حمد التركيت

حرق الغاز.. إلى متى؟!

نشر في الأسبوع الماضي تقرير ديوان المحاسبة الذي تضمن أن المؤسسة تقوم بحرق الغاز من الحقول الجنوبية بصفة مستمرة وأن ذلك يشكل هدرا كبيرا لثروات الوطن، وفي الاسبوع ذاته شدد وزير المالية على ترشيد الإنفاق في ظل تقلبات أسعار النفط. متابعة قراءة حرق الغاز.. إلى متى؟!

سامي النصف

إساءة الإسلام السياسي للإسلام!

لأن السكين وصلت إلى رقاب دولنا العربية وشعوبنا الاسلامية، لم يعد هناك مجال للمجاملة، وحان الوقت لرسم خارطة طريق جديدة لمستقبل واعد لبلداننا وشعوبنا بعد اعوام التيه العربي والاسلامي الاربعين التي بدأت منذ منتصف السبعينيات حتى انتهت على اعتاب الثورات العربية حين تصدّر الاسلام السياسي الاحداث وتسلم مقاليد الامور في دول مثل مصر وتونس، كما تصدّر المعارضة في دول اخرى مثل سورية، فتساقطت الاقنعة بعد التجربة المرة وانصرف الناس عنهم بدلالة ثورة مصر الثانية ونتائج الانتخابات التونسية الاخيرة. متابعة قراءة إساءة الإسلام السياسي للإسلام!

سعد المعطش

الشباب يكسبون

بعض تصريحات السياسيين أو القياديين في الدولة تجعلك في حيرة من أمرك ولا تفهم ماذا يراد بها، فكلنا يعرف أن تصريحات السياسيين يراد منها الحضور الإعلامي بين الناس، وكما يسمى الاستهلاك المحلي، وحتما أنه سيجد من يصدقه ويتفاعل معه من البسطاء.

ولكن تصريحات القياديين هي الأكثر حيرة وتحتاج الى مفسر أحلام أو الى المخابرات الروسية لفك شيفرتها ولمعرفة ان كانت حقيقية أو مجرد طرفة ولنأخذ تصريح وكيل وزارة الاعلام صلاح المباركي كمثال. متابعة قراءة الشباب يكسبون

حسن العيسى

«اللي فينا كافينا»

عبارة يجب أن يسمعها أعضاء مجلس التابعين الحكومي، بعد أن قرأنا أخبار حماسة 33 عضواً لإقرار الاتفاقية الأمنية بين دول الخليج، العبارة هي «اللي فينا كافينا»، يكفي علينا قلقنا الكبير من تهاوي أسعار النفط وعلى رقابنا سلطة كانت «محتاسة» وغارقة عندما كانت أسعار النفط فوق المئة دولار، والآن تواجه أكبر أزمة اقتصادية بالفكر الساذج ذاته، ويكفي علينا: غرقنا في أخبار «توتر» عن مشاريع تثمينات بأرقام فلكية، في الوقت الذي يختنق اقتصاد الدولة مع حكومة مازالت تردد أسطوانة «يجب أن نشد الحزام… ويجب أن نرشد الإنفاق، ويجب اتباع وصفات صندوق النقد الدولي»…! تهنا معها ومع خصبصة ضياعها الإداري والمالي، ويكفي علينا مشاكل ليس لها أول ولا آخر من مرور خانق وأزمة سكن وأسعار أراض جنونية، إلى تردي الخدمة الصحية، إلى تدهور التعليم من روضة إلى جامعات «الفالصو»، وإقرار شهاداتها تنفيذاً لضغوط نواب مجالس الهم والغم، يكفي علينا همومنا الكبيرة التي ما كان يجب أن تتراكم على بلد في مثل حالتنا، حين كانت كل ظروف الداخل والخارج تقدم أفضل الفرص للتقدم والتنمية وارتقاء البشر، فضيعتها الإدارات السياسية المتعاقبة، وهي «شكلاً» متغيرة ومتعاقبة لكن جوهرها واحد ويا خسارة، ويكفي علينا التضييق المتزايد يوماً بعد يوم على حريات الضمير، ولا يجد الشباب المهموم بقضايا الوطن من يلجأ إليه لإنصافه.
يكفي علينا الكثير والكثير من «حوسة» هذا الوقت الأغبر، ولا تنقصنا هذه الهرولة المزايدة لإقرار الاتفاقية الأمنية الخليجية… أي أمن يتحدث عنه نواب المرايا العاكسة للحكومة في الخليج و»المخاطر الخارجية»، كما يروج في وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية؟! اذ لا توجد دولة خليجية واحدة ليس لها خلاف حدودي مع جارتها، اعطوني يا حضرات النواب مثالاً واحداً عن حدود مستقرة ومعترف بها بين دولتين جارتين من دول المجلس حتى نهلل معكم للاتفاقية، أخبروا قواعدكم الذين صوتوا لكم عن المادة السادسة من الاتفاقية التي تنص على عبارة مثل «… الجريمة المنظمة عبر الوطنية المستجدة»، ماذا تعني تلك العبارة؟ وأي فقيه هو «فلتة زمانه» يمكن أن يرشدنا لمعاني كلمات مثل «المنظمة، عبر الوطنية، مستجدة»!! قولوا لنا، مثلاً، إن المقصود بها ملاحقة جرائم الرأي والتجمعات السلمية الناقدة لأنظمة الحكم…! ماذا نفهم من تلك الكلمات غير المزيد من القمع واللكمات؟
بأضعف الإيمان شاهدوا لقاء رئيس مجلس الأمة السابق أحمد السعدون مع الزميل محمد الوشيحي في برنامج تلفزيوني حر وجريء تم قبره ووئدت معه القناة التلفزيونية التي كانت تبثه تحقيقاً لحرية الرأي بدولة الحريات، وماذا قال أحمد السعدون عن الاتفاقية وتاريخها؟ وكيف تم تعديلها للأسوأ من قبل الدول الموقعة عليها؟
يكفينا اللي فينا يا نواب 33، آخر ما ينقصنا اليوم… هو حصافتكم حين تمثلون هذه الأمة المغتمة بكم.

احمد الصراف

لا تبكي يا أمي

«عزيزتي شوليح، علمت اليوم أنه قد جاء دوري لمواجهة القصاص. لقد وصلت للصفحة الأخيرة من كتاب حياتي، ولكني لم أحظَ بفرصة تقبيل يدك ويد أبي. لقد سمح العالم لي أن أعيش 19 عاماً، ثم جاءت تلك الليلة المشؤومة، التي ربما كان يجب أن أقتل فيها ويلقى جسدي في ركن قصي. وكانت الشرطة ستعرض جثتي عليك للتعرف إليها، وكنت ستعلمين بأنه تم اغتصابي وقتلي، وإن القاتل لن يستدل عليه، لأن لا حول لنا ولا قوة. ومن ثم كنت ستقضين حياتك في معاناة وعار مما ارتكبت. لقد علمت.ني يا أمي، يا أعزّ أم، أن أحدنا يأتي إلى هذا العالم لاكتساب الخبرات. وتعلمت منك أن علينا أحياناً القتال. وان علينا أن نثابر، لكي نخلق قيمة لنا، حتى لو كان ذلك يعني الموت. وعلمتني أنه عندما أذهب إلى المدرسة ينبغي أن أكون متعالية على النزاعات والشكاوى. وعندما تم تقديمي للمحاكمة، بدوت وكأنني قاتلة بدم بارد ومجرمة بلا رحمة لأنني لم أذرف الدموع ولم أتسوّل العطف، حتى أنني لم أبك، فقد كنت واثقة من حقي ومن القانون. ولكن واجهتني تهمة عدم المبالاة، وكم كنت ساذجة بتوقعي العدالة من القضاة! أمي، لا تبكي على ما ستسمعينه، ففي اليوم الأول الذي قامت الشرطة بإيذائي بسبب أظافري فهمت أن الجمال ليس أمراً مرغوباً فيه هنا، لا جمال المنظر ولا جمال الأفكار ولا الرغبات ولا العيون، ولا حتى الكتابة، وبالتالي غيرت من أفكاري، وأنت لست مسؤولة عن ذلك. كلماتي لا تنتهي، وسأعطي هذه الرسالة لشخص ما لتوصيلها لك، إن أعدمت في غيابك. كما تركت لك الكثير بخط يدي للذكرى. وهنا أريد أن أطلب منك قبل موتي، وعليك أن تقومي به من اجلي بكل ما تملكين من قوة، فهو الشيء الوحيد الذي أريده منك ومن هذا العالم. أريد يا أمي الطيبة ألا تدعي أعضائي تدفن تحت التراب، ولا أن تتحول عيوني الجميلة وقلبي الشاب إلى غبار، وأن تتوسلي، بعد شنقي، لكي يتم أخذ قلبي وكليتي وبقية أعضائي والتبرع بها لمن يحتاجها، كهدية. ولا أريد أن يعرف المتلقي اسمي، أو أن يشتري لي باقة ورد، أو حتى يقوم بالدعاء لي. أنا أقول لك من أعماق قلبي إنني لا أريد أن يكون لي قبر لتأتي إليه وتحزني وتعاني. أنا لا أريدك أن تقومي بارتداء الملابس السوداء حدادا علي، بل أن تبذلي قصارى جهدك لنسيان أيامي الصعبة، وان تمنحيني للريح لتأخذني بعيداً. العالم لم يحبنا يا أمي، وأنا الآن استسلم لذلك واحتضن الموت، لأنني في محكمة الله سوف أقوم باتهام المفتشين وقضاة المحكمة الذين آذوني في يقظتي ومنامي. في العالم الآخر، إنه أنا وأنت من سيوجه التهم لهؤلاء، وسننتظر لنرى ما يريده الله.. أنا أحبك يا أمي». كان هذا نص رسالة ريحانة جباري، مصممة الديكور الشابة، التي قامت بقتل رجل مخابرات إيراني في شقته عندما رافقته لوضع تصميم لها. كانت في الـ19 من عمرها، وقضت في السجن سبع سنوات، قبل أن تعدم شنقا في الأسبوع الماضي، وهي في الـ26 من عمرها، بعد أن رفض النظام جميع توسلات رؤساء الدول وعشرات الجهات الدولية المطالبة بوقف تنفيذ الحكم فيها. ثم نأتي بعدها ونتساءل، بهبل، عن مصدر كل هذا العنف الذي يلف كل مجتمعاتنا! أحمد الصراف [email protected] www.kalamanas.com