فؤاد الهاشم

من شابه «أخاه» و«أباه» ..فما ظلم!

كان وقتا لا ملامح له حين وقعت ثلاثة أو أربعة انفجارات في مناطق متعددة ومختلفة في الكويت بعضها كان في وقت واحد مثل مصفاة الشعيبة – محطة التحويل الكهربائي على الدائري الخامس ,المقاهي الشعبية – ميناء عبد الله في منتصف ذلك العام 1985 والذي كان أيضا بلا ملامح ولا تضاريس ! يقول أحد كبار الإداريين في الديوان الأميري: «كان الراحل الكبير الشيخ جابر الأحمد يستقبل شخصية أجنبية جاءته برسالة من رئيس دولتها عندما أبلغوني بضرورة إيصال خبر هذه التفجيرات المتلاحقة لسمو الأمير دخلت عليه بخلاف ما يقتضيه البروتوكول إذ إن بمعيته ضيف ولكن للضرورة أحكام ووجدتها أكثر من ضرورة أن أبلغ صاحب السمو بهذه الأحداث الجسام التي أصابت الكويت خلال ساعات ..معدودة! التفت باتجاهي الأمير الراحل وسألني باهتمام عن الموضوع فارتأيت أن أهمس بأذنه حتى لا يسمع الضيف وأخبرته بحدوث التفجيرات»!!
يكمل الإداري الكبير في ديوان الأمير الراحل حديثه قائلا:«توقعت أن يقوم من مقعده ويجري اتصالات هاتفية أو يأمر باستدعاء وزير الداخلية أو وزير الدفاع أو رئيس الوزراء أو يطلب مني أن أقوم بتوصيل أوامر ما لأي مسؤول في الدولة لمواجهة ما حدث أو .. أو.. لكن شيئا من هذا لم يحدث واستمر صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد في جلسته وحديثه مع الضيف وكأن شيئا لم يقع …مطلقا!! بعد حوالي نصف ساعة انتهى اللقاء وودعه سموه إلى باب القاعة ثم عاد إلى مكتبه وتحدث عبر الهاتف وطلب تفاصيل عن تلك الحوادث وقد ظهرت نبرات صوته هادئة وواثقة وبعدها أعطاني حزمة من الاوامر لإيصالها كل في اختصاصه »!! متابعة قراءة من شابه «أخاه» و«أباه» ..فما ظلم!

محمد الوشيحي

هذرلوجيا

اقتحمتُ غرفته دون أن أطرق الباب، بدفاشتي المعتادة. أدرتُ مفاتيح الأضواء كلها، وصرخت فيه كما يصرخ ضباط طابور الميدان بنبرة جافة: «انهض»، فاستيقظَ المسكين بتأفف وكسل، ثم تمتم وهو يحمي عينيه بكفّه من نور الإضاءة: «يالله صباح خير، عسى ما شر؟»، فواصلت صراخي: «طالت فترة نومك، وحان وقت الكتابة»، فواصل تمتمته المتذمّرة: «يا أخي مَن منعك من الكتابة؟»، فنزعت بطانيته وألقيتها هناك، وقلتُ وأنا أرفع رأسه من على مخدته: «أحتاج إليك. لا أريد أن تكون مقالاتي مثل الدخان الملون الذي تنفثه الطائرات الاستعراضية، وسرعان ما يتلاشى»، فسخرَ: «إذاً تريد أن تنفث مقالاتك بدلاً من الدخان الملون صواريخ مدمّرة»، قلت وأنا أفتح شبابيك غرفته: «وقنابل نووية إن أمكن»… فنهض خيالي المرهق، وراح يعيد ترتيب شعره المنفوش ويردد جملة الفاكهاني المصري: «يا فتّاح يا عليم يا رزاق يا كريم». متابعة قراءة هذرلوجيا