عادل عبدالله المطيري

الخوارج «داعش» ومعاناة الثوار

من الخطأ أن ينسب تنظيم «داعش» أو ما يسمى بتنظيم دولة الاسلام في العراق والشام إلى التيارات السنية – لأنه وبالاصل فرع لجماعة القاعدة الارهابية وهم في حقيقة الامر يتبنون فكر «الخوارج»، لان هذه الجماعة تكفر كل مكونات المجتمع وتنظر لهم كخارجين على الاسلام سواء كانوا من اهل السنة او الشيعة، وهذه الجماعات خرجت أول الامر على دولهم السنية قبل ان يخرجوا ويقاتلوا الانظمة الشيعية او حتى دول الغرب.

يرجع فكر الخوارج الى التاريخ الاسلامي وكان اول ظهور لهم كجماعة منظمة بعد معركة «صفين» بين جيش الخليفة علي بن أبي طالب وجيش الخليفة معاوية بن سفيان، وكان سبب ظهورهم عدم رضاهم على التحكيم بين الفريقين المتقاتلين لحقن دماء المسلمين.

ومنذ نشأة الخوارج ـ كانوا دمويين ولا يرضون ان يتعايش المسلمين على اختلاف طوائفهم بسلام، لذلك قاموا بتكفير فريق معاوية وفريق علي ـ وبدأوا بقتالهم جميعا.

تنظيم القاعدة الذي ينتمي اليه «داعش» بدأ قتاله وعملياته منذ بداية التسعينيات في اكبر دولة اسلامية سنية وهي المملكة العربية السعودية، اذ خرجوا على الحكم هناك بعد ازمة احتلال الكويت والاستعانة بالقوات الاجنبية ـ وقاموا بعمليات ارهابية كبيرة وانتشر هذا الفكر الخارجي في المجتمع وبالكاد استطاعت السعودية إعادة الامور الى نصابها وتمكنت من تحجيم قوته وقدرته على الانتشار.

ومن المعروف ان اي تنظيم ارهابي ملاحق امنيا من الجميع كالقاعدة لابد له من البحث عن أماكن آمنة له ـ ودائما ما يجد ضالته في الدولة المنهارة امنيا كأفغانستان والسودان سابقا وسورية والصومال والعراق حاليا.

ودائما ما يضع «تنظيم القاعدة» نفسه في المعارك التي تكون بين المسلمين والاجانب ـ أو عندما يندلع القتال بين السنة والشيعة كما في العراق وسورية، لكي يحظى بدعم وتعاطف السكان من أهل السنة.

تنظيم القاعدة هو أسوأ عدو للمسلمين السنة ـ فدائما ما يضرهم ولا ينفعهم ـ فدولة طالبان في افغانستان حطمتها حماقات القاعدة وغزوة مانهاتن واسقاط برجي التجارة ـ وها هي القاعدة بمسماها الجديد (داعش) في سورية يشوهون نضال الثوار السوريين ويعطي خصومهم العذر باتهام الثورة السورية بأنها ثورة ارهابيين، وفي العراق ايضا ـ دخلت داعش لتوفر للمالكي وجماعته تبرير قمعه لثورة العشائر العربية المستحقة.

ختاما: القاعدة أو الخوارج او داعش كلها واحدة ونتيجتها واحدة ـ لانها تقتل اهل السنة والشيعة على السواء ـ فالمجازر التي ارتكبتها في سورية ضد جبة النصرة والجيش الحر اكبر دليل على ذلك ـ وفي أنبار العراق تقاتل داعش ثوار العشائر وتشوه نضال العراقيين وتعطى اعداءهم المبرر لقمع ثورته وقتلهم.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

عادل عبدالله المطيري

twitter: @almutairiadel
email: [email protected]

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *