د. شفيق ناظم الغبرا

انفجار الكويت إنذار لبحث طرق مواجهة الإرهاب

هذه هي المرة الأولى في تاريخ الكويت التي يقع فيها عمل عنيف يستهدف مواطنين مدنيين في مسجد يصلي فيه أبناء المذهب الجعفري في يوم جمعة رمضاني وفي وقت الصلاة. لقد استهدف التفجير الانتحاري قتل أكبر عدد وإيقاع أكبر ألم كما هدف إلى خلط الأوراق السياسية في الكويت في ظل حالة طائفية محلية وإقليمية تؤثر في الحياة الاجتماعية والسياسية. هذا عمل مدان لأنه يستهدف الأبرياء وفئة من المواطنين في مجتمع لم يعرف إلا القليل من العنف في تاريخه السياسي.

وفي المقابل قتل شاب في مقتبل العمر نفسه، ربما بعد أن وصل إلى نتيجة أنه لم يعد لحياته قيمة، وأن الأفضل له أن يموت موتاً معلناً مع ضحاياه الأبرياء. لا يصل الإنسان بسهولة إلى قرار قتل أبرياء وتحويل جسده إلى متفجرة إلا من وقع تحت تأثير حالة سياسية ونفسية مزمنة في ظل تفكك وتهميش ويأس من الحياة. يقع التطرف في ظل سقوط مرجعيات ونماذج كانت مؤثرة وقيم سياسية قديمة فقدت مكانتها في ظل بروز أفكار تقدم أجوبة قطعية مبسطة للواقع. لقد أصاب انتحاري الكويت مدنيين لا علاقة لهم بالصراع الإيراني – العربي أو الشيعي – السنّي في العراق، فهذا النمط من القتل يعكس بؤس الحالة وأخطارها في الوقت نفسه.
متابعة قراءة انفجار الكويت إنذار لبحث طرق مواجهة الإرهاب

احمد الصراف

جامعات صهيب وجمعية الإخوان المهندسين

يقال إن خطأ طبيب قد يودي بحياة فرد، وخطأ فتوى قد تودي بحياة المئات. أما خطأ المهندس، فقد يتسبب في موت الآلاف.
كان اسم صهيب شيخ يعني الكثير للذين تعاملوا معه أو مع شركته Axact، فقد نجح صهيب في تغيير حياة الآلاف، ورفع مستواهم الاجتماعي، وتسهيل حصولهم على وظائف مرموقة، وبالتالي اقترانهم بأفضل المصونات، ومنحهم ما كان عصياً عليهم مقابل مبلغ مالي تافه!
وفجأة انهارت «إمبراطورية صهيب» في كراتشي، وألقي القبض عليه بتهمة «بيع» عشرات آلاف الشهادات المزوّرة، وفي الهندسة، ولشخصيات خليجية بالذات.
متابعة قراءة جامعات صهيب وجمعية الإخوان المهندسين

أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع

استقلال القضاء.. ومخاصمته

لا شك في أن تنظيم السلطة القضائية في الكويت كان ولا يزال قاصراً، فعدم تمتع السلطة القضائية بالاستقلال المالي والإداري الكامل عن السلطة التنفيذية لا يتفق ومبادئ الدستور التي منحت هذه السلطة استقلالاً كاملا بكل ضماناته، وعلى الرغم من التعديلات التي تمت على قانون تنظيم القضاء منذ عام 1990 ثم 1992 ثم 1996 وأخيرا عام 2001، فإن كل التعديلات المذكورة لم تمنح القضاء استقلاليته المالية والإدارية، وبما يفك الارتباط بين هذه السلطة، والسلطة التنفيذية بشكل عام، وبوزير العدل على وجه الخصوص.
وعليه، فإن استقلال القضاء هو قوام الدولة القانونية، ولا يستقيم مرفق العدالة من دون أن يكون قضاؤه مستقلا، وتتوافر للقضاة فيه كل أسباب وضمانات الحيدة، وتتلاشى القيود التي تمكن سلطة أخرى من الهيمنة عليه أو التحكم في شؤونه المالية أو الإدارية أو الفنية، وهناك ثلاثة أبعاد لضمان استقلالية القضاء وحياده، وتخلف أي منها يفقد القضاء قدرته على العمل بكل حرية وتجرد وحيدة واستقلالية.
متابعة قراءة استقلال القضاء.. ومخاصمته

د.علي يوسف السند

حتى لا نُفجع مرتين!

التفجير الآثم في مسجد الإمام الصادق يُعد فاجعة بكل المقاييس، وعلى كل المستويات، وفي كل الأصعدة، فهو فاجعة إنسانية وسياسية، وفاجعة مجتمع ودولة، لا يمكن أن تُمحى من ذاكرة هذا الوطن، أو تظل على هامش تاريخه.
بعد هذه الفاجعة نقف جميعاً أمام مفترق حاد بين طريقين، فإما نسير في طريق استيعاب الحدث بمسؤولية كاملة، ونلملم جراحاتنا، ونحسن التصرف، حتى نتجنب الموجات الارتدادية، وإما أن نسير في الطريق الوعر، وننساق وراء الحدث بكل ما فيه من بشاعة، ونسمح لأنفسنا بالتمادي في ردود الأفعال غير المنضبطة، فنصبّ الزيت على النار، ونحوّل عُقدنا وخصوماتنا إلى وقود لنار لا تُبقي ولا تذر، فنظل ندفع ثمن هذه الحادثة لعقود طويلة، لا سمح الله!
وحتى لا نسير في الطريق الخطأ، فتتحول هذه الفاجعة إلى فاجعتين – وربما فواجع – علينا أن نحسن تصوير الحدث بشكل سليم، بلا تهوين ولا تهويل، ونقف على الأسباب الحقيقية، ونتمتع بالشفافية والمصداقية في عرض المعلومات وتداولها، بعيداً عن الانتقائية، ففي حال عدم عرض وتداول المعلومات بشكل سليم، فإننا سنكون قد ساهمنا في تزوير الواقع، مما يؤدي إلى تشوهات في الوعي العام، يصعب الشفاء منها.
في الوقت الذي بإمكاننا أن نقلل من التأثيرات السلبية لهذه الفاجعة، ففي أيدينا أيضاً أن نحولها إلى فاجعة تلد أخرى، فإذا صارت هذه الحادثة فرصة عند البعض لتسجيل النقاط على خصومه، وصارت منطلقاً لتبادل الاتهامات، وفرصة لعرض الأجندات الخاصة، والانتقام من الآخر، أو إظهار الشماتة فيه، فهنا ستتحول الفاجعة إلى فاجعة أخرى.
متابعة قراءة حتى لا نُفجع مرتين!

عبداللطيف الدعيج

عندما يتحوّل الناس إلى ضحايا وقرابين

هناك دعوات وشعارات اغلبها جادة ومسؤولة تناشد المواطنين على مختلف مشاربهم ومذاهبهم، خصوصا الشيعة والسنة هذه الايام، تناشدهم التكاتف والالتفاف حول بعض. تدعو الى ما يسمى الوحدة الوطنية والى نبذ الانقسام والانشقاق. هذه دعوات مباركة، الله يكثر منها، ان شاء، ويجعلها كلها صدقا حقيقيا ورغبة صادقة في ضرورة التآلف بين قاطني هذا البلد.
لكنها مع الاسف سوف تبقى مجرد دعوات وشعارات فارغة ان لم يصاحبها او تصدر اصلا عن قناعة باحترام الغير وتفهم انساني وديموقراطي لحقوق الآخرين. اي الالتزام التام بمبدأ التعايش السلمي والايمان بالتعددية وحق الاختلاف. ان لم نقتنع اولا ونقر باحترام التعددية ونربي من حولنا عليها فان مصير العلاقة مع الآخرين والسلام بين الطوائف والفئات سيبقى مرهونا للصدف وفي الغالب ضحية للمفاجآت وسوء الفهم واخطاء التفسير.
الرغبة في التميز عن الغير، والاصرار على التعالي على الآخرين، لا شك سيئة وامر يجب تجنبه. لكنها في النهاية ليست شرا مطلقا او هاجسا يجب الالتفات والتصدي له. ليست هناك مشكلة حقيقية في التعدد والاختلاف، فهو اصلا سُنة الكون. المشكلة الاساسية هي في «فرض» الأنا على الآخرين او الرغبة في صبغ كل ما هو موجود بصبغة واحدة.
متابعة قراءة عندما يتحوّل الناس إلى ضحايا وقرابين

باسل الجاسر

تحية إجلال لأميرنا وقائد مسيرتنا

المتابع لردة فعل سمو الأمير المفدى منذ اللحظات الأولى التي أعقبت جريمة الاعتداء الآثم على المصلين يوم الجمعة في مسجد الإمام جعفر الصادق عليه السلام، يجد الحنان الأبوي بكل أبعاده والحكمة تتجلى في أبهى صورها والقيادة الرشيدة البصيرة التي أغلقت كل منفذ على من يريد بث الفتنة بين أبناء الشعب والوطن الواحد.

فالحنان الأبوي والعاطفة الجياشة ظهرت شامخة عندما انطلق سموه، حفظه الله ورعاه، فور وقوع الجريمة النكراء، لموقع الحدث دون ترتيبات أمنية وبشكل مفاجئ بل وفاجأ رجال الأمن، ففي هذه الأوقات العصيبة لم يكن أحد يعلم هل الجريمة انتهت أم لها توابع، ففي المعتاد ووفق ما يجري في العراق وسورية، فإن هذه التنظيمات الإرهابية التي لا ترعى لله حرمة، فإنه عندما يفجر الانتحاري نفسه يكون انتحاري آخر ينتظر الناس لتتجمع للإنقاذ فيقترب منهم ليفجر نفسه في الجموع.. ومع ذلك وجدنا أميرنا بشجاعة لافتة قل نظيرها في مسجد الإمام الصادق بين أبنائه يواسيهم ويهدئ من روعهم ويطمئنهم بأنه معهم، وكان المشهد الأكثر تأثيرا هو عندما تحدرت دمعاته ألما على دماء أبنائه التي أهدرها غدرا وعدوانا الإرهاب والتطرف والإجرام، فكان سموه كالبلسم الذي هدأ روع المرتاعين الذين بالمسجد وكل الكويتيين الذين كانوا يتابعون الحدث عبر وسائل الإعلام.
متابعة قراءة تحية إجلال لأميرنا وقائد مسيرتنا

حسن العيسى

داعش صناعة بوركينا فاسو

لم يبق إلا توجيه الاتهام إلى “بوركينا فاسو”، وهي إحدى أتعس وأفقر دول العالم، بأنها وراء تنظيم داعش! إذا كان اتهام دول مثل إيران أو الولايات المتحدة أمراً معقولاً مثلما تنشر أدبيات التواصل الاجتماعي اليوم، فلماذا لا يكون لصق اتهام خلق داعش إلى أي دولة نكرة في العالم أمراً معقولاً وممكناً، في فكر وثقافة اللا معقول.
ففي كل مرة يحدث أن ترتكب دولة داعش جريمة إرهابية موغلة في التوحش يسارع الكثيرون بسلامة طوية إلى عقدة التفسير التآمري للحدث، تدفعهم مشاعرهم وعواطفهم، التي ترفض الآخر إلى توجيه الاتهام لعدو جاهز في فكرهم، وعندها ترتاح نفوسهم وتطيب خواطرهم، بعد أن أزاحوا عن أنفسهم مشقة التفكير في تحميل ذواتنا وثقافتنا الطائفية عبء داعش وأشباه داعش.
متابعة قراءة داعش صناعة بوركينا فاسو