16 آخرين في تفجيرات مكة عام 1989.

الدياثة حينها لم تكن وطنية، بل كانت دياثة “دينية” وفي ذروتها خلال تلك التفجيرات، فبعد إعدامهم بأربعين يوم، عقد “المتعاطفون” مجلس تأبيني في مسجد الإمام الحسين في الكويت وسط حضور لافت، وكأن البقعة التي فجرها أحبابهم، كانت في شوارع تل أبيب أو وسط البيت الأبيض، وليست في مكة “المكرمة”، إلا إن كانت في اعتقادهم “مش” مكرمة..عجبي!

ومن الذين دنسوا مكة في التاريخ وعاثوا فيها فساداً: الشيعة القرامطة عام 317 هـ، ولأنهم في ذلك العام لم يتعرفوا بعد على القنابل والمتفجرات، فما كان منهم إلا أن استحلوا حرمة البيت الحرام بسيوفهم وحقدهم، فذبحوا آلاف الحجاج، واغتصبوا النساء، وهدموا بئر زمزم، ورموا به القتلى، وخلعوا باب الكعبة، وسلبوا كسوتها، وسرقوا ما بداخلها من كنوز، وختم قائدهم جريمته باقتلاع الحجر الأسود بعد أن ضربه بفأسه، وحمله معهم إلى ديارهم في القطيف، فتعطل الحج 22 عام.

ومثلهم أبرهة الحبشي، الذي بنى كنيسة “القليس” في صنعاء في اليمن، وراح يهدم الكعبة راغباً بتحويل أنظار العرب إلى كنيسته، وصرفهم عن حج مكة.

لو كان المتعاطفون مع “الخلية”، أحياء في زمن القرامطة، لكانوا راقصات على أطراف القطيف، يستقبلون الجيش الذي دمر مكة مباركين، ولو كان في يوم وفاة أبرهة “تلفون وتويتر”، ستجدهم يلطمون محزونين في “هاشتاق”: #الله_يرحم_أبرهة !

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

عبدالعزيز الجناحي

صحفي وكاتب حاصل على بكالريوس هندسة كهربائية من جامعة الكويت

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *