أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع

وحدة الخليج لمنع التقسيم وأطماع إيران التوسعية

ثالوث التآمر على الدول الإسلامية والعربية سقطت كل أقنعته، وصار يجاهر بتوجهاته الاستعمارية ونزعاته التوسعية، وقد اكتملت سمفونية الهيمنة، التي كانت تتم بأنغام هادئة تمثلها السياسات الأميركية الناعمة في الطبطبة على اكتاف الدول العربية ودولنا الخليجية، وفي الوقت ذاته شحنها الطائفي والفئوي بالمنطقة بهدف تفتيتها وتقسيمها.
أما أنغام السمفونية الصاخبة، فتمثلها التحركات التوسعية الإيرانية باشتراكها العسكري المباشر في سوريا ضد الشعب السوري لكسره، وربما لفرض هيمنتها هناك بالتحالف مع النظام السوري، أما أنغام حزب الله، فآلة حربية مستمرة، فهذه المنظمة الإرهابية تسهم في تقتيل الشعب السوري، وتنفيذ أصناف من الترويع عبر ميليشياتها الإرهابية وداعش المتواطئة معهما.
وها هي إيران قد جيشت جيوشها في العراق بصورة مماثلة لما تمارسه في سوريا بما يخدم مخططها التوسعي ذاته، وقد كشرت السياسة الايرانية عن ما تضمره لدولنا في دورها المباشر في اليمن، وقد تم إفشاله في الوقت المناسب.
الآن، وقد أنجزت إيران اتفاقها النووي، وهو ما سيحولها لدولة تمتلك القنبلة الذرية خلال عشر سنوات، فعلينا أن نترقب ونراقب تزايد نشاطاتها التوسعية وأعمالها العسكرية في دول المنطقة، سعيا منها للحصول على جزء من كيكة تقسيم المنطقة.
أما الطرف الثالث، فهو بقية دول الغرب التي تتواكب مع سياسات تقسيم المنطقة، بعد أن تم الترتيب معها وإفهامها أن مخاطر «الإسلام فوبيا» وتأمين أمن إسرائيل لن يتم تجاوزها إلا بتقسيم الدول العربية والإسلامية بخريطة الشرق الأوسط الجديد، وقد رسم الدور لكل من داعش وإيران ليكونا مرحلة مفصلية في إنجاز هذا المخطط الخبيث.
إن دول الخليج هي أولى الكيانات المستهدفة في الخريطة الجديدة للشرق الأوسط المقسم والمستعمر.
وعلى دولنا أن تدرك أبعاد الخطر الذي يهدد كياننا، وألا نضيع مزيدا من الوقت بأن نصبح جزءاً من مخطط إنهاء وجودنا، بل علينا أن نتحول لصانع للحدث ومغير لمجريات الأمور على أرض الواقع قبل فوات الأوان، ولن يتحقق ذلك لكيانات صغيرة متناثرة، ومن ثم ينبغي أن نتحرك عاجلا لإعلان دولة «الجزيرة العربية الموحدة» باتحاد كونفدرالي، يقيم دولة واحدة لها رئاسة موحدة، وذات تمثيل مشترك في سياساتها الخارجية ومنظومتها العسكرية وعملتها المالية، مع استقلال سياسي كامل لمكوناتها كدول، بحيث تتكون من دول مجلس التعاون الست، بالإضافة الى اليمن، لمنع نجاح المخططات الاستعمارية تماما، كما منعت سقوط اليمن بعمليات عاصفة الحزم، وما تبعها.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *