عبدالعزيز الجناحي

حصاد السوالف مع «رياض».. حول «العناد» في الاتحاد!

عصير ربيع، حب شمسي، سجادة يجلس عليها، وقليل من «الشيلات».. هذا كل ما يحتاج إليه المشجع الكويتي، ليحضر إلى ملاعبكم «التراثية»، قبل انطلاق المباراة بخمس ساعات، وسط اللواهيب والقيظ «حاديه»، ليطمئن قلبه من وجود كرسي زاويته مكسورة، أو «صبّة» حك الزمن ملامحها.. المهم، أن يحضر للمنتخب، ويجلس ليلبي نداء الولاء، ولا يهمه إن كان رئيس الاتحاد طلال أو بلال، ولن يزيده إذا كان وزير الشباب سلمان أو شملان.. المهم أن «يقوّل» الأزرق!

ولأن شبك «أقوالنا» انتقل من أرضية ملاعبنا إلى مجالس إدارات اتحاداتنا وهيئاتنا الرياضية، صار التنافس والتكتيك و«4-4-2» وشراء المحترفين ومحاولات كشف التسلل و»الفاولات والسلايتات».. كلها في مشهد واحد، مشهد العناد المستمر بين الحكومة والاتحاد.. والنتيجة؟ إيقاف نشاطنا الرياضي مرة، واحتمالية إيقافه «كلاكيت» ثاني مرة!

حاولت أن أبحث عن إجابة عن هذا السؤال: مين فيهم الغلطان حول تنظيم «خليجي 23»؟ فبدأت بقراءة «مانشيتات» صحافتنا الرياضية، لأكتشف «تالي» أني أنا الغلطان، فالصحيفة الحمراء ما تحب طلال، والصحيفة الزرقاء «منذ مبطي» تموت في طلال.. ففي هذه القضية، تحديداً، مخطئ من يرجع إلى الصحافة، والصواب أن ترجع إلى ربك وتردد: يا الله تهديهم!

هاتفت العزيز النائب المستقيل رياض العدساني، لأدردش معه بشكل سريع عن رأيه في ما حصل، وخاصة أن استجوابه «المشطوب» من 43 نائباً، تضمَّن محوراً «رياضياً»، بدأنا نستشعر خطره اليوم، فسألته:

● أنت مع التأجيل بومحمد؟
– أنا مو مع التأجيل، إلا إذا كانت المنشآت ما تستحمل، فسلامة جماهيرنا أولى.. ولا يمكن أنهم يبنون خلال سنة التأجيل ملعب!

● «الهيئة» ترد وتقول إن الملاعب متوافرة، وباعتماد من اللجنة الأولمبية الآسيوية؟
– الملاعب متوافرة، وأحدها استاد جابر، وهو اللي قدمت فيه استجواب حول وجود شرخ في الأعمدة، وقدمت سؤالاً برلمانياً عن الإجراءات التي اتخذوها.. يُقال إنهم استعانوا بالديوان الأميري للتصليحات، لكن إلى الآن ما في أخبار، وعلى عكس اللجنة الآسيوية، أمناء سر اتحادات الخليج، أكدوا عدم صلاحية الملاعب، ومن المفترض أن يصدر كتاب رسمي باعتماد استاد جابر من المقاول المنفذ والمكتب الاستشاري، وإلا أصبح الموضوع مغامرة على حساب المواطن.

● وغير الملاعب؟ هل منتخبنا مهيأ؟
– في عام 2003 منتخبنا حصل على مركز متواضع، رغم أنها بطولة «خليجي» على أرضه وبين جماهيره، وكذلك عالمياً مركزنا تراجع، وفي آسيا نتائجنا سيئة..

● تتوقع أي مركز ناخذ في حال أقيم «خليجي 23»؟
– تردد في الإجابة، وقال: والله صعبة.

● يعني الأخير ولا قبل الأخير؟
– ضحك واسترسل: لا، إن شاء الله مركز زين.

● مَن يتحمَّل هذه النتائج السيئة؟
– الاتحاد يتحمَّل بالدرجة الأولى، وبالأخص رئيس الاتحاد.

● لكن الاتحاد يقول ما عنده ميزانية؟
– مو عذر، الكويت دائماً تكون منافس لا يُستهان به، وللأسف، اليوم حلمنا صار نوصل البطولات، وطبعاً «الهيئة» تأخرت في تسليم منشآت في رياضات مختلفة في البولينغ والتنس وغيره، فـ «الهيئة» أيضاً تتحمَّل المسؤولية في التطوير.

● المراقبون للساحة الرياضية اختصروا القضية، بأنها مجرد «عناد».. ما تعليقك؟
ـ هي مو عناد، كثر ما هو سجال سياسي، أدَّى إلى تراجع المستوى العام.

● المجلس شنو دوره وسط «هالمعمعة»؟
– المجلس كان متفرجاً في القضية الرياضية.

● ولا يزال؟
– كان متفرجاً ولا يزال متفرجاً، فأول استجواب لي شطب، وثاني استجواب ساندوا الحكومة، وثالث استجواب شطب! واليوم يكتفون بإطلاق التصريحات.. وهذا ليس انتقادا للمجلس، إنما كشف للحقائق.. فمن يحارب الاتحاد اليوم ويدعي التصدي له، منهم من كان يذكر أن الاتحاد غير شرعي، وأقرَّ بشرعيته، وآخرون كانوا أول مَن شطب الاستجواب، عندما قدمته متضمناً محور الرياضة، بل حتى لم يصوّتوا ضد مراسيم الضرورة، التي أعطت صلاحيات أكبر للاتحاد، ولم يتحركوا حتى لتشكيل لجنة تحقيق، فضلا عن المتكسبين الذين لا يريدون أن تنتهي المشكلة الرياضية.

● هل يستحق «أي كويتي» أن يصل إلى قمة هرم «فيفا»، في ظل التخبُّط الرياضي في بلده؟
– نحن نتمنى ويشرفنا أن نصل، ومن يصل عليه أن يكون مؤهلاً رياضياً و«ما عنده عداوات»، وسجله خالٍ من الفشل الرياضي، وعندما نصل، علينا أن نكون قدوة لأي قطاع رياضي في العالم.. وبشكل عام، أتمنى أن يتطوَّر القطاع الرياضي كله، فدورينا لو تقارنه بالدوري قبل 15 سنة، تجده أفضل بكثير في الماضي.

● أنت مَن تتابع في الدوري بومحمد؟
– ضحك، وقال: نادي الكويت، فضحكت لأني «كويتاوي»، واستمر الضحك على قدر آلام «رياضتنا»! وانتهت المكالمة.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

عبدالعزيز الجناحي

صحفي وكاتب حاصل على بكالريوس هندسة كهربائية من جامعة الكويت

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *