سامي النصف

ماذا لو رفع الأقباط الإنجيل؟!

شهدت أمس في القاهرة «جمعة المصاحف» التي أعطت كل فصيل سياسي حجمه الحقيقي، فعندما دعت القوى الوطنية الشعب إلى التظاهر إبان عهد الرئيس مرسي في 30/6 استجاب لها ما يقارب 33 مليون مصري ارتجت الأرض تحت اقدامهم، في المقابل عندما دعت بعض القوى لتظاهرة 28/11 لم تستجب لها إلا اعداد قليلة لا تمثل شيئا بالنسبة للتعداد المصري.

****

لقد اصطف الشعب بأغلبه اذا لم نقل بأكمله (عدا قلة لا تذكر) ممثلا بقواه السياسية من سلف وناصريين وليبراليين ويساريين جميعا خلف القيادة الشرعية المنتخبة ديموقراطيا والمعترف بها من جميع دول العالم والتي تمثل الاستقرار وخارطة الطريق المشرقة لجميع أبناء مصر، وفي هذا السياق طرح البعض تساؤلا محقا عما اذا كان المطلوب من جمعة المصاحف ان يرفع الملايين من اقباط مصر الانجيل في كل مطلب يدعون اليه وهل في هذا مصلحة لمصر وحفاظ على وحدتها الوطنية القائمة منذ اكثر من ألف عام؟!

****

وواضح ان الخوارج الجدد هم نسخة طبق الأصل من «قدماء الخوارج» فالاثنان يستخدمان الدين للإضرار بالدين ولقتل المسلمين دون غيرهم، كما عرف عن خوارج الامس وخوارج اليوم انهم يستهدفون جيوش الدولة الاسلامية ليضعفوها ويمهدوا لهزيمتها أمام اعدائها ولم يعرف عن الخوارج عبر تاريخهم انهم فتحوا بلدا غير مسلم.

****

وخير ما يمكن لمصر فعله كي تتوقف عملية التآمر عليها الهادفة إلى تفتيتها وسفك دماء ابنائها هو اصدار تشريع من مجلس الشعب القادم بمنع التظاهر لعام او عامين حتى تهدأ الاحوال ويرجع السائحون والمستثمرون، كما يمكن لتلك التشريعات ان تمنع التظاهر بشكل دائم في المفاصل الحيوية للدولة والمرافق السياحية وتحدد لها اماكن خارج البلد للتظاهر توضع بها الخدمات الطبية والمرافق العامة ومواقف السيارات ومنصات للمتحدثين ولكاميرات التصوير.. الخ، فحرية التعبير لا تعني قط قطع الارزاق وتدمير الاقتصاد كما يحدث في مصر وبعض دولنا العربية.

****

آخر محطة: حضرت ذات مرة مظاهرة «مليونية» دعت لها قوة سياسية مؤدلجة في ميدان التحرير، تواجدت لأكتشف أن عدد المتظاهرين الذين أحضروا من القرى والنجوع في باصات مكيفة بعد دفع النقود لهم لا يتجاوز آلافا قليلة يتوسطهم شباب مدرب تدريبا محترفا على خلق عمليات خداع بصري بالتواطؤ مع كاميرات اعلامية صديقة، حيث يرفعون الأيادي بشكل جماعي مع تحريكها ويرفعون معها شابا او شابين لترديد الصيحات المتفق عليها لدقائق قليلة لزوم التصوير، ثم يتفرقون لمدة ساعة ويعودون لنفس الفعل المحترف ليتكفل التصوير والمونتاج بعد ذلك بخلق تظاهرة.. مليونية!

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *