عبداللطيف الدعيج

استحواذي وليس إصلاحياً

كثيرون كان تقييمهم ايجابيا لنتائج انتخابات مجلس الامة الاخيرة. وكثيرون اسبغوا على الخيار الشعبي – الذي انعكس على الانتخابات – اسبغوا عليه صفة الاصلاحية. الشعب اختار «الاصلاح» هكذا تم وصف الاختيار.
اذا كان التخلي عن نواب المجلس السابق إصلاحا، فان المطلوب تحديد خرابهم او ما خربوه. يعني بشكل مباشر ما الذي يريد المواطن الناخب اصلاحه.. ومن اجل ماذا تم استبعاد النواب السابقين والإتيان بالنواب الحاليين. الاجابة عن هذا السؤال سهلة وان كانت مفاجأة، او لا تتفق مع السياق العام للاحداث، او بالاحرى مع مزاعم الانتخاب الاصلاحية. فنواب مجلس 2013 تم استبعادهم كما اعلن كثير من الناطقين باسم ناخبي مجلس الامة بشكل خاص، او المواطنين الكويتيين بشكل عام، تم استبعادهم لانهم وافقوا على رفع سعر «البنزين». هكذا بكل بساطة ووضوح. لم يتم استبعادهم لانهم «خربوا» العملية الديموقراطية، او اساؤوا للممارسة البرلمانية، او لانهم اعتدوا على المال العام، وهو ما تلذذ كثيرون بالدفاع عنه.. بل تم استبعادهم لانهم وافقوا على الوثيقة الاقتصادية لـ«الاصلاح»، او بشكل مباشر، لانهم رفعوا سعر البنزين. علما بان البنزين تعود ملكيته الى الناخب الكويتي بحكم ان شركة البترول الوطنية المنتجة للبنزين ملكية عامة %100.. اي ان نواب مجلس 2013 لم يفعلوا شيئا غير دعم مالية المواطن. طبعا لسنا بهذه السذاجة، لان رفع سعر الوقود ترتب عليه ارتفاع اسعار سلع اخرى. لكن يبقى الواضح والمهم ان نواب مجلس 2013 لم يرتكبوا اثما كبيرا او يفرطوا بوضوح بمصالح وممتلكات الناخب الكويتي.
هناك من اتخذ مواقف سياسية من المجلس المنحل بادعاء انه الغى بعض الاستجوابات، او مرر قانون «المسيء»، علما بان قانون المسيء الاصلي ذا عقوبة الاعدام مررته ذات المجموعة التي تنتقد قانون المسيء الحالي كالدمخي، الحربش، الطبطبائي العوضي وغيرهم كثيرون ممن انتخبهم الناخب «الاصلاحي» الحالي! هذه الانتقادات السياسية لم تكن حاضرة في الجدل حول الانتخابات الاخيرة. ولم تبرز كقضايا تبناها الناخب الكويتي.. قضية الناخب الكويتي بكل اسف في الانتخابات الاخيرة كانت الاصلاحات الاقتصادية «المرفوضة» بشكل عام، ورفع سعر البنزين بشكل خاص.
الخلاصة ان دوافع استبعاد نواب مجلس 2013 ليست الرغبة في الاصلاح كما ادعى او توهم كثيرون.. بل الرغبة الواضحة هي الانتقام ممن رفع سعر البنزين. هذا يجعل مجلسكم كشعبكم «استحواذي بامتياز».. الاصلاح بريء منه براءة الذئب من دم يوسف.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *