عبداللطيف الدعيج

إلا القوي الأمين

أخي الناخب.. صعب علي، وأعتقد انه صعب على غيري ايضاً، توجيهك للانتخاب وتحديد الخيار لك، خصوصاً أن من يدعي حق توجيه الناس يعلم انهم بالآلاف عدداً، وأنهم أيضاً بعشرات ومئات الملل والطوائف والاتجاهات. لهذا انا لن اضع اي مواصفات لمن تنتخب، لاني اعتقد انه في النهاية.. انت الناخب تبقى الاخبر بابن جلدتك ودائرتك.
لكن يبدو لي ان من الممكن ان اضع علامة «اكس» على بعض الفئات، فيكون من السهل تجنبها وتخطيها او الابتعاد عن حبائلها. ولن اثقل عليك هنا او اعدد ما يصعب هضمه او حتى تذكره. لكن اتمنى ان تتجنب انتخاب فئة واحدة لا غير. وسبب اختياري لهذه الفئة لتحذير الناخب منها يعود بالاساس الى اعتقادي بان هناك من يروج لها زيفاً وباطلاً، ويشهد لها كذباً وزراً. ويمليها ويفرضها بالتهديد، اكثر من الوعيد، على الناس.
انهم «الاقوياء الامناء». لا اوصيك.. بل اترجاك ايها الناخب دع عنك القوي الامين. من وقف شيخ كذاب، او إمام لا يفقه في السياسة وليس محيطاً بأزمات ومشكلات هذا العصر.. من وقف مثل هذا الشيخ او الامام يدعو لهم ويطالبك بانتخابهم.. وإلا.. وإلا ستجني، حسب زعمه، غضب الرب وتخالف تعاليم الدين وفروضه. لا تنتخب لا القوي ولا الامين، ولا تنتخب بالذات من اجتمعت فيه هاتان الخصلتان. فلن تدخل به ساحة مصارعة. ولن تودعه مالك او تأتمنه على اهلك. لدينا قوانين ومؤسسات تحميك وتتكفل بحمايتك وحراستك وحتى رعايتك.. فما حاجتك للقوي. ولدينا مؤسسات وبنوك تأتمنها على ما تملك، وتأتمنها ايضا على ما ستملك.. فما حاجتك للامين.
انت بحاجة ايها الناخب، الى من يملك رؤية واضحة عما يواجهه وطنك من تحديات. وانت بحاجة الى من لديه حلول حقيقية لمشاكلك وازماتك. هؤلاء هم من يستحقون صوتك.. ومثل هؤلاء من يجب ان تعول عليهم لضمان مستقبل ابنائك.
تذكر ان شيخ القبيضة في مجلس 2009 كان امام مسجد وشيخ دين. لهذا دع عنك القوي والامين وما اوصاك به او فرضه عليك كل شيخ او امام او مدعي التقوى والتدين. فالتصويت ليس فريضة، والانتخاب ليس سنة. والديموقراطية ابعد ما تكون عن ديننا قبل دنيانا. فهي نتاج مجتمعات عصرية. وهي نتاج مجتمعات غربية. وهي كل متكامل فليس في امكانك تجزئتها او تفصيلها على مقاسك. فانت ومرشحك محكومان بدستور وقوانين وضعية. تحترم الانسان وتقدس حقه في الحرية والعدالة والمساواة. لا تفرق بين شيعي وسني، بدوي وحضري، عربي او اعجمي.. تماما كما لا تفرق بين كافر ومسلم. هذه هي الديموقراطية وهذه هي القوة التي منحتك حق التصويت.. فمارسه وفق قوانينها وشروطها.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *