حسن الهداد

المخطط الخبيث يتحرك.. فمتى نتحرك؟!

كلنا يدرك مدى خطورة الطرح الطائفي وتمدده الشرير على أمن واستقرار البلد، خاصة في تلك الظروف العصيبة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط.
وأنا على ثقة بأن هذا الطرح ما هو إلا سيناريو مدروس ومعد بإتقان ويسير بتنفيذ قذر من أبواق المخطط الخبيث الذي يحاك بسرعة البرق لإشعال المنطقة بحروب طائفية مدمرة من قبل المحفل الصهيوني وتوابعه من المرتزقة.

الكل اليوم أصبح يشاهد الخراب والدمار والإرهاب في ليبيا وسورية والعراق واليمن فضلا عن الظروف السياسية والمشاحنات الحادة في لبنان وتونس، الأمر الذي أزمه الوضع السياسي وهذا بلا شك ينذر بالقفز إلى المجهول، وهناك تفجيرات تحصل في مصر وفي أنقرة، ولا ننسى يد الإرهاب التي بدأت تستهدف دول الخليج، وأيضا الانتهاكات العنيفة والقتل الذي يحدث بحق الشعب الفلسطيني من قبل الجيش الإسرائيلي، والتدخل الروسي في الساحة السورية الذي يقابله غضبا أميركيا، وهذه اللوحة باتت واضحة للكل والتحالفات المشوهة تشهد على ذلك، وإن كانت الرؤية والآراء تؤخذ من زوايا مختلفة، ما أدى إلى انقسامات في كل البلدان التي استهدفت من قبل الإرهاب الذي جاء على مركب ما يسمى بالربيع العربي «الدموي» المدعوم بالمخربين. متابعة قراءة المخطط الخبيث يتحرك.. فمتى نتحرك؟!

سامي النصف

توزيع الأدوار لتوزيع الغنائم!

لمن يريد ان يعتقد ان ما يجري في العلن على سطح الساحة العربية مطابق تماما لما يجري تحت السطح وبالخفاء، اي ان الدول الكبرى والإقليمية المحيطة بالمنطقة العربية تختلف بشدة فيما بينها وتفاجأ ضمن سيناريو ذلك الخلاف الحقيقي القوى الكبرى A بما تقوم به القوى الكبرى المعادية B، ومثل ذلك ان الدول الاقليمية غير العربية شديدة الاختلاف بحق فيما بينها رغم ان الدماء العربية لا غيرها هي من يدفع الأثمان الباهظة لذلك الخلاف. متابعة قراءة توزيع الأدوار لتوزيع الغنائم!

أ.د. غانم النجار

فلسطين خارج الدائرة

حسب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ومقره غزة، بلغ عدد القتلى حتى أمس ١١ مدنياً، بينهم امرأة حامل اسمها نور حسان، ٢٦ عاماً، وطفلتها رهف، ٣ أعوام، وجرح الزوج وطفل آخر وعدد آخر. حدثت الجريمة بصاروخين من طائرة إسرائيلية لمنزلهم في جنوب غزة.
المعايير الدولية الإنسانية تمنح الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير كحد أدنى، وتفعيل اتفاقية جنيف الرابعة، التي تدعو إلى حماية المدنيين أثناء الاحتلال، ولكن الذي يحدث عكس ذلك. ولولا شيء من حراك دبلوماسي في الأمم المتحدة، كالتصويت على قبول عضوية فلسطين، أو دخولها عضوية المحكمة الجنائية الدولية، لصارت فلسطين نسياً منسياً.
حتى الثمانينيات، ارتكزت المنظومة العنصرية القانونية في العالم على ٣ دول أساسية، هي روديسيا، وجنوب إفريقيا، وإسرائيل. وقد مثلت تلك المنظومة عقبة كبرى في التحولات الدولية نحو مفاهيم القيم الإنسانية، وقبول الآخر، خصوصاً أن تلك المنظومة بينها تعاون وثيق، كما أنها ذات أصول، أو أنها مدعومة ومتبناة بالكامل من الغرب الذي يعلن التزامه بالمعايير الإنسانية الدولية. متابعة قراءة فلسطين خارج الدائرة

احمد الصراف

مصدر الأخلاق

يعتقد الكثيرون أن العقيدة الدينية هي مصدر الأخلاق والقيم، وأن هذه القيم قد تتأثر بمجرد التخفيف من تدريس الدين في المدارس، وسيدفع بمجتمعاتنا إلى الانحلال، وأقل تمسكاً بالأخلاق والقيم. ولكن الواقع غير ذلك، فأفضل مجتمعات العالم هي التي تتبع العلمانية، أي التي لا يدرس الدين في مدارسها، مثل اليابان والدول الاسكندنافية، والعكس صحيح طبعاً! وبالتالي، فما يبديه الكثيرون من تخوف على قيم المجتمع وأخلاقه، متى ما تم وقف تدريس مادة الدين، أو التخفيف من جرعتها، أمر لا يستند إلى أي أساس، فالكثير من قيم المجتمعات الحديثة مستجدة، فحتى لو آمنا بأن الدين هو مصدر القيم والأخلاق، فإن هذه القيم تكون عادة مقتصرة على المجتمع ذاته، ولا تسري بالضرورة على غيره. فالغش مثلاً محرم، ولكن الأمر يصبح محل خلاف إن غش مسلم، يهودياً مثلاً، أو لم يصدقه القول. كما أن الجهر بعدم الصيام وتناول الكحول في المجتمعات الإسلامية عمل غير أخلاقي، وينطبق المعيار ذاته على من لا يدفع الزكاة، وعلى السارق، بصرف النظر عن ظروف السرقة، وحجم ما سرق، فالحكم هو قطع اليد، وغير ذلك من أمور يرون أن العمل بها ضروري لحفظ قيم المجتمع وفضائله. ولكن مثل هذه الأمور لا تشكل بالضرورة قيماً أخلاقية في مجتمعات أخرى، بل وقد يوجد ما يناقضها تماماً، وفقدانها لم يجعل تلك المجتمعات سيئة أخلاقياً. وبالتالي، فإن المجتمعات الإنسانية بحاجة إلى قيم أخلاقية مطلقة جديدة ناتجة عن التفكير المنطقي والعقلاني، والذي يأتي من خلال نقاش حر ومستفيض يجمع الجميع على اختلاف مشاربهم. أي اننا بحاجة إلى تصميم منظومة أخلاقية لمجتمعاتنا قابلة للتغيير والتعديل مع مرور الزمن، ولكنها تنسجم مع العرف العالمي، ولا تتضارب معه بحيث تمكننا من التعايش مع الآخر بسهولة. فإنسان القرن الواحد والعشرين مثلاً أصبح لا يؤمن بالعبودية، ومع هذا نرى لها، في مختلف الاعتقادات، قواعد وتفرعات وشروط تتعلّق بتملك الإنسان وعتقه. كما أصبح الإنسان المعاصر يؤمن بمساواة الرجل بالمرأة، ويؤمن كذلك بمبادئ حقوق الإنسان، بمثل إيمانه بحقوق الحيوان، ويبدي اهتماماً متزايداً بالبيئة ويجرم من يعتدي عليها، وجميع هذه الأخلاقيات أو القيم جديدة لا علاقة للمعتقدات بها، حيث إنها تطورت عبر التاريخ من خلال فلسفات إنسانية بحتة. متابعة قراءة مصدر الأخلاق