عبداللطيف الدعيج

حزب الله الأصل ومغنية فرع

حتى الآن ليس لدى حكومة دولة الكويت أدلة موثقة عن تورُّط السيد عماد مغنية في حادث اختطاف طائرة الجابرية أو أي حادث إرهابي ضدها. وقد سبق أن أعلنت الحكومة ذلك. لكن ما إن أعلن النائب عبدالحميد دشتي تقديم عزائه لأهل مغنية، إلا وأصبح تورُّط مغنية في حادثة «الجابرية» حقيقة مؤكدة لدى الكثيرين.
ليس هذا دفاعاً عن مغنية، فهو كان إرهابيا -في نظري- وسيبقى. وليس دفاعاً عن النائب دشتي، فتأييد وتمجيد الإرهاب ربما كان مقبولاً قبل سنوات، أو حتى ضرورة قبل عقود. لكن الآن وبعد أن طالت شوكة الإرهاب وأصبح كل شيء وكل نفس هدفاً للإرهاب، فإن إدانة الإرهاب أصبحت واجبة على كل إنسان على هذه الأرض، بغضّ النظر عن أصله أو فصله. ومن يجد صعوبة في تقبل هذا الواجب، فعليه أن يكرم نفسه وغيره بالصمت، أو الكف عن إظهار تأييده أو إعجابه بالإرهاب والإرهابيين، وهذا مع الأسف ما لم يفعله النائب عبدالحميد دشتي.
ليس من الحكمة ولا الحصافة تأييد الإرهاب أو تشجيع القتل أيا كان السبب أو الهدف. فالعالم اليوم يعاني من الإرهاب. وهناك إجماع من قبل كل الدول والشعوب على استنكاره ومحاربته. ومن يعلن تشجيعه لإرهابي قتل يهودياً يعلن -شاء أم أبى- تأييده للإرهابي الذي قتل أو سيقتل مسلماً. الإرهاب هو الإرهاب ويجب إدانة كل أشكاله ومصادره.
عبدالحميد دشتي قدّم العزاء لأهل السيد عماد مغنية «بوصفه شهيداً إسلامياً عربياً قتله الإسرائليون»، فثار دعاة الوطنية والمدافعون عن الكرامة الكويتية عليه، رغم أنهم كلهم، وبلا استثناء، اعتبروا عزاءه إهانة لـ«السنة»، واستفزازاً شيعياً لهم. وهذا موقف طائفي بحت، وليس له علاقة بالوطنية أو القومية كما الزعم. فالمفروض في سلوك النائب دشتي أن يكون إهانة لكل الكويتيين.. شيعتهم قبل سنتهم. لأن المفروض أيضاً أن يكون اختطاف طائرة «الجابرية» عملاً عدوانياً ضد الكويت، وليس ضد الطائفة السنية.
الغريب هنا أن كثيراً ممن اعترض على موقف النائب دشتي، خصوصاً من الشخصيات المعروفة، هو من قدَّم في السابق ولاءه وتشجيعه وتهنئته للسيد حسن نصر الله قائد وموجه عماد مغنية! كيف يصبح تقديم الولاء والتشجيع لحزب الله حلالاً وواجباً، بينما يصبح تقديم «العزاء» لوالد أحد أعضائه جريمة وخيانة وطنية!
إن لدينا من يتصيَّد الأخطاء، ولدينا من يحيك الدسائس والمؤامرات. وهؤلاء هم من حرص على مهاجمة النائب دشتي بدلاً من نصحه وتعميم سلوكه عوضاً عن حصره فيه شخصياً.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *