حوراء معرفي

صعوبات التعلم في الرياضيات-١

منذ الأزل هناك طلبة يواجهون مشكلات في الرياضيات ، و نلاحظ أنها من أكثر المواد التي ينخفض فيها التحصيل الدراسي للطلبة ، و نشاهدها أيضا في جميع المراحل الدراسية ، على الرغم من أهميتها، حيث أنها لغة رمزية عالمية شاملة لكل الثقافات و الحضارات ، و تشمل التفكير و الاستدلال الرياضي و إدراك العلاقات الكمية و المنطقية  و الأنشطة و العمليات العقلية و المعرفية ، كما أنها تقف خلف الأنشطة الأكاديمية الأخرى ، و نظراً لأهمية الرياضيات نجدها تدرس في جميع المراحل التعليمية من الصف الأول حتى الدراسات العليا .

يعاني البعض من صعوبة الرياضيات ، تبدأ من الصف الأول حتى المرحلة الثانوية و أحيانا حتى المرحلة الجامعية ، و قد تؤثر عليه في حياته المهنية و العلمية .

يطلق العلماء على صعوبة تعلم الرياضيات مصطلح ” الديسكلكوليا” و يشير إلى اضطراب معرفي في مرحلة الطفولة أو اضطراب الاكتساب السوي للمهارات الحسابية . )إبراهيم ،٢٠١٠( .

تعود صعوبة تعلم الرياضيات للأسباب التالية :

١- ضعف أو سوء الإعداد السابق في الرياضيات .

٢- القصور الواضح في إدراك العلاقات المكانية .

٣- عدم القدرة على عد سلسلة من الأشياء المصورة عن طريق الإشارة إليهم .

٤- صعوبات في فهم و قراءة المشكلات الرياضية .

٥- الافتقار الواضح إلى اختيار و استخدام الاستراتيجيات الملائمة في حل المشكلات الرياضية .

٦- قلق الرياضيات الذي يمثل عائقاً أمامهم و الذي قد يؤدي إلى اتجاهات سالبة نحو الرياضيات .

(الزيات،١٩٩٨)

تتمظهر صعوبة الرياضيات في أخطاء تتعلق في التنظيم المكاني ، من حيت تبديل الأعداد فيكتب التلميذ العدد سبعة و خمسون بهذا الشكل “٧٥” أي يكتب ما يسمع أولا دوم تنظيم العدد بشكل صحيح بالإضافة إلى عكس اتجاهات الأرقام فيكتب العدد سبعة هكذا “٨” ، بالإضافة إلى عدم ترتيب الحل في العمليات الحسابية ففي طرح عدد يحتوي على ٣ منازل من عدد آخر يحتوي على ٣ منازل أيضاً ، فلا يعرف ما هي الأعداد التي يطرحها من بعض ، و الأمر نفسه في العمليات الأخرى ، تتمظهر الصعوبة أيضا في أخطاء الوصف البصري في قراءة المشكلات الرياضية التي تحتوي على علامات عشرية فيترك العلامة و لا يعرف مكانها ، و تظهر كذلك صعوبة الذاكرة عند الحل فينسى التلميذ إعادة التسمية ، و عدم تذكر الحقائق العددية .

هذه بعض المظاهر ، فمجال صعوبة تعلم الرياضيات واسع جداً ، و لكن يجب التمييز بين صعوبات التعلم و التعثر الدراسي ، المظاهر السابقة تعود لأسباب نمائية داخلية المنشأ لا يمكن للتلميذ التحكم بها ، بينما التعثر الدراسي يعود لعوامل خارجية يمكن ضبطها و التحكم بها ،

لنا تكملة لموضوع صعوبة تعلم الرياضيات ، سنتعرف على العوامل لظهور تلك الصعوبة و بعض طرق العلاج في المقال القادم بإذن الله .

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *