فؤاد الهاشم

قبلة الحبيبة وقبلة الزوجة!

أضحكني قول زميل ورئيس تحرير جريدة مصرية عبر مكالمة هاتفية معي خلال زيارته القصيرة إلى الكويت إن «سقف حرية الصحافة في مصر لم يعد موجودا، لقد أزلناه بالكامل وصرنا نشاهد السماء».

قبل عام 1990، كان البرلمان معطلا والصحافة تحت سيف الرقابة الحكومية، و«سقف الحريات» عندنا يرتفع مترا واحدا عبر الأرض فقط مما جعلنا نكتب مقالاتنا ونحن في وضع القرفصاء وأحيانا في وضع.. الانبطاح إما على البطن أو على.. الظهر. متابعة قراءة قبلة الحبيبة وقبلة الزوجة!

مبارك الدويلة

إنه الزمن الأغبر

يعيش التيار الاسلامي الوسطي في السنوات الاخيرة أوضاعاً صعبة في أنحاء المعمورة، حيث تتكالب عليه الأمم والأحزاب والثقافات من كل حدب وصوب، سلاحهم الاعلام الكاذب والمال السحت، في الوقت الذي كان يجب على الجميع احترام هذا التيار لأنه احترم مبادئه والتزم بالسلمية في مسيرته والاعتدال في منهجه وافكاره، حتى انه عندما أتيحت له الفرصة للوصول للحكم لم يصل عن طريق الدبابة ولا الرشوة، بل عن طريق مبدأ الشورى والديموقراطية وصناديق الانتخابات، بل انه عندما تم اقصاؤه بالدم لم يعامل خصومه بالمثل بل التزم السلمية من مبتداه الى منتهاه! ومع هذا تم التعامل معه بالعنف والاكراه والتشويه والاقصاء! متابعة قراءة إنه الزمن الأغبر

سعد المعطش

اشتم الخليج وستستغني

لو سألت أي خليجي عن الميزة التي يفتخر بها لوجدت شبه إجماع على التلاحم فيما بينهم ولو طلبت الدليل لذكر لك الغزو العراقي للكويت وكيف أثبتوا أنهم عائلة واحدة ووقفوا الموقف الحقيقي ضد العدوان الغاشم على الكويت وبذلوا الغالي والثمين من أجلها دون منة.

ولكن لو سألت غير الخليجيين نفس السؤال ما ميزة دول الخليج فإنك ستنصدم من الإجابة بأنهم يعرفون عنكم بأنكم تبحثون عمن يشتمكم لإرضائه والتودد له وقد فهم الكثير منهم هذه الطريقة وأخذ يعمل بها ليتكسب بشتمنا. متابعة قراءة اشتم الخليج وستستغني

حسن العيسى

مريم وُلدت ومثّلت وماتت

 ما أكثر ما شاهدت في الشاشتين الكبيرة أو الصغيرة، مريم فخر الدين مستلقية على الفراش، ترتدي قميص نوم أبيض، أو هكذا كنت أتخيله، فلم تكن هناك سينما بالألوان- تسيل دموعها وهي تسمع من الراديو الملاصق للسرير أغنية عتاب أو أسى حزينة، أو كلمات طرب ودعوة إلى الصفح من الحبيب.
 والأرجح، وفي العادة، يكون هذا الحبيب فريد الأطرش، دموع مريم حزينة، حانقة، على رحيل العاشق الذي غدر بها – كما تتصور، أو أجبر على البعد عنها من دون علم منها، بينما الحقيقة التي حبكها المخرج، تقول إن البطل العاشق قد ضحى من أجلها، تضحية ليس لها معنى في قواميس العشق، إلا أنها تحمل كل معاني السمو العذرية في خيال الحرمان العربي، كانت تلك فترة الرومانسيات في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وهي لحظات الزمن الجميل في عمر القومية العربية الناهضة والكبرياء، تضج بخطب عبدالناصر المثيرة بين كل فترة وأخرى، تستنهض الحماسة والفخر في وجداننا، في زمن لم تكن الحريات السياسية ناضجة في عقولنا الصغيرة، لم نكن نعرفها.
 كان يكفينا في ذلك الزمن القليل من الرضا بحماسة قوميتنا وبحرياتنا الاجتماعية النسبية، ونكتفي ونسعد بمسلسل ألف ليلة وليلة من إذاعة صوت العرب، أو القاهرة – لست متأكداً- كانت حكاية من شهرزاد تبدأ هكذا "بلغني أيها الملك السعيد… "، تسعدنا بمثل ما أسعدت الطاغية شهريار، حين انتشى بخمر حكايات الجن والعفاريت والجنس.
 لم يعد أحد يعرف اليوم حكايات شهرزاد، وإن ظلت أوهام العفاريت وأحلام الجن معششة ومستبطنة في اللاوعي العربي، ويجاورها صامداً قوياً "شهريارات" زمننا، لا تهزهم رياح الربيع ولا الخريف ولا الشتاء، ظلوا صامدين جبارين أمام عواصف التغيير، ولو نُحرت شهرزاد العربية مئات المرات بقوانين وأعراف شهريارات المجتمع اليوم.
 رقبة مريم العاجية تحمل ذلك الرأس الجميل والشعر الأحمر (أيضاً أتخيله هكذا في أفلام الأبيض والأسود) تحدق ساهمة في عيون عبدالحليم حافظ، وهما يجلسان على رصيف بشاطئ النيل يغني لها، "قولوله الحقيقة" في فيلم حكاية حب، وقفت طويلاً مع والدتي كي نشتري تذاكر بسينما "الحمرا" عام 1959 أو 1960 لأجل حليمو ومريم، طوابير طويلة امتدت عند سينما الحمرا والفردوس لمشاهدة فيلم العندليب والشقراء… وما أسرع طيش أحمد (عبدالحليم) حين وقع في غرامها من "أول دقيقة"، الحب لا يعرف حكمة "العجلة من الشيطان"، فالحرمان يلقي بأصحابه في وديان "العشق من أول نظرة" العميقة و"هيامات" العذاب اللذيذ من أجل المحبوب، كان يمكن تجنب العذاب، إلا أن الأحبة الشرقيين لا يفعلون، "مازوخية" أو عشق تعذيب الذات كي يبدع الشاعر في شعره والمطرب في فنه، قال من هذا د. صادق جلال العظم، الكثير في كتاب "في الحب والحب العذري"، فلا حاجة كي أعيد.
 أتذكر عيون مريم الخضراء (أكرر أتخيلها) والفم الصغير وجسدها الباسق، وكل جميل فيها، وأتأمل الآن صورتها بعد أن قذف بها الزمن إلى الحاضر، كل سنة مرت من عمرها حفرت أخدوداً في وجهها الصافي، وترهلاً بالجلد، ووهناً بالنشاط، وضياعاً بالذاكرة، وقرباً بصاحبتها من نهاية الوجود.
 أين ذهب ذلك الوجه وذلك الجسد؟ دفنهما وقبر صاحبتهما الزمن كما سيقبرنا يوماً ما.
 كتب مارتن هايدغر "أرسطو ولد وكتب ومات"، وأقول "مريم ولدت ومثّلت وماتت"، وهكذا نحن مع عبثية الحياة.

احمد الصراف

الشعراوي.. وقوة «الإخوان»

عام 1967، بعد هزيمة 5 يونيو، ثارت ضجة كبيرة على تصريح محمد متولي الشعراوي الذي ذكر فيه أنه صلّى ركعتين شكراً على هزيمة مصر. وكانت للشعراوي مكانة لدى السادات وبعده مبارك، فقد كان يساهم في تلهية العامة، وربما ساهمت أجهزة المخابرات في خلق اسطورته. وكتب عنه إبراهيم عيسى في كتابه «أفكار مُهدّ.دة بالقتل؛ من الشعراوي إلى سلمان رشدي»، يقول: «لم أرَ شيخا يمثل مجموعة من الأفكار الرجعية المناهضة للعلم والتقدم كالشعراوي». وفي كتاب «الشعراوي الذي لا نعرفه»، لسعد ابوالعينين، الذي صدر قبل وفاة الشعراوي، ورد فى صفحة 69 أن «الإخوان» أنشؤوا سنة 1936 «الجهاز السري» لتأديب واغتيال أعداء الإسلام والدعوة، الذين هم بالضرورة أعداء الجماعة التي تمثل الإسلام، واختار حسن البنا بنفسه عبد الرحمن السندي ليتولى رئاسة هذا الجهاز. ويقول الشعراوي إنه حضر بنفسه واقعة شاهد فيها عبد الرحمن السندي الرجل القوي في التنظيم، الذي يهابه حسن البنا نفسه، كيف دفع السندي، حسن البنا وكاد يسقطه أرضاً من شدة الدفعة!
وفي الكتاب نفسه، يثني الشعراوي على فكر حسن البنا، «ما يؤكد تعاطفه مع الجماعة».
وأكتب هنا ليس فقط للرد على الذين ادعوا، بكتاباتهم الباهتة، أن حركة الإخوان كانت ولا تزال سلمية، وهو أمر سبق أن تطرقنا اليه، بل أيضا للرد على ما ورد على لسان وزير إعلام سابق وصديق عزيز، في صحيفة محلية، من أن حركة «الإخوان المسلمين» (في الكويت) منذ تأسيسها في الخمسينات هي الأكثر نضجا بعلاقاتها مع الجميع، فهي لا تكفر ولا تتخذ من العنف وسيلة، ورؤاها لم تتلوث! لنرد ونقول بعدم صحة عدم تلوثها، فيكفي موقفها المشين من قضية تحرير وطنها المحتل، ووقوفها مع التنظيم العالمي ضد قيام قوت التحالف بتحريرها من شر صدام!
أما مسألة أن إخوان الكويت لم يلجؤوا الى العنف، فهذا صحيح، والسبب ليس لأنهم مسالمون، بل لأنهم حصلوا على كل ما أردوا وأكثر بالسلم، فلمَ اللجوء الى العنف تاليا؟ كما أن بدايات الحركة كانت مع مجموعة من تجار الكويت، والتجارة والعنف لا يتفقان، فتحقيق الربح يحتاج مهادنة الجميع وطلب خاطرهم، لاستمرار انتفاعهم، وبالتالي لم يكن غريبا تنامي الثروات الشخصية لكل من طال انتماؤه لحركة الإخوان في الكويت، والأمثلة أمامنا أكثر من أن تحصى. أما قضية أنهم لم يكفروا أحدا، فهذا كان صحيحا في مرحلة ما، أي قبل ثلاثين عاما تقريبا، ولكن الوضع اختلف بعد ان كبر حجم الجماعة وزاد عدد المنتمين اليها والى فكرها، وصعوبة إسكاتهم جميعا بالمال، وبالتالي لجأ هؤلاء الى الدعوة الى العنف لخلق كيانات خاصة بهم، وهكذا رأينا كيف أصبح تكفير كل من اختلف معهم أمراً شائعاً.
وما نراه اليوم من عنف في المنطقة هو نتيجة مباشرة لدعوات هؤلاء.
والخلاصة أن حركة الإخوان عسكرية شريرة وتآمرية تهدف الى الوصول الى الحكم في الدول التي تتواجد فيها، ومتى ما وصلت، فإنها لن تسلمه لأي جهة أخرى بغير العنف.

أحمد الصراف

عبدالله غازي المضف

من ينتقد وزارة الشباب.. ضعيف نفس؟!

قبل حوالي عام ونصف تقريبا اقامت وزارة الشباب ملتقى تحت عنوان «61» دعت به نخبة من الشباب الكويتي اللامع لمناقشة اولويات الوزارة في تلك المرحلة.. كان ذلك اللقاء هو الاول من نوعه منذ انطلاقة الوزارة وقد اكتظت القاعة بالحضور.. لم يكد مسؤولو الوزارة ان يختموا وصلتهم التعريفية حتى فتح الضيوف نار الانتقاد عليهم لتعم الضجة في الاوساط الشبابية لدرجة ان الناس نست الغاية من ذلك الملتقى.. لم تختلف مرحلة ما بعد ملتقى «61» عن سابقتها: فكلما مضى الوقت زاد السخط على وجوه الشباب اكثر فأكثر، وكلما شدد سمو الامير في خطاباته على اهمية دور الشباب وضرورة الاهتمام بهم حتى ضرب الشباب بكفهم بهراوة كمن يندب حظه على وزارة حملت اسمهم وافلتت أحلامهم. متابعة قراءة من ينتقد وزارة الشباب.. ضعيف نفس؟!